ستخضع البناية التي وُلِدَ فيها أدولف هتلر بالنمسا لعملية تجديد بقيمة 7.3 مليون دولار في العام الجاري، من أجل تحويلها إلى مركز شرطة يأمل المسؤولون أن يردع زيارات السائحين وحجيج النازيين الجدد.
حسب صحيفة The Times البريطانية، السبت 19 فبراير/شباط 2022، سيجري فحص البناية أثرياً بحسب المسؤولين قبل بدء العمل عليها في "براوناو آم إن" في الخريف، ومن المقرر أن تنتقل الشرطة للبناية في العام المقبل من أجل إثناء الناس عن زيارتها باعتراف المسؤولين.
مزار هتلر المقدس
فقد كانت البناية في الأصل عبارةً عن مطعم ومصنع للجعة، وتم تسجيلها في القرن الـ17 على أنها منزلٌ من ثلاثة طوابق مع واجهةٍ صفراء، بينما صادرته الحكومة النمساوية في عام 2016 بعد أن أجبرت مالكه على بيعه مقابل 919 ألف دولار.
عانت النمسا طوال عقود من أجل العثور على استخدامٍ دائم للموقع، إذ استضاف منذ نهاية الحرب مكتبةً، ومصرفاً، ومدرسة، وورشة لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنه ظل خالياً منذ عام 2011.
كما أصبحت البناية مزاراً مقدساً لهتلر في حياته، حيث اشتراها سكرتيره مارتين بورمان بعد ضم ألمانيا للنمسا في عام 1938، وحوّلها إلى مركزٍ ثقافي على شرف هتلر. وكانت تضم مكتبةً ومعرضاً يستعرض لوحات ومنحوتات الفنانين المحليين.
بينما منعت القوات الأمريكية نظيرتها الألمانية من تفجير البناية عام 1945، قبل أن تبدأ الحكومة النمساوية في استئجاره من مالكه عام 1972.
جدل كبير حول البناية
جاء قرار تحويلها إلى مركز شرطة بعد سنواتٍ من الجدال، حيث قال وزير الداخلية وولفغانغ سوبوتكا في عام 2016 إن "الحل الأفضل" سيكون هدمها.
فيما تقدمت شركة الهندسة المعمارية النمساوية Marte.Marte بالتصميم الفائز، الذي سيمنح المنزل الجديد سقفاً بجملونين، ليعكس أن البناية كانت عبارةً عن بنايتين منفصلتين في الأصل. وسيجري تشييد بنايتين معاصرتين من ورائها لاستضافة المكاتب، والترسانة، وغرف التحقيق، ومرأب لسيارات فرق الشرطة.
الهدف هنا هو جعل المنزل أكثر اندماجاً مع بنايات الحي و"تحييد المنطقة بالكامل" وفقاً لمسؤولٍ بوزارة الداخلية.
كما ستجري إزالة نصبٍ تذكاري موجود أمام البناية، كان عبارةً عن صخرة من معسكر اعتقال ماوتهاوزن، ونقله إلى متحف. إذ تم وضع الصخرة هناك في عام 1989، مع نقشٍ يقول: "من أجل السلام، والحرية، والديمقراطية. لا فاشية بعد اليوم. هذا تحذيرٌ من ملايين القتلى".
كانت ستتحول إلى متحف، ولكن..
أثار التصميم الجديد الجدل بين السكان المحليين الذين اشتكوا من أنهم لن يعثروا على مكانٍ آخر لإقامة الاحتفالات التذكارية المناهضة للنازية.
يُذكر أن هتلر، ابن ضابط الجمارك، قد وُلِدَ داخل شقةٍ مستأجرة في هذه البناية يوم 20 أبريل/نيسان عام 1889، وكان الثالث من أصل ستة أطفال. بينما انتقلت العائلة إلى بلد باساو الحدودية عام 1892.
تنوعت مقترحات استخدام البناية بين تحويلها إلى موقعٍ تذكاري، ومتحف، و"بيت مسؤولية" للمشروعات والمعارض الشبابية، ومكاتب إدارية، وسوبر ماركت، وحانة.
لكن المؤرخين حذروا من أن تحويلها لمتحفٍ سيمنحها تكريماً أكبر من اللازم ويضخم أهمية البناية التي قضى داخلها هتلر أول ثلاث سنوات من حياته.