اختار أوكرانيان أن يتزوجا قبل يوم زفافهما المقرر، وذلك بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا في ظل صافرات الإنذار التي صمت أذانهما، إذ قالا وفقاً لما نشرته شبكة CNN الأمريكية إنهما يريدان فقط أن يكونا سوياً في خضم التفجيرات والقصف الذي يشهده البلد الأوروبي.
يارينا أريفا النائبة في مجلس مدينة كييف وشريكها سفياتوسلاف فورسين سارعا إلى الزواج قبل "اندلاع الحرب"، إذ قالت العروس: "كان ذلك مخيفاً للغاية"، وأضافت: "إنها أسعد لحظة في حياتك، ثم تخرج لتسمع ذلك (صفارات الإنذار)".
كما أشارت إلى أنها وزوجها كانا يخطِّطان للزواج في 6 مايو/أيَّار المقبل والاحتفال في مطعم به "شرفة لطيفة للغاية" تطل على نهر دنيبر، وقالت الشابة البالغة من العمر 21 عاماً: "نحن فقط، والنهر والأضواء الجميلة".
لكن كل ذلك تغيَّر عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه العسكري على أوكرانيا الذي قبل ساعاتٍ من فجر الخميس بسلسلةٍ من الهجمات الصاروخية.
سرعان ما انتشر الهجوم عبر وسط وشرق أوكرانيا، حيث هاجمت القوات الروسية البلاد من ثلاث جهات، مِمَّا قَلَبَ حياة عشرات الملايين من الأوكرانيين.
وقرَّر الزوجان، اللذان التقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 في احتجاجٍ في وسط كييف، أنهما يرغبان في الزواج لأنهما غير متأكِّدين مما يخبِّئه مستقبلهما، وقالت أرييفا: "الوضع صعب. سنقاتل من أجل أرضنا. ربما نموت، لكننا أردنا فقط أن نكون سوياً قبل كلِّ ذلك".
بعد زفافهما، استعدت أرييفا وفورسين، 24 عاماً، وهو مهندس برمجيات، للذهاب إلى مركز الدفاع الإقليمي المحلي للانضمام إلى الجهود للمساعدة في الدفاع عن البلاد، فيما قالت أرييفا: "علينا حماية بلدنا. علينا حماية الناس الذين نحبهم والأرض التي نعيش عليها. أتمنَّى الأفضل في كلِّ شيء، لكنني أفعل ما بوسعي لحماية أرضي".
لا تعرف أرييفا المهمة التي سُتكلَّف بها هي وزوجها، وقالت: "ربما سيعطوننا دروعاً فقط ونذهب لنقاتل ربما سنساعد بشيء آخر. سيقرِّرون ذلك"، ووصفت أرييفا زوجها بأنه "أقرب صديق لها على وجه الأرض"، وتقول إنها تأمل أن يتمكَّنا من الاحتفال بزواجهما يوماً ما.
وقالت: "ربما يخرجون (الروس) من بلادنا وسيكون لدينا القدرة على الاحتفال بشكل طبيعي"، وأضافت: "آمل فقط أن يسير كل شيء على ما يرام وأن تُحفَظ أرضنا. سنكون بلداً آمناً وسعيداً بدون وجود أيِّ روس فيه".