الحاجة فعلاً أُمّ الاختراع.. شركات ومنتجات عالمية بدأت بإلهام من الحروب والصراعات العسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/05 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/05 الساعة 17:31 بتوقيت غرينتش
سيارات الجيم للدفع الرباعي بدأت أول الأمر كمركبات عسكرية أمريكية - ShutterStock

وسط تدهور المشهد الاقتصادي العالمي مع تواصل الحرب الروسية على أوكرانيا، والذي أدى إلى انهيار وإغلاق العديد من الشركات والعلامات الشهيرة في بعض  الدول من حول العالم، نذكر العديد من الشركات العملاقة المعروفة عبر التاريخ التي كانت الحروب  مصدر الإلهام  في تأسيسها وولادتها.

إذ تنبع العديد من أشهر العلامات التجارية في العالم بسبب ما كان وراءها من تراث عسكري.

حتى إن بعض العلامات التجارية تستعرض خلفياتها بفخر في شعاراتها ومواقعها على شبكة الإنترنت وخلال حملات التسويق الدعائية لها.

وفي كل الأحوال، بدأ عدد مذهل من العلامات التجارية بتزويد القوات المسلحة بالمنتجات أو ساهمت الحرب بشكل مباشر في اكتشاف المنتجات التي أصبحت مشهورة في أوقات النزاع وحتى يومنا هذا.

سيارات الجيب خلال الحرب العالمية الثانية

دخلت سيارات الجيب الأصلية حيز الإنتاج في عام 1941، وكانت قد تم تصميمها خصوصاً من أجل خدمة الجيش الأمريكي بعد مشاركتها في الحرب العالمية الثانية.

وفي بيانات رسمية تم توزيعها على شركات الصناعات الثقيلة في البلاد، طالبت أمريكا بابتكار سيارة دفع رباعي تكون كفيلة بتنفيذ المهام العسكرية الخفيفة في الأماكن المفتوحة.

وحينها أصبحت Willys MB Jeeps أكثر مركبات الدفع الرباعي استخداماً للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية.

​​وبعد سنوات من انتهاء الحرب، تم إطلاق نسخ مُعدلة للاستخدام المدني من سيارات الجيب، لتُصبح منذ ذلك الحين السيارات الأكثر استخداماً في التنقل عبر الطرق المتعرجة وفي الصحاري والطرق غير المأهولة أو المُمهدة.

حلوى M&M's خلال الحرب الأهلية بإسبانيا

ابتكرت شركة Mars للحلويات وصفة وفكرة حلوى M&M's أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، عندما شاهد فورست مارس الأب الجنود في ساحات الاشتباك يأكلون قطعاً من الشوكولاتة المغطاة بطبقة من الحلوى الجامدة، ووجد أن الفكرة عملية للغاية الشوكولاتة من الذوبان في الشمس.

هذه الرحلة التي أجراها فورست مارس خلف صفوف الاشتباكات لم يكن بمفرده فيها، فقد صاحبه في الرحلة أحد أفراد عائلة رونتري للحلويات أيضاً، والتي استمرت في صنع حلوى تُدعى Smarties، وتشبه إلى حد كبير حلوى M&M's تباع خارج الولايات المتحدة.

تم ابتكار الشوكولاتة المُغطاة بالحلوى في فترة الحرب لمنع ذوبانها في الشمس - ShutterStock
تم ابتكار الشوكولاتة المُغطاة بالحلوى في فترة الحرب لمنع ذوبانها في الشمس – ShutterStock

شبكة فودافون للاتصالات

بدأت شركة فودافون للاتصالات حياتها في ثمانينيات القرن الماضي كشركة تابعة لشركة Racal Electronics، وهي أكبر منتج لتكنولوجيا الراديو العسكرية في المملكة المتحدة في ذلك الوقت.

وكانت Racal أيضاً في يوم من الأيام ثالث أكبر شركة إلكترونيات بريطانية. وبالرغم من الخدمات التي تم تطويرها في ذلك الوقت  لتزويد الجيش بإمكانيات الاتصال المتقدمة، تم تطوير خدمات الشركة لتوفير الاتصالات  للمدنيين.

في عام 1982، فازت شركة Racal Strategic Radio Ltd التابعة لشركة Racal، بأحد أول ترخيصين لشبكة الهاتف الخلوي في المملكة المتحدة؛ الآخر يذهب إلى شركة بريتيش تيليكوم.

ثم تم إطلاق شركة فودافون في 1 يناير/كانون الثاني من العام 1985، لتُصبح فودافون فيما بعد أكبر شبكة للهاتف المحمول في العالم، بحسب إذاعة BBC البريطانية.

سيارات الشعب الألمانية

علامة تجارية أخرى منذ زمن الحرب اكتسبت مكانة مرموقة في جميع أنحاء العالم هي سيارات فولكس فاجن، أو سيارات الشعب باللغة الألمانية، بحسب موقع BBC Culture.

عندما كان أدولف هتلر يعد عتاد البلاد استعداداً لخوض الحرب العالمية الثانية، رغب في إنتاج سيارة متينة ورخيصة تكون هي الخيار الأساسي للعائلات الألمانية.

قبل هذه الرغبة ببضع سنوات، كان المصمم فرديناند بورش قد ابتكر بالفعل نموذجاً أولياً لمثل هذه السيارة الصغيرة الخفيفة والعملية، لذلك بعد هذه الرغبة من  الفوهرر عمل على المشروع بجدية.

قام هتلر أيضاً بتمويل مصنع مملوك للحكومة لصنع هذه السيارات. ومن هُنا ولدت فولكس فاجن بيتل في العام 1938.

خلال الحرب، تحول المصنع إلى تصنيع مركبات عسكرية للقوات المسلحة الألمانية، جنباً إلى جنب مع عدد قليل من الخنافس التي تم تصنيعها لضباط الجيش.

وبعد انتهاء الحرب بسنوات قليلة، أصبحت فولكس فاجن الخنفساء رمزاً لإبداع ألمانيا، واكتسبت شعبية هائلة في جميع أنحاء العالم.

كان هتلر وراء إلهام سيارات الخنفساء - ShutterStock
كان هتلر وراء إلهام سيارات الخنفساء – ShutterStock

مشروب فانتاسي أو Fanta

في نفس السياق الذي وُلِدت فيه فولكس فاجن، ظهرت علامة تجارية عالمية أخرى خلال الحرب العالمية الثانية.

لم تكن شركة Coca Cola قادرة على إنتاج وتسويق الكوكاكولا في ألمانيا، لأن الولايات المتحدة حظرت التجارة بكل صورها مع ألمانيا النازية، وبالتالي كان من غير الممكن استيراد المشروب الشهير.

ومع ذلك، قرر رئيس شركة Coca Cola Germany أن  يبتكر ويصنع مشروباً بديلاً من المكونات المتوفرة محلياً دون الحاجة للاستيراد.

ومن خلال مُركب مكون من سكر البنجر ومصل اللبن وثفل التفاح، والتي يمكن الحصول عليها بسهولة بألمانيا، تم استخدام المزيج لصنع مشروب فواكه يختلف عن Coca Cola.

ثم أطلق عليه فريق العلامة التجارية في ألمانيا اسم فانتا، وهو مشتق من الكلمة الألمانية للخيال (فانتاسي).

وبعد انتهاء الحرب، طورت شركة Coca Cola المشروب الجديد  وصدرته إلى العديد من الأسواق الأخرى بحلول عام 1955. واليوم، فانتا المشهورة بمذاق البرتقال، متوفرة بأكثر من 100 نكهة حول العالم.

أديداس وبوما للملابس الرياضية

مؤسسا شركتي Adidas وPuma هما الشقيقان رودولف وآدي  داسلر اللذان كانا شريكين في شركة Dassler Brothers Sport Shoe في عشرينيات القرن الماضي.

وكانت الشركة الألمانية ناجحة ومعروفة حتى إنها زودت الأحذية للرياضي الأمريكي الإفريقي الحائز على الميدالية الذهبية جيسي أوينز خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 1936.

خلال الحرب العالمية الثانية اختلف الأخوان ديداس وقررا فصل الشركة - ShutterStock
خلال الحرب العالمية الثانية اختلف الأخوان ديداس وقررا فصل الشركة – ShutterStock

لكن التنافس الشرس بينهما تنامى بصورة كبيرة، ووصل إلى ذروته خلال الحرب العالمية الثانية عندما قصف الحلفاء هيرتسوجيناوراخ. وبحسب ما ورد لموقع Business Insider، صرخ آدي قائلاً: "عاد الأوغاد القذرون مرة أخرى"، عندما لجأ هو وزوجته إلى قبو للحماية من القنابل، وكان يشغله رودي وزوجته بالفعل.

وعند سماع المسبة ظن رودي أن  العبارة موجهة إليه، فتصاعد نزاعهما حتى قام الاثنان بتقسيم الشركة في عام 1945. فأطلق آدي على شركته الجديدة اسم "أديداس" وراء اسمه، بينما أطلق رودي على  شطر شركته اسم "بوما".

تحميل المزيد