هل صادف أن شعرت من قبل بموجة من الألم المبرح في جانب من وجهك عند لمس منطقة معينة في أثناء الحلاقة أو خلال عملية تفريش الأسنان؟
تلك الحالة التي تشبه موجة من الكهرباء المؤلمة في أحد جانبي الوجه، تُسمى بألم العصب ثلاثي التوائم، أو ألم العصب الخامس، وهي تعود إلى أسباب عديدة وفقاً لكل شخص وتستدعي الرعاية الطبية عند استمرار المعاناة من الأعراض.
ما هو العصب الخامس؟
العصب ثلاثي التوائم، المعروف أيضاً باسم العصب القحفي الخامس، هو العصب المسؤول عن الإحساس في الوجه والوظائف الحركية مثل العض أو المضغ أو التثاؤب؛ يمتلك كل شخص واحداً على كل جانب من وجهه.
وبحسب موقع WebMD للصحة والمعلومات الطبية، فإن العصب الخامس هو أعقد الأعصاب القحفية، أي الأعصاب المرتبطة مباشرة بالدماغ، عكس الأعصاب الشوكية المرتبطة بالحبل الشوكي في جسم الإنسان.
أسباب الإصابة بألم العصب الخامس
وفقاً للموقع الرسمي لمؤسسة الرعاية الصحية البريطانية NHS، فإن ألم العصب ثلاثي التوائم هو حالة مستمرة تؤثر على أعصاب معينة في الوجه.
ويقول الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، إن الألم قد يشبه الصدمة الكهربائية، وقد يكون شديداً في بعض الأحيان. وهو يستلزم عند استمراره لفترات ممتدة ومتصلة، التدخل الطبي بالعلاج والجراحة.
وأشار الموقع إلى أن السبب الدقيق للإصابة بألم العصب الخامس غير معروف حتى الآن، ولكن غالباً ما يُعتقد أنه ناتج عن ضغط على العصب، أو بسبب حالة طبية أخرى تؤثر على تلك الأوتار الحساسة.
وإذا كنت تعاني من ألم العصب الخامس، فإن التحفيز الخفيف لوجهك- مثل غسل أسنانك بالفرشاة أو وضع السيدات للمكياج أو قيام الرجال بحلق ذقونهم- فقد يؤدي الأمر إلى حدوث موجات من الألم الشديد.
قد تبدأ الحالة عند المصاب في صورة نوبات قصيرة وخفيفة. لكن يمكن أن يتطور ألم العصب الثلاثي التوائم ويسبب نوبات من ألم حارق أطول وأكثر تواتراً وتكراراً.
ويصيب ألم العصب الخامس النساء أكثر من الرجال، ومن المرجح أن يحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا.
نظراً إلى تنوع خيارات العلاج المتاحة، فإن الإصابة بألم العصب الخامس لا تعني بالضرورة أنك محكوم عليك بحياة مع الشعور المزمن بالألم. إذ إن الأطباء عادةً يمكنهم إدارة ألم العصب الثلاثي التوائم بشكل فعال من خلال الأدوية أو الحقن أو الجراحة.
الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة
تشمل أعراض ألم العصب ثلاثي التوائم واحداً أو أكثر مما يلي، وفقاً لموقع MayoClinic للصحة والمعلومات الطبية:
- نوبات من الألم الشديد أو الناري أو الوخز الذي قد يشبه الصدمة الكهربائية وموجات من الكهرباء في الوجه.
- النوبات المفاجئة والمتقطعة من الألم أو الموجات النارية الناجمة عن أشياء مثل لمس الوجه أو المضغ أو التحدث أو تنظيف الأسنان.
- استمرار نوبات الألم من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق.
- الألم الذي يحدث مع تقلصات الوجه وتغيير التعبيرات.
- نوبات ألم متعددة تستمر لأيام أو أسابيع أو شهور أو أكثر. كما قد يمر بعض الأشخاص بفترات لا يعانون فيها من الألم.
- ألم في المناطق التي يغذيها العصب ثلاثي التوائم أو العصب الخامس، وضمن ذلك الخدُّ والفك والأسنان واللثة والشفتان، كذلك في كثير من الأحيان في العين والجبهة.
- ألم يؤثر على جانب واحد من الوجه في كل مرة.
- ارتكاز الألم في بقعة واحدة أو انتشاره في نمط أوسع بالوجه.
- نادراً ما يحدث الألم بالليل في أثناء النوم والاسترخاء.
- نوبات الألم والشعور بالحرقة أو الكهرباء تصبح أكثر تكراراً وأشد حدةً مع الوقت.
التشخيص وخيارات العلاج
سيشخص طبيبك ألم العصب الخامس بناءً على وصفك للألم، وضمن ذلك فترات النوبات، ومدى تواترها، والأجزاء التي تصيبك بالألم في الوجه والمحفّزات التي تلاحظ بعدها أنك تبدأ في الشعور بالألم.
إضافة لما سبق، قد يُجري طبيبك العديد من الاختبارات؛ لتشخيص التهاب العصب الخامس وتحديد الأسباب الكامنة وراء حالتك، وضمن ذلك الفحص العصبي والتصوير بالرنين المغناطيسي.
ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى أن ألم وجهك قد يكون ناتجاً عن العديد من الحالات المختلفة، لذلك من المهم إجراء تشخيص دقيق. وقد يطلب طبيبك اختبارات إضافية؛ لاستبعاد الحالات الأخرى.
أما بالنسبة لخيارات العلاج، فيوضح موقع Cleveland Clinic للصحة والمعلومات الطبية أنها تكون كالآتي:
يبدأ علاج ألم العصب ثلاثي التوائم عادةً بالأدوية والعقاقير المتخصصة، ولا يحتاج بعض الأشخاص المصابين إلى أي علاج إضافي.
ومع ذلك وبمرور الوقت، قد تبدأ الحالة في التطور ومعاودة الظهور بشكل يجعل العقاقير غير كافية، أو شديدة الإزعاج، بسبب الآثار الجانبية المترتبة على تناولها.
حينها قد تكون الحقن والعمليات الجراحية هي السبيل الأمثل لعلاج المشكلة، ويمكنك بمتابعة الطبيب المتخصص معرفة الخيار الأنسب لحالتك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.