انتهت قصة هروب "مجرم خطير" من السجن في أمريكا والتي أثارت الرأي العام بسبب المساعدة التي تلقاها من حارسة يبدو أن بينهما قصة غرامية، ولكن معلومات جديدة كشفتها الشرطة أكدت أن الحارسة فضلت إطلاق النار على رأسها من تسليم نفسها، وهو ما أدى إلى موتها في وقت لاحق.
وباهتمام كبير تابع الأمريكيون عملية الهروب هذه، لا سيّما أنّها اكتست طابعاً رومانسياً؛ لحصولها على خلفية ما يُعتقد أنّها علاقة حبّ جمعت بين شخصين لا يجمع بينهما سوى اسم عائلتهما مع أنه لا صلة قرابة بينهما.
وأعلنت الشرطة الأمريكية، الإثنين 9 مايو/أيار 2022، أنّها ألقت القبض، في ولاية إنديانا، على المجرم "الخطير للغاية" كايسي وايت، فيما قالت إن حارسة السجن فيكي وايت التي تشتبه السلطات بأنّها ساعدت السجين على الفرار وتوارت مذّاك عن الأنظار أُوقفت بدورها، لكنّها أصيبت بجروح خلال عملية توقيفها.
وفيما استسلم كاسي وايت، إلا أن فيكي تعرضت لإصابة جراء إطلاق النار على رأسها، وفارقت الحياة بسبب هذه الإصابات مساء الإثنين، بحسب شبكة CNN الأمريكية الثلاثاء 10 مايو/أيار 2022.
تفاصيل إلقاء القبض على المجرم
وفصّل عمدة مقاطعة لودرديل، ريك سينغلتون، بمشاعر النصر ما حدث عندما ألقى ضباط الشرطة الأمريكية القبض على السجين كاسي وايت، قائلاً إن "الأمر انتهى بالطريقة التي كنا نعرفها، باحتجازهما".
حيث قال إنه تم اكتشاف شاحنة استخدمها الهاربان، في مغسلة سيارات في إيفانسفيل بإنديانا، وتم الإبلاغ عن ذلك لسلطات ألاباما، الأحد.
الإثنين، عثرت الشرطة الأمريكية عليهما في فندق في إيفانسفيل. حينها فر الاثنان من الشرطة في سيارة كاديلاك رمادية اللون كما تقول الشرطة، حيث كان كاسي وايت يقود السيارة بينما كانت فيكي وايت في مقعد الراكب.
قامت الشرطة الأمريكية بالاصطدام بسيارتهما، لينتهي بهما المطاف في خندق، قبل أن تطلق كيسي وايت النار على رأسها.
قال العمدة سينغلتون إن كاسي وايت سيُعاد مرة أخرى إلى ألاباما لمحاكمته، مشددّاً على أن كاسي وايت "لن يخرج من هذا السجن مجدداً، أؤكد لكم ذلك".
شرطية ومجرم خطير
والتناقضات بين وايت الرجل ووايت المرأة أكثر من أن تحصى، فهو مجرم خطير يبلغ من العمر 38 عاماً، ويزيد طول قامته على المترين، وهي موظفة مثالية تبلغ من العمر 56 عاماً وقصيرة القامة.
فيما بدا واضحاً أنّ عملية الفرار دُرست بأدقّ تفاصيلها، وكان عنصر المفاجأة فيها تامّاً؛ إذ لم يكن ليخطر ببال أحد وجوب الحذر من وايت التي لم تتسبّب يوماً بأيّ مشاكل ضمن إدارة سجن مدينة فلورنس الصغيرة في ولاية ألاباما الواقعة في جنوب الولايات المتحدة.
وباتت فيكي وايت من أكثر المطلوبين المطارَدين في الولايات المتحدة، مع أن قائد الشرطة في المنطقة وصفها بأنها "الموظف النموذجي"، واعتبرها المدعي العام في المقاطعة "الشخص الأكثر أهلاً للثقة في السجن"، فهي التي كانت تشرف من قِبل شرطة مقاطعة لودرديل على عمليات نقل السجناء.
عندما حضرت فيكي إلى سجن فلورنس صباح الجمعة لأخذ كايسي وايت بذريعة كاذبة مفادها أنه سيخضع لتقييم نفسي في المحكمة، كانت تنتظرها سيارة مركونة في موقف للسيارات بمركز تسوق قريب، اشترتها خصوصاً لعملية الفرار.
إلا أن اللقطات التي سجلتها كاميرات المراقبة في السجن لم توحِ بأيّ تعاون بين العملاق الموشوم والمسؤولة في السجن. فهي تمسك له الباب لكنّها لا توجه أي نظرة إليه حتى لحظة إدخاله سيارة الشرطة مكبّل اليدين والقدمين. ثم أغلقت الباب بحذر وانطلقت بالسيارة بُعيد الساعة 9:30 صباحاً.
ولم يتنبّه أحد إلى فيكي وكايسي إلا بعد ساعات عدّة، قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر.
وأثارت المطاردة اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة الذين طالت تعليقاتهم الوكالة التي اشترت منها فيكي وايت هذه السيارة.
تعود بداية هذه القصة، التي قد تكون قصة حب، إلى العام 2020؛ إذ كان كايسي وايت يقضي عقوبة بالسجن 75 عاماً في سجن الولاية بجرائم من بينها خطف وسطو ومحاولة قتل، أعلن فجأة يومها مسؤوليته عن قتل امرأة قبل خمس سنوات.
لم يدُم اعترافه طويلاً- إذ دفع في النهاية ببراءته في القضية التي لا تزال قيد النظر فيها- لكنّ هذا كان سبباً لنقله إلى سجن مقاطعة لودرديل؛ حيث تبلّغ بتوجيه تهمة القتل إليه، وهناك التقى فيكي وايت للمرة الأولى.
وأعيد كايسي إلى سجنه الأساسي بعد اكتشاف مخطط للهروب، لكنّه بقي على اتصال بفيكي وعاد إلى سجن فلورنس في فبراير/شباط من السنة الجارية لحضور جلسة في محكمة تقع في مكان قريب.
وقالت عشيقة سابقة له: "إنه خطير جداً على كلّ من حوله"، مقدّمة إلى فيكي وايت النصيحة الآتية: "إذا كنتِ لا تزالين على قيد الحياة، فلوذي بالفرار. اركضي، اركضي، اركضي بأسرع ما أمكنك".