كشف معلومات جديدة عن “الجبال العظمى” التي تنافس جبال الهيمالايا.. ظهرت أثناء تشكُّل القارات العظمى

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/05 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/05 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش
قمة إيفرست- أحد جبال الهيمالايا- رويترز

قال موقع LiveScience الأمريكي، في تقرير نشره يوم الجمعة، 4 فبراير/شباط 2022، إن بحثاً جديداً صادراً عن الجامعة الوطنية الأسترالية، وصل إلى معلومات جديدة تخص سلاسل الجبال العظمى العملاقة التي تُنافس جبال الهيمالايا طولاً.

البحث الجديد قال إن سلسلتين من الجبال العظمى العملاقة التي تنافس جبال الهيمالايا طولاً تشكلتا مرتين في تاريخ الأرض: الأولى منذ مدة تتراوح بين 2 و1.8 مليار سنة، والثانية منذ مدة تتراوح بين 650 و500 مليون سنة، وظهرت السلسلتان خلال فترات تشكل القارات العظمى، وتآكلهما ربما ساهم في ظهور الكائنات المجهرية الأولى، وحقيقيات النوى الأولى، وتكاثر الطحالب الخضراء، وظهور كائنات حية كبيرة شبيهة بالحيوانات.

البحث عن أسباب تشكُّل الجبال العملاقة 

في حين تتبعت طالبة الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية والقائمة على البحث، زيي تشو، وزملاؤها تشكُّل هذه الجبال العملاقة القديمة في تاريخ الأرض، باستخدام آثار من الزركون تحوي القليل من اللوتيشيوم، وهو عنصر أرضي نادر لا يتشكّل إلا تحت ضغط شديد أسفل الجبال العالية.

Climber in Mount Everest,Himalayan

حيث وجدوا أن أول سلسلة من هذه الجبال العملاقة تشكّلت منذ مدة تتراوح بين 2 و1.8 مليار سنة، خلال تشكُّل القارة العظمى نونا، والثانية قبل مدة تتراوح بين 650 و500 مليون سنة، أثناء تشكل القارة العظمى غندوانا.

فيما قالت زيي: "لا يوجد ما يشبه هاتين السلسلتين من الجبال العالية اليوم، التي ربما يفوق طولها طول جبال الهيمالايا البالغ 2400 كيلومتر ثلاث أو أربع مرات" وأضافت: "نطلق على السلسلة الأولى Nuna Supermountain أو جبال نونا العظمى،  وتتزامن على الأرجح مع ظهور حقيقيات النوى، وهي كائنات حية أدت لاحقاً إلى ظهور النباتات والحيوانات".

ظهور الفوسفور بعد تآكل الجبال العملاقة 

كما تقول طالبة الدكتوراه في الجامعة الوطنية الأسترالية والقائمة على البحث، زيي تشو: "والثانية، المعروفة باسم Transgondwanan Supermountain، أو جبال ترانسغندوان العظمى تتزامن مع ظهور الحيوانات الكبيرة الأولى قبل 575 مليون سنة والانفجار الكامبري بعدها بـ45 مليون سنة، حين ظهرت معظم مجموعات الحيوانات في سجل الحفريات".

من ناحية أخرى قال الباحثون إن تآكل هذه الجبال وفر كميات هائلة من العناصر الغذائية الأساسية مثل الفوسفور والحديد للمحيطات، وسرّعت هذه العناصر من وتيرة الدورات البيولوجية في المحيط وزادت من تعقيد التطور.

هذه الجبال العملاقة ربما عززت أيضاً مستويات الأوكسجين في الغلاف الجوي الذي هو ضروري لتنفس أشكال الحياة المعقدة، ولا تتوفر أدلة على تشكل جبال عظمى أخرى في أي مرحلة بين تشكل هاتين السلسلتين، وهذا يزيد من أهميتهما.

كما قال الباحثون إن الفترة الزمنية التي امتدت بين 1.8 مليار و800 مليون سنة مضت تُعرف باسم المليار الممل أو المليار القاحل، لأنه لم يحدث تقدم كبير في التطور أو لم يحدث على الإطلاق، وأضافوا: "يُعزى تباطؤ التطور في تلك الفترة إلى غياب الجبال العملاقة، وهذا قلّل من إمداد المحيطات بالعناصر الغذائية".

جدير بالذكر أنه ورغم الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتاكيد الرابطة بين الجبال العملاقة والتطور الفائق على الأرض، تؤكد هذه الدراسة على ما يبدو أن الطفرات البيولوجية الأهم على كوكبنا حدثت في ظلال بعض الجبال العملاقة.

تحميل المزيد