لطالما كانت الأسماك جزءاً من النظام الغذائي للإنسان لعدة قرون، ولقد استفاض العلماء والباحثون في دراسة فوائد تناول السمك، خاصة في العقود الأخيرة، إذ يوفر تناول الأسماك العناصر الغذائية التي تساعد في تقليل مخاطر الوفاة من أمراض القلب، كما أنه يقلل من مخاطر الإصابة بحالات صحية أخرى مثل السكتة الدماغية وغيرها الكثير من الفوائد التي تحدثنا عنها (هنا).
ومع الاستهلاك الكبير للسمك في جميع أنحاء العالم يوجد الكثير من فضلات الأسماك "غير مرغوب فيها"، التي لا تؤكل عادة، لكن الصيادين والعلماء يسعون دائماً لإيجاد طرق لإعادة استخدام جلد الأسماك أو المنتجات الثانوية لها والاستفادة منها.
إليكم بعض الأشياء غير المتوقعة التي يتم تصنيعها باستخدام مشتقات الأسماك ومخلفاته.
وقود حيوي متجدد من مخلفات الأسماك
الوقود الأحفوري مصدر محدود وغير متجدد، وفي محاولة للبحث عن مصادر جديدة بدأ العلماء في البحث عن مصادر أخرى للطاقة المستدامة من التوربينات التي تعمل بالرياح إلى الألواح الشمسية إلى السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
وفي بحثهم عن مصدر بديل للوقود وأقل تكلفة ولكنه موفر للطاقة فقد توصلوا إلى تجربة استخدام المنتجات الثانوية للأسماك.
تنتج وحدات معالجة الأسماك بلايين الأطنان من مخلفات الأسماك كل عام. وعادةً ما يتم إلقاء النفايات أو أجزاء الأسماك المهملة مثل العظام والجلد وحتى رؤوس الأسماك مرة أخرى في المحيط.
يتم إنتاج وقود الديزل الحيوي الصديق للبيئة عن طريق عصر المنتجات الثانوية للأسماك أو نفاياتها، ثم يتم استخراج زيت السمك. يعتبر زيت السمك أساس الوقود الحيوي، ولكن تتم إضافة مركبات أخرى قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام بواسطة محرك السيارة أو حتى على متن الطائرة.
ومستحضرات التجميل لها نصيب أيضاً
في صناعة مستحضرات التجميل يشتهر الكولاجين بخصائصه التي تحد من التجاعيد وقدرته على تحسين صحة الجلد وزيادة مرونته، كما أن الكولاجين البحري أو الكولاجين المشتق من جلد السمك له نفس فوائد كولاجين الثدييات، ويمكن استخدامه للبشرة لمحاربة الشيخوخة.
ليس هذا فقط، ولكن يوجد الكثير من منتجات التجميل الأخرى التي تدخل المنتجات الثانوية للأسماك في تركيبتها، مثل مزيل طلاء الأظافر وجل تصفيف الشعر، وبعض أنواع المكياج.
الجيلاتين ليس فقط بقرياً
على الأرجح أنك لم تفكر مسبقاً في احتمالية وجود مشتقات السمك في الحلويات مثل الجيلاتين الذي يصنع عادة من مشتقات الأبقار، ولكنه في الحقيقة يصنع أيضاً من الأسماك.
رغم أن جيلاتين الأسماك لا يمكنه استبدال الجيلاتين المشتق من الثدييات تماماً، إلا أنه يوفر مصدراً آخر.
إلا أن هناك بعض الخصائص الكيميائية المختلفة للجيلاتين في الثدييات وجيلاتين السمك. على سبيل المثال، يحتوي الجيلاتين من الأسماك على نقطة تبلور أقل، أي درجة الحرارة التي تبدأ عندها المادة في التصلب وتشكل مادة هلامية.
وقد توصل العلماء إلى أن جيلاتين السمك يعتبر خياراً رائعاً للحلويات المجمدة مثل الآيس كريم، ويمكن استخدام جيلاتين السمك كمضافات غذائية تماماً مثل الجيلاتين البقري.
تستخدم في صنع طعام الحيوانات
يستفيد كل من الحيوانات والبشر من إضافة الأسماك إلى نظامهم الغذائي، لذلك توجد المنتجات الثانوية للأسماك في علف الحيوانات وأغذية الحيوانات الأليفة.
تساعد المنتجات الثانوية للأسماك الغنية بالبروتين في نمو وتطور الحيوانات الأليفة والماشية، كما أن جلد السمك غني بالبروتين بشكل ملحوظ.
جلد الأسماك يستخدم في تغليف الطعام
التغليف الجيد للمنتجات يحافظ على نضارة المنتج وطعمه ويحسن العمر الافتراضي له، وعادة ما تستخدم الشركات الأغشية البلاستيكية لهذا الهدف.
لكن اليوم وبفضل تطور التكنولوجيا أصبح من الممكن استخدام جلد السمك لإنشاء غشاء رقيق قابل للتحلل البيولوجي، للحفاظ على الأطعمة بشكل فعال وحاجز فعال ضد الأوكسجين والزيت.
كما أن استخدام جلود الأسماك قد يساعد في تقليل اعتمادنا على البلاستيك لحفظ الأطعمة.
الأدوية الطبية تستخدم مشتقات الأسماك أيضاً
هناك طرق مختلفة لاستخدام المنتجات الثانوية للأسماك في الصناعات الدوائية والطبية، إذ إن زيت السمك يمكن أن يؤخذ كمكمل غذائي مثل الكولاجين البحري.
المكملات الغذائية المشتقة من الأسماك لها أشكال عديدة، كالسائل، والبودرة، والكبسولات. على سبيل المثال يمكن استخدام جيلاتين السمك لتغليف الكبسولات الطبية، أو حتى إنتاج الفيتامينات التي تحظى بشعبية لدى الأطفال.
المكملات المغلفة بمنتجات السمك هي طريقة يمكنك من خلالها امتصاص الدهون اللازمة للمساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وأمراض المناعة الذاتية والالتهابات.
كما أن المنتجات الثانوية للأسماك يمكن أن تلعب دوراً في صنع منتجات طبية، مثل جلد بشري اصطناعي وخيوط قابلة للامتصاص عالية الجودة ومواد لوقف النزيف أثناء بعض العمليات الجراحية الدقيقة.
والكثير من الأدوات المنزلية
إذا نظرت حولك في المنزل فنحن على ثقة بأنك ستجد الكثير من الأشياء المصنوعة من منتجات الأسماك.
تُستخدم نفايات الأسماك في صناعة الصابون والشموع والمطاط والمنظفات وحبر الطباعة والطلاء والورنيش والغراء، كما يشيع استخدام غراء السمك في صناعة الخشب أو الورق أو الجلد.
بالإضافة إلى أن مشتقات الأسماك تستخدم في صناعة زيوت الشموع.
تستخدم مشتقات الأسماك أيضاً في صناعة أفلام التصوير
في محاولة لإيجاد حلول صديقة للبيئة، توصل العلماء إلى صنع فيلم قابل للتحلل الحيوي للتصوير الفوتوغرافي وبعض الأجهزة الإلكترونية والإلكترونيات المسطحة مثل شاشات العرض.
كما أن الأفلام المعالجة بالجيلاتين السمكي يمكن أن تخزن لمدة أطول دون أن تتلف.
يمكن استخدام فضلات الأسماك كسماد
يعد استخدام سماد فضلات الأسماك خياراً شائعاً في الزراعة العضوية لأنه يحافظ على خصوبة التربة.
تعتبر فضلات الأسماك سماداً مثالياً بسبب تركيبتها الغنية بالمغذيات، وتكلفتها المنخفضة، وتحللها السريع.