وقَّع عشرات آلاف الأشخاص على عريضة تطالب بالقصاص لطالبة مسلمة في نيوزيلندا، بعد تجريدها من حجابها، في اعتداء يُشتبه في كونه جريمة كراهية، وأدى إلى إلحاق ضرر جسدي بها.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال الجمعة 18 فبراير/شباط 2022، إن الطالبة هي هدى الجمعة، وهي في السابعة عشرة من عمرها، وأصيبت بارتجاج في المخ يوم الأربعاء الماضي، بعد أن اعتدت عليها ثلاث فتيات في مدرسة أوتاغو الثانوية للبنات، في مدينة دنيدن، جنوبي نيوزيلندا، وجرَّدوها من حجابها.
روت هدى لإذاعة RNZ المحلية في نيوزيلندا تفاصيل الواقعة، قائلة: "أمسكت بي فتاتان وضربتني الثالثة، وحتى بعد أن وقعت أرضاً ظلت تضربني على وجهي وجسدي. ولم أستطع سوى انتظار المعلم لمساعدتي".
أكدت هدى أن الفتيات نزعن عنها حجابها وصوَّرنها، وانتشر مقطع الفيديو الآن مع الأولاد والبنات في المدرسة، وأضافت أن الجناة حاولوا فعل الشيء نفسه لاثنتين من صديقاتها.
أغضب هدى نزع حجابها عمداً من قبل الفتيات، وقالت: "حجابي هو ثقافتي وديني. حجابي يعني كلَّ شيء لي، وأنا أحب حجابي وصديقاتي يحببن حجابهن".
"العدالة لهدى"
أثارت الواقعة اهتمام وسائل إعلام محلية ودولية، حتى إن عريضة تطالب بالعدالة لهدى تلقت ما يقرب من 60 ألف توقيع في غضون يومين.
شارك كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وسم "العدالة لهدى" #JusticeforHoda، لتسليط الضوء على الواقعة واستنكار الإسلاموفوبيا في البلاد.
كما شاركت في الحملة بيلا حديد، عارضة الأزياء الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية الهولندية، وأعلنت عن تضامنها مع المحجبات بمجموعة من المنشورات التي نشرتها على حسابها على موقع إنستغرام، يوم الخميس 17 فبراير/شباط.
بيلا كتبت: "أثارت الواقعة حنقي واشمئزازي، لا بد من تغيير منهجية التفكير القائمة على إصدار الأحكام المسبقة هذه، علينا أن نعلِّم أصدقاءنا وأطفالنا وأولياء أمورنا وعائلاتنا أن ارتداء الحجاب، أو كون الشخص مسلماً، أو الانتماء لأي شيء آخر غير العرق الأبيض عموماً- لا يعني بالضرورة أن يكون هذا الشخص تهديداً، ولا حتى أن يكون مختلفاً عن أي شخص آخر".
من جانبها، قالت الشرطة المحلية إنها تبيَّنت هوية الفتيات المشاركات في الواقعة، وإنها فتحت تحقيقاً فيها.
كذلك نقلت وسائل إعلام عن مصادر بالشرطة قولها: "تسببت هذه المشاجرة في انزعاج وقلق كبيرين للفتيات وعوائلهن، والطائفة المسلمة في عمومها"، وأضافت أنها ترفض أي عنف أو سلوك أو تهديد ينطوي على كراهية أو تحيّز.
أما المدرسة، فأصدرت بياناً مطولاً قالت فيه إنه "لا مكان للتسامح مع أي تعليقات فظة أو عنصرية، أو التنمر، أو أي ضرب آخر من ضروب التمييز".