هل تجد صعوبة في التفاهم مع شريك حياتك؟ 10 خطوات عملية لإدارة الحوار بين الزوجين بشكل صحي وفعّال

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/20 الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/22 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش
العلاقة بين الطرفين تعتمد بشكل أساسي على قدرة الزوجين على التحاور - iStock

محاولة التواصل بشكل فعال مع شريك حياتك أمر نبيل ورائع، ومع ذلك ينتهي الأمر بالعديد من الأزواج إلى مواجهة مشاكل خطيرة في علاقاتهم بسبب طريقة التحاور وإدارة النقاش، خاصة عند الاختلاف أو مواجهة التحديات.

من السهل الوقوع في أخطاء التواصل في العلاقات، وهو الأمر الذي يمكن أن يدمر اتصالك بشريك حياتك إذا لم تكن حريصاً، لكن لحسن الحظ حدَّد خبراء العلاقات طرقاً عملية فعالة وضرورية لإجراء الحوار بين الزوجين بشكل صحي.

النقاش الحاد وغير المتفاهم قادر على تهديد العلاقة وحتى إنهاء الزواج بالكامل - iStock
النقاش الحاد وغير المتفاهم قادر على تهديد العلاقة وحتى إنهاء الزواج بالكامل – iStock

أهمية مستوى الحوار بين الزوجين

مع ازدياد انعدام الثقة في العالم، أصبح الكثير من الناس أكثر تشدداً بالتزامهم بوجهات نظرهم الخاصة، وأصبحوا أقل قدرة على الاستماع إلى أي شيء قد يكون مختلفاً. 

وقد بدأت هذه النظرة الانقسامية بشكل متزايد في التسلل للأسف إلى العديد من العلاقات الحميمة، ما جعل من الصعب على الأزواج التفاوض بنجاح عندما يختلفون أو يديرون نقاشاً فعالاً وصحياً فيما بينهم.

لا يمكن أن تنجح النقاشات المعقولة والعادلة عندما يكون الزوجان محبوسين في وجهة نظر فردية، تمحو أي وجهة نظر للطرف الآخر، ويمكن أن تتحول الآراء بسرعة إلى تهديدات ومحاولة لفرض السيطرة.

وللمساعدة في تحدي أزمة التواصل تلك يمكن تعلُّم كيف من الممكن تحويل مهارات الحوار بين الزوجين بشكل انحيازي أو متسلط إلى أساليب  من التفاوض والحوار السليم، الذي يتيح للطرفين عرض وجهات نظرهم باحترام، والتوصل لأرضية وسط بالاتفاق.

1- تعامَل مع مشاعرك أولاً بطريقة واعية

قبل التحدث مع شريك حياتك حول قضية تزعجك تأكد من معالجة مشاعرك حول هذا الموضوع وتهدئة نفسك أولاً.

وبحسب خبير الصحة النفسية والعلاقات شيلي سومرفيلد، في تصريحاته لموقع Healthline للصحة، فأنت إذا دخلت في محادثة وأنت تشعر بالغضب الشديد أو الانزعاج أو الانفعال الشديد، فإن الاتصال يميل إلى أن يصبح ساخناً للغاية، ويصعب إيجاد حل منطقي وواقعي.

لذلك أولاً حاول القيام بنزهة سريعة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة أو التأمل والتركيز على أنفاسك قبل التحدث إلى الطرف الآخر.

بهذه الطريقة ستكون أكثر تحكماً في عواطفك، وستكون قادراً على التواصل بشكل جيد وعرض أفكارك بوضوح وعقلانية.

2- اختيار التوقيت الملائم

اختيار الوقت المناسب للتحدث مع شريكك يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في العلاقة، إذا كان هناك شيء ما يضغط على عقلك ومشاعرك فامنح شريكك فكرة أنك ترغب في الجلوس والتحدث قبلها.

لأنه إذا كان الطرف الآخر يعلم أنك ترغب في التحدث معه فقد يساعد ذلك في تهدئة الموقف أيضاً لأنه من غير المرجح أن يشعر بالكمين أو الانزعاج بسبب نقاش محتدم، بل سيكون مستعداً.

3- استخدِم عبارات "أنا أشعر" وليس "أنت تفعل"

طريقة إجراء الحوار بين الزوجين يمكن أن تُحدِث فارقاً كبيراً.

في كثير من الأحيان يبدأ الأزواج محادثاتهم من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى الشخص الآخر، وإلقاء اللوم والضغط عليه، لذلك من الضروري بدء المحادثات بتوضيح "ما تشعر به"، لا ما تعتقد أن الآخر يقوم به.

يمكنك التأكد من القيام بذلك عن طريق استخدام العبارات التي تبدأ بـ"أنا أشعر".

الحوار البناء والصحي بين الزوجين قادر على تعزيز العلاقة وتقويتها - iStock
الحوار البناء والصحي بين الزوجين قادر على تعزيز العلاقة وتقويتها – iStock

4- أساس الحوار بين الزوجين المختلفين يكمُن في تحديد المشكلة

الانتقال من تقييم الموقف إلى إدانته لا يحدث بين عشية وضحاها.

يجب أن يكون كلا الشريكين على استعداد للنظر فيما يحدث لهما بشكل فردي وجماعي. كيف أصبح كل واحد يركز على حقيقة واحدة فقط؟ متى وأين فقدوا القدرة على الاستماع لبعضهما، لأنه من الضروري فهم أنه غالباً ما يكون هناك أكثر من حقيقة واحدة صحيحة.

5- استيعاب الطرف الآخر

يوضح موقع Psychology Today للصحة النفسية أنه يجب على الزوج والزوجة أن يتعهدا بأن يصبحا أكثر انفتاحاً على التنوع والاختلاف، حتى لو شعروا بالتهديد في هذه العملية.

يمكن للزوجين دوماً أن يختلفا، وببساطة يتفقان على وجود اختلافات محددة.

ولكن مع الاهتمام والقبول والاستعداد للتفكير بعين الطرف الآخر والشعور بما يشبه أن تكون في مكانه، يمكن أن يقرّب الأمر العلاقة ويوطدها.

6- استماع حقيقي بدون أحكام أو تحفُّز للرد

استمع بعمق دون حكم على آراء الشخص الآخر، وكيف أصبح مرتبطاً بها ولماذا؟ وكيف من الممكن أن تختلف كل هذا الاختلاف عن رؤيتك؟

من الطبيعي أن يختلف الناس، مهما كانت درجة ترابطهم وتواصلهم، كل ما في الأمر أن رؤية درجات هذا الاختلاف قد تصدم البعض وتصيبهم بالتهديد والخوف، لكن الحقيقة أنه لولا الاختلاف لما تمكنت الحياة من الوجود.

7- البحث عن أوجه التشابه والاتفاق

عند الاختلاف من الضروري أن يبحث الزوجان عن أوجه التشابه في كيفية الدفاع عن وجهة نظرهما، ما الذي يدفع كل واحد منكما إلى أن يكون منغلقاً على رؤية الأشياء بطريقة واحدة فقط؟

ابحث عن الأفكار والمشاعر المتشابهة التي تتشاركانها، والتي قد تجعلكما خائفين من التخلي عما تؤمنان به، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الصلابة وهذا التشدد إلى الحيلولة بينكما.

8- تخيل مشاعر الطرف الآخر عند تلقي كلامك

تخيل مشاعر شريك حياتك وحالته الذهنية وهو يواجه إدانتك أو اتهاماتك أو تحفّزك ضده، هل أنت على استعداد للمخاطرة بفقدان العلاقة من خلال عدم قدرتك على رؤية نفسك من منظور الآخر؟

إذا كان كل همك هو الفوز أكثر من رغبتك في إجراء اتصال فعال وصحي، فأنت في مشكلة كبيرة.

افتح عقلك وقلبك لما هو منطقي من وجهة نظر الشريك الآخر، ووافق كلما أمكنك ذلك، وعندما لا تستطيع القيام بذلك عليك أن تكون مباشراً، وأن تتفقا على ألا تتفقا دون محو صلاحية ما يعتقده الآخر أو إنكاره عليه.

9- المساومة والأهداف الواضحة

أساس التواصل مع شريك حياتك بشكل صحي هو التفاهم والاستيعاب.

سواء أكنت تتحدث عن مشاعر مؤلمة أو تتناول أفكاراً متضاربة حول الخطط المستقبلية، يجب أن ينتهي الحوار بين الزوجين دوماً بنسخة مُتفق عليها من الحل الواقعي.

في أغلب الأحيان سيعتمد هذا القرار على مستوى معين من التسوية والتنازلات من الطرفين، سواء تعلق الأمر بتقسيم الأعمال المنزلية أو اتخاذ قرارات مالية أو حتى في الأمور الفكرية الأخرى.

هذه الخُطة الواضحة والمُتفق عليها تساعد الناس على التسامح والمضي قدماً في علاقتهم وحتى تطويرها، كما يمكن أن يجلب أيضاً مشاعر القوة والتواصل بين الطرفين.

10- الاتفاق على الحدود الواضحة 

يمكن أن يساعد وضع حدود ثابتة أيضاً في تجنب أي سوء تفاهم، كما تنصح كالي إستس، أستاذة علم النفس الأمريكية لموقع Healthline.

على سبيل المثال، إذا كانت الموارد المالية للمنزل نقاشاً مؤلماً، فكر في التوصل إلى بعض الحدود التي تتفقان عليها. ربما تقرر أن أي عملية شراء تزيد قيمتها عن مبلغ محدد يجب مناقشتها والموافقة عليها من قبل الطرفين أولاً.

الغضب وتوجيه أصابع الاتهام من أخطر خطوات النقاش المؤذي بين الزوجين - iStock
الغضب وتوجيه أصابع الاتهام من أخطر خطوات النقاش المؤذي بين الزوجين – iStock

خطوط حمراء عليك أن تتجنبها

ويوضح موقع Bustle أنه بقدر ما هناك معايير لتحسين الحوار بين الزوجين، هناك نقاط حمراء لا يجب أن يتم انتهاجها في العلاقات؛ لأنها قد تؤدي لعواقب وخيمة، وتهدد الزواج بالكامل. ومن بينها:

  • التهديد والضغط على الطرف الآخر و"العقاب بالصمت".
  • الغضب والصراخ والإهانة.
  • الاعتذار المفرط بدون استيعاب لأسباب المشكلة.
  • إلقاء الأوامر والعبارات المطلقة من طرف واحد.
  • افتراض التوقعات دون نقاش مسبق.
  • كبت المشكلات وتجنُّب المواجهة.
  • إبداء عدم الاهتمام بأفكار ومشاعر الآخر.
  • عدم قبول محاولات الطرف الآخر في النقاش.

مخاطر تدمير الحوار بين الزوجين وخيمة

وبشكل عام، من بين جميع التحديات التي قد تواجهها العلاقة بين الزوجين، يعد العبث بالتواصل والقدرة على إجراء نقاش حضاري صحي من أخطر المشكلات.

وتوضح الدكتورة سوزان إيدلمان، الطبيبة النفسية لموقع Bustle: "عندما لا تتمكن من التواصل مع شريك حياتك، فإنك تفتح الباب لسوء التفاهم وتخلق مسافة وفتور بينكما".

في المقابل، عندما تتمكن من التعبير عن نفسك لشريك حياتك بطريقة بناءة، فعادةً ما يقربكما ذلك ويوطد علاقتكما. وبطبيعة الحال، من غير المحتمل أن تشعر بالتفاهم والاتصال إذا لم تتمكن من إخبار شريكك بما تشعر به.

وتلفت إيدلمان: "أخطاء الحوار بين الزوجين شائعة وليست بالضرورة قاتلة، ولكن المشاكل المزمنة في التواصل يمكن أن تؤثر على المدى الطويل".

وختاماً، العلاقة بطبيعتها تتعلق بالتواصل، لأنها تتضمن شخصين يحاولان أن يعيشا حياة واحدة؛ ولكي يحدث هذا على أي مستوى، فإن التواصل الجيد أمر ضروري.

تحميل المزيد