رغم أنها قادرة على التهام إنسان كامل، فإنها ليست بخطورة الأفاعي الصغيرة شديدة السُّمّية والقادرة على قتل صحيتها في 15 دقيقة. أكبر ثعبان في العالم يعيش بالغابات المطيرة وأراضي الزراعة الحرجية وبالقرب من المراعي. نتعرف في هذا التقرير على بعض أكبر أنواعها وأعدادها، حسبما أحصى العلماء حتى اللحظة.
يعتقد المختصون في دراسة الزواحف أن الثعابين تطورت من السحالي، وتعود أقدم بقاياها المكتشفة في سجل الحفريات إلى العصر الجوراسي، أي منذ نحو 143 مليوناً إلى 167 مليون سنة مضت.
وشهدت الثعابين فورةً من التنوع نشأت خلالها الأنواع المعروفة حتى اللحظة بعد انقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة، لتنتشر في 3 آلاف نوع من الثعابين على هذا الكوكب، 600 منها تعد سامة.
والثعابين من أخطر الحيوانات على وجه الأرض، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما بين 80 ألفاً إلى 138 ألف شخص يموتون بلدغات الثعابين كل عام.
وتذكر مجلة National Geographic أن الثعابين موجودة غالباً في كل مكان بالعالم، ما عدا القارة القطبية الجنوبية وآيسلندا وغرينلاند ونيوزيلندا.
وتختلف أحجام الثعابين اختلافاً كبيراً بين أنواعها، فأصغرها حجماً لا يتجاوز طوله أربع بوصات، لكن ماذا عن أطولها وأكبرها حجماً؟
اقرأ أيضاً
ما هو أكبر ثعبان في العالم؟
يقول أستاذ علم الزواحف في جامعة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا البروفيسور غراهام ألكسندر لمجلة Newsweek، إننا ينبغي دائماً أن نتلقى مقادير الطول المنسوبة إلى هذا الثعبان أو ذاك بـ"شيء من التروِّي"، لأنها كثيراً ما يُبالغ فيها.
ومع ذلك، زعم ألكسندر أنه لا يمكن لأي ثعبان أن يُضاهي أفعى الثعبان الشبكي في طولها، وقال: "لقد رأيت ثعابين شبكية في جنوب شرقي آسيا يزيد طولها حقاً على 5.8 متر. إنها ثعابين عملاقة، دون أي مبالغة".
يبلغ متوسط طول الثعابين الشبكية 6 أمتار، ما يجعلها من أطول الثعابين في العالم إلى جانب أفعى الأناكوندا.
تستوطن الثعابين الشبكية في جنوب آسيا وجنوب شرقها، ويمكن العثور عليها في الغابات المطيرة وأراضي الزراعة الحرجية والمراعي القريبة منها. وتُجيد الثعابين الشبكية السباحةَ، حتى إنه عثر عليها أحياناً في مناطق بعيدة بالبحار.
ومع ذلك، لفت البروفيسور إسكندر إلى أن "الثعابين المحتجَزة يزيد حجمها على حجم الثعابين البرية الحرة، بسبب ما تحصل عليه من إمدادات غذائية ثابتة وحمايتها من الافتراس".
الثعابين الشبكية غير سامة، لكنها تقتل فريستها بالخنق، وتستخدم عنصر المفاجأة لإحكام الالتفاف حول ضحاياها، وتشديد الضغط في كل مرة تزفر فيها الفريسة.
ويمكن تعداد الثعابين الأطول على الشكل التالي، حسب ما عددتها مجلة National Geographic:
- الأناكوندا الخضراء (6 إلى 9 أمتار)
- أفعى البايثون البورمية (7 أمتار)
- الثعبان الشبكي (7 أمتار)
- الثعبان الصخري الإفريقي (6 أمتار)
- الثعبان الهندي (3 أمتار)
اقرأ أيضاً
أثقل الثعابين وزناً
أمَّا من جهة الوزن، فلا يوجد نظير لثعبان الأناكوندا الخضراء.
تنتمي الأناكوندا الخضراء إلى فصيلة الثعابين الأصَلَة (أو البواء)، وهي غير سامة لكنها تستخدم فكَّيها القويَّين للقبض على فريستها، ثم تخنقها، وتنتهي بابتلاعها كاملة.
ويغلب على الأناكوندا الخضراء العيش في الماء، فهي تقضي جلَّ وقتها فيه. ويذكر البروفيسور ألكسندر أن وزن الأناكوندا الخضراء يصل أحياناً إلى نحو 100 كيلوغرام ويصل طولها إلى نحو 5 أمتار.
واستبعد ألكسندر أن "يكون البشر إحدى الفرائس المعتادة في قائمة الأناكوندا الخضراء، خاصةً كبيرة الحجم منها، لأن الأخيرة تميل إلى نصب كمائنها بالقرب من المياه في أراضي المستنقعات الرطبة، ومن ثم فإن احتمال لقائها البشر احتمالٌ ضعيف".
أكبر الثعابين السامة حجماً
يغلب على الثعابين السامة أن تكون أصغر حجماً من غيرها، فهي لا تحتاج إلى خنق فرائسها.
ويقول إسكندر إن "الكوبرا الملك" واحدة من أكبر الثعابين السامة في العالم حجماً، إذ يبلغ طولها في المتوسط نحو 4 أمتار وقد يصل إلى 5.5 متر.
تعيش الكوبرا في جنوب آسيا وجنوب شرقها، وهي مهددة بالانقراض، وعلى ما يشيع عنها من اتِّسامها بالعدوان والخطورة، فإنها في واقع الأمر أكثر حذراً من الثعابين الصغيرة.
وتتشابه الكوبرا الملك مع أنواع عديدة أخرى من الثعابين في كونها لا تهاجم البشر إلا إذا حاصروها، أي دفاعاً عن النفس أو حمايةً لبيضها. لكنَّ سُم الكوبرا قاتل، ويتوقف الأمر على قوة السُّم ووزن الضحية، لكنه قادر على قتل ضحيته في مدةٍ متوسطها 15 دقيقة، كما يعرف عنها التهام أفاعي أخرى.
المامبا السوداء أيضاً واحدة من أطول الثعابين السامة في العالم وأخطرها. ويقول مؤسس محمية KwaZulu-Natal Amphibian and Reptile في ديربان بجنوب إفريقيا، نيك إيفانز، إنَّ طول المامبا السوداء نحو 3 أمتار، وذكرت مشاهدات أخرى وصولها إلى نحو 4 أمتار، لكن إيفانز يقول إن هذا في حكم النادر.
تعيش المامبا السوداء في حشائش السافانا بجنوب إفريقيا وشرقها والتلال الصخرية والأراضي الحرجية المفتوحة، ولأنها تعيش أحياناً في الوديان بين المناطق السكنية، يتم العثور عليها أحياناً داخل المنازل.
وأوضح إيفانز أن هذه الأفاعي لا تهاجم ولا تبحث عن البشر، بل العكس تماماً، وأن المشاكل تقع عندما يطاردها البشر لقتلها أو صيدها دون تدريب.