عرض متحف العلوم في لندن، الخميس 10 فبراير/شباط 2022، لأول مرة، السبورة السوداء للبروفيسور ستيفن هوكينغ، والتي تعتبر واحدة من الألغاز التي تركها وسط محتويات مكتبته الغزيرة دون أن يجد لها حلاً، وهو الأمر الذي يحاول أن يصل إليه المتحف، حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
كان عالم الكونيات بجامعة كامبريدج، الذي توفي في عام 2018 عن عمر يناهز 76 عاماً، يعتز بلوحة سبورة أصبحت مليئة بالرسوم الكرتونية المبتكرة والمعادلات في مؤتمر نظمه في عام 1980، لكن الأمر يستغرق بعض الوقت لكشف ما تعنيه كلُّ هذه الرسوم.
فك اللغز
تُعرَض السبورة -وهي عملٌ فني محيِّر بقدر ما هي تذكارٌ من تاريخ الفيزياء- لأول مرةٍ، الخميس 10 فبراير/شباط، كجزءٍ من مجموعةٍ من العناصر المكتبية التي حصل عليها متحف العلوم في لندن.
يأمل خوان أندريس ليون، أمين مكتب ستيفن هوكينغ، أن يأتي بعضٌ من أولئك الباقين على قيد الحياة الذين حضروا مؤتمر الفضاء الفائق والجاذبية الفائقة الذي عقد في كامبريدج منذ أكثر من 40 عاماً؛ ليشرحوا ما تعنيه بعض الرسوم والتعليقات. قال ليون: "سنحاول بالتأكيد الحصول على تفسيراتهم".
تنضم السبورة إلى معرض "Stephen Hawking at Work-ستيفن هوكينغ في العمل"، ويقدِّم المعرض نسخةً نادرةً من أطروحة الدكتوراه الخاصة بعالم الفيزياء لعام 1966، وكرسيه المتحرِّك، ومجموعة من تذكارات المشاهير، من ضمنها سترةٌ شخصية قدَّمها له مُبتكِرو عائلة سمبسون؛ لظهوره مراراً في المسلسل الكرتوني.
يقول ليون: "ليس لدى الناس كثير من اللمحات عمَّا كانت عليه الحياة اليومية لستيفن هوكينغ، ولأنه كان فيزيائياً نظرياً، من الصعب وصف ما كان يفعله في أيام الإثنين مثلاً".
كما أضاف: "يقدِّم المكتب كثيراً من المواد، وأعتقد أن الناس كانوا يعرفون أن هذا كان أكثر من مجرد مجموعة من أغراضه، وأنه يعكس حقاً ما جعل ستيفن هوكينغ فريداً من نوعه".
الثقوب السوداء
تحتوي الشاشة على جزء بسيط فقط من العناصر التي يزيد عددها على 700 عنصر والتي رتبها الموظفون في متحف العلوم منذ وصولهم الصيف الماضي، وفي الوقت المناسب، سوف يقومون بتصوير كلِّ شيءٍ ليراه الجميع على الإنترنت.
صُوِّرَ عمل هوكينغ الأكاديمي من خلال حفنةٍ من الأعمال الرئيسية التي كُتِبَت جميعها قبل بروزه كعالمٍ فيزيائي كبير في عام 1998.
بالنسبة لأطروحة الدكتوراه الخاصة به، فقد أخذ هوكينغ العملية التي تشكل ثقباً أسود -الانهيار الكارثي لنجم- وأدارها للخلف، موضحاً أنه يجب أن ينفجر الكون إلى الوجود من نقطةٍ واحدة في المكان والزمان.
قال ليون: "كان هوكينغ يستخدم الثقوب السوداء كأدوات، ويستخدمها لفهم أشياء أكبر". وعبر مزيدٍ من العمل، أظهر هوكينغ أن الثقوب السوداء ليست سوداء على الإطلاق، بل إنها تطلق إشعاعاً في الفضاء حتى تتبخَّر إلى لا شيء.
من بين الأشياء الأغرب في المعرض، تفاحة زجاجية صغيرة، كانت هديةً وإشارةً إلى المنصب الذي شغله هوكينغ كأستاذٍ للرياضيات في جامعة كامبريدج، وهو المنصب الذي شغله من قبلُ إسحق نيوتن.
يفتح المعرض أبوابه مجاناً وسيستمر في العمل حتى 12 يونيو/حزيران بمتحف العلوم في لندن، قبل الانتقال إلى متحف العلوم والصناعة في مانشستر، مع توقُّفاتٍ أخرى بالمتحف الوطني للعلوم والإعلام في برافورد، ومتحف السكك الحديدية الوطني في يورك، والمتحف الوطني للسكك الحديدية في شيلدون.