تستهدف شركة Space Transportation (المعروفة في الصين باسم Lingkong Tianxing) تطوير مركبة ركاب قادرة على الاندفاع باتجاه السماء بسرعة أسرع من الصوت "فرط صوتية" وذلك بقدر 1.6 كيلومتر في الثانية- أي ضعف سرعة الطائرة الكونكورد.
نجاح الشركة في تطوير مركبة الركاب سوف يساعد الأفراد على السفر من شانغهاي إلى نيويورك في ساعتين فقط، وقد نشرت الشركة مقطع فيديو دعائياً بالرسوم المتحركة يُظهر الركاب (دون الحاجة لارتداء خوذة أو بدلة فضاء) على متن ما تبدو وكأنها طائرة فضائية بـ12 مقعداً، وتستقر أسفل هيكلٍ انسيابي على شكل حرف دلتا، ويُحيط به من الجانبين صاروخان عملاقان معززان حسبما نشرت شبكة CNN الأمريكية في تقريرها يوم الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022.
إطلاق مركبة الركاب
يجري إطلاق المركبة عمودياً إلى السماء، وبوصولها إلى ارتفاعات التحليق، تنفصل طائرة الفضاء عن الصواريخ المعززة، ثم تواصل التزلج على حافة الفضاء بسرعة 7.000 كم/س، قبل أن تهبط في وجهتها عمودياً أيضاً بمساعدة عدة هبوط على شكل حامل ثلاثي القوائم.
فيما ذكر موقع الشركة أنها تستهدف إطلاق أول رحلة سياحية فضائية تجريبية دون مدارية في عام 2025، متبوعةً "برحلة مركبة فرط صوتية عالمية متكاملة وشاملة بحلول 2030".
ستكون هذه المبادرة- في حال تحقيقها- خير تجسيدٍ لطموحات الصين من أجل الهيمنة على الأسواق المتخصصة والتي يُحتمل أن تكون مربحة للسياحة الفضائية، إلى جانب الرحلات فرط الصوتية بين نقطةٍ وأخرى للمسافرين من رجال الأعمال، فضلاً عن كونها مدعومةً بواسطة أطرافٍ نافذة في مجال الاستثمارات الصينية.
جدير بالذكر أن المشروع جمع في أغسطس/آب 2021 أكثر من 300 مليون يوان (47 مليون دولار تقريباً) في التمويل الأولي، الذي جاء تحت قيادةٍ مشتركة من صندوق استثمارات صناعية بشانغهاي تابع لـMatrix Partners China ومجموعة Shanghai Guosheng Group الحكومية.
من جانبها، تواصلت شبكة CNN الأمريكية مع الشركة لتعليق أكبر حول خطط إطلاقها، لكنها لم تتلق رداً حتى الآن.
في ما أوضح تحليلٌ حديث صادر عن Emergen Research أنّ "أرباح سوق النقل دون المداري العالمي والسياحة الفضائية من المتوقع أن تتوسّع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.8%، كما من المتوقع أن يرتفع حجم السوق من 423.7 مليون دولار في 2020 إلى 1.44 مليار دولار في 2028".
استخدام الرحلات دون المدارية كوسيلة للانتقال
في سياق ذي صلة فإنه رغم ابتعاد العالم عن فكرة استخدام الرحلات دون المدارية كوسيلةٍ أساسية للانتقال من نقطةٍ إلى أخرى فإن مجاذيب الفضاء لديهم العديد من الخيارات المتزايدة باستمرار ليختاروا من بينها ما يُناسب شغفهم الكوني: مناطيد الفضاء فائقة الارتفاع، ورحلات الطيران المكافئ من أجل تجارب انعدام الوزن، وربما يصبح السير الفضائي ممكناً عما قريب.
لكن أسعار التذاكر تظل فضائيةً بغض النظر عن نكهة السياحة الفضائية التي تثير اهتمام الراغبين في أن يصبحوا رواد فضاء.
حيث أوضح جون إتش شميدت، الرئيس العالمي لصناعة الدفاع والطيران بشركة Accenture، للشبكة الأمريكية: "لا تزال السياحة الفضائية مجالاً ناشئاً ومساحةً مخصصة للمليارديرات إلى حدٍّ كبير. وربما من المرجح أن تتصاعد وتيرة السياحة الفضائية، لكنها ستستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تنخفض تكلفتها بما يكفي لتصل إلى جمهور ركابٍ أوسع من مجموعة المليارديرات".
رحلات الركاب فرط الصوتية
في حين ونتيجة للتكلفة العالية لرحلات الطيران فرط الصوتية، تدخل الصين في الصورة بفضل ميلها المُثبت إلى رصد وصياغة استجابة مُوسّعة لفرص الأسواق الجديدة، وخفض الأسعار على المستهلكين.
إذ تُعَدُّ الصين بالفعل من الأطراف البارزين في عالم الفضاء، مع خارطة طريق برعايةٍ وطنية لدعم العديد من المبادرات المتنوعة، مثل: تقنيات الأقمار الصناعية، والهبوط على القمر والمريخ، والرحلات بين الكواكب، واستكشاف الفضاء العميق.
ففي ورقةٍ بيضاء نشرها المكتب الإعلامي لمجلس الدولة، سردت الصين خططها لتعزيز أهداف اقتصاد الفضاء، والتي تضمنت النقل عالي السرعة للبشر ومع المكاسب المحتملة للسياحة الفضائية؛ لا عجب في أن الصين تُكثّف من مواردها ومنشآتها لإتاحة إحراز التقدم على صعيد طائرتها الفضائية الخاصة.
حيث كشفت الصين في مارس/آذار 2018 مثلاً أنها تبني نفقاً هوائياً بطول 265 متراً من أجل استخدامه في اختبار النماذج الأولية من الطائرات فرط الصوتية بسرعاتٍ تصل إلى ماخ 25 (30.625 كم/س)، وذلك داخل مختبر الأكاديمية الصينية للعلوم.
بينما قال جون إتش شميدت، الرئيس العالمي لصناعة الدفاع والطيران بشركة Accenture، للشبكة الأمريكية: "ربما بدأنا نرى الطائرات فرط الصوتية في الأفق، لكننا لا نزال في مرحلةٍ مبكرة للغاية. ويكمن أحد التحديات الكبرى في أنّ هذا المجال يحتاج إلى مهاراتٍ نادرة. ولهذا تستثمر الحكومات في مشروعات بحثية وتجريبية لاستكشاف ما هو ممكن، وتطوير المهارات اللازمة لبناء خطوط إنتاج الطائرات فرط الصوتية ذات يوم".