جو من الحزن يخيم على مؤثري شبكات التواصل الاجتماعي في روسيا بعد قرار السلطات في البلاد حظر الوصول لموقع إنستغرام في روسيا، بعد أن سمحت شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستغرام بالتخفف من سياساتها بشأن خطاب الكراهية تجاه روسيا، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 14 مارس/آذار 2022.
فقد طالب المدعون العامون الروس، الجمعة 11 مارس/آذار، بحظر إنستغرام في روسيا بعد أن أكدت الشركة الأم "ميتا" أنها تخفف من سياساتها بشأن خطاب الكراهية تجاه الجنود الروس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخل بلدان معينة فيما يتعلق بالعملية العسكرية في أوكرانيا.
بينما أوضحت شركة "ميتا"، الإثنين، أن توجيهاتها بأنَّ "الدعوات إلى وفاة رئيس دولة" محظورة، لكن بحلول صباح الإثنين، لم يعد بالإمكان الوصول إلى إنستغرام، المنصة الاجتماعية الأكثر شعبية بين الشباب الروس.
استياء مؤثري إنستغرام في روسيا
قالت مدوّنة الموضة، كارينا نيجاي، عن إنستغرام، حيث يتابعها ما يقرب من 3 ملايين حساب: "هذه حياتي، وروحي. هذا ما كنت أستيقظ وأنام عليه على مدار السنوات الخمس الماضية. أنا في حالة من الاستياء شديدة ولست مستعدة لتقبل ذلك".
فيما أوضحت كارينا إستومينا، منسقة أغانٍ ومؤثرة مشهورة على إنستغرام في روسيا، ولديها أكثر من 400 ألف متابع: "ما يقرب من نصف إجمالي دخلي يأتي من إعلانات إنستغرام. لأكون صادقة معكم، أنا محطمة تماماً لأنني أفقد صفحتي. لقد عملت على ملف تعريفي لأكثر من 10 سنوات. على الأرجح سأضطر إلى إيجاد مصادر دخل جديدة، وسأضطر إلى إعادة اكتشاف نفسي".
جاءت خطوة حظر إنستغرام في روسيا في الوقت الذي برز فيه التطبيق باعتباره آخر المنصات المتاحة للروس للتعبير عن معارضتهم للعملية العسكرية في أوكرانيا؛ إذ استخدم الفنانون والمدونون والرياضيون الروس الشبكة الاجتماعية للتحدث ضد العملية.
كانت روسيا قد شنت بالفعل حملة غير مسبوقة على وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة المناهضة للعملية العسكرية ضد أوكرانيا، بعد بدئها.
تضرر الإعلانات مع حظر التطبيق
لكن بالنسبة للعديد من الشركات الروسية الصغيرة والمتوسطة الحجم، كان إنستغرام في روسيا أيضاً منصة رائدة للإعلان وتنظيم المبيعات والتواصل مع العملاء، ومن المرجح أن تؤدي خطوة حظر التطبيق إلى تقويض مناخ الأعمال في البلاد.
قالت ديليارا مينراخمانوفا، التي تدير شركة الملابس Outlaw في موسكو: "أصبح إنستغرام منزلنا، وجسرنا مع العالم الخارجي. منذ بدايتنا قبل 7 سنوات، تمكنّا من الجمع بين مجتمع كبير من شخصيات متشابهة في التفكير".
كما أضافت: "من المؤلم الاعتقاد بأننا سنفقد كل هذا"، مضيفة أنَّ 96% من زوار حساباتهم على الشبكات الاجتماعية مرتبطون بتطبيقات ميتا.
البحث عن منصات بديلة
فيما توجه العديد من المؤثرين والشركات، مثل Outlaw، يوم الأحد 13 مارس/آذار، إلى نشر روابط قنواتهم على تليغرام وVKontakte، وهما منصتان روسيتان سترحبان بتدفق المستخدمين الجدد.
لكن مع انتقال العديد من منتقدي الكرملين الآن إلى تليغرام، يقول الخبراء إنَّ تطبيق المراسلة قد يتعرض للحظر أو الاستحواذ عليه قريباً من جانب الكرملين.
في هذا الصدد، قال أندريه سولداتوف، محلل التكنولوجيا الروسي وخبير الرقابة: "لا أفهم تماماً سبب عدم حظر تليغرام. قد يكون أحد التفسيرات هو أنَّ الكرملين يعتقد أنه يمكنه استخدامه لأغراض الدعاية الخاصة به".
أضاف سولداتوف: "بالطريقة التي تسير بها الأمور في الوقت الحالي في روسيا، لا أعتقد أنَّ التطبيق يمكن أن يستمر بهذا الشكل لفترة أطول".
تضاعفت عمليات البحث على الإنترنت عن خدمات الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) في البلاد تقريباً خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق، وفقاً لشركة Top10VPN البريطانية لخدمات التوصيات والبحث في الشبكات الخاصة.
كتبت تانيا مينغاليموفا، المُدوّنة التي لديها أكثر من 250000 متابع على إنستغرام، بعد ظهر يوم الأحد 13 مارس/آذار: "خطتي للمساء هي تناول العشاء ثم تثبيت شبكة افتراضية خاصة".