استنفار كبير داخل شركة عالمية لتأمين نقل تلسكوب “ويب” دون كسر أو سرقة.. قيمته 10 مليارات دولار

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/24 الساعة 18:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/24 الساعة 18:59 بتوقيت غرينتش
إطلاق تلسكوب جيمس ويب على متن صاروخ "أريان"/ رويترز

دخلت شركة EFM Global للنقل والخدمات اللوجيستية في تحدٍّ جديد، يشكل أبرز اختبار للشعار الذي رفعته منذ سنوات والذي يتمثل في أنها تتعهد لزبائنها بأنها ستذهب "إلى أقاصي الأرض" من أجلهم، فقد استنفرت كل إمكاناتها من أجل نقل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي الحساس الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، من موقع التجميع في كاليفورنيا إلى موقع الإطلاق في غويانا الفرنسية.

حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، فإن الاختبار الحقيقي يتمثل في نقله إلى وجهته المنتظرة  دون أن ينكسر، أو يعلق في المرور البحري أو يختطفه القراصنة للحصول على فدية.

فالشركة التي يوجد مقرها في مقاطعة "سري" البريطانية، تتولى مهمة نقل أدوات الحفلات الموسيقية لنجوم من بينهم بيونسيه وليدي غاغا وبينك فلويد وكولدبلاي، ونقلت معدات لدورة الألعاب الأولمبية في بكين وكأس العالم في قطر، بل ساعدت في إنقاذ دبين من حديقة حيوانات بأوروبا الشرقية.

تلسكوب "ويب"

هو نتاج تعاون بين وكالة ناسا ونظيرتيها الأوروبية والكندية، وهو المرصد الفضائي الأغلى والأقوى في التاريخ، وهدفه دراسة اللحظات الأولى في تشكل الكون.

ظلت تفاصيل رحلة التلسكوب من الولايات المتحدة وعبر قناة بنما إلى منصة إطلاقه في الغابات، سرية لحمايته من الاختطاف. 

الآن بعد انتهاء اتفاقيات عدم الإفشاء مع ناسا، أصبح بالإمكان الكشف عن هذه التفاصيل ودور شركة EFM في نقله.

بدأ ويب رحلته الأرضية يوم 24 سبتمبر/أيلول، داخل حاوية شحن تزن 76 طناً، من شركة Northrop Grumman للطيران في ريدوندو بيتش بولاية كاليفورنيا، برفقة حراسة من ضباط دوريات الطرق السريعة.

إجراءات استثنائية

قبل أشهر من بدء الرحلة، تفقد خبراء شركة اللوجيستيات كل شبر من الطريق البالغ طوله 26 ميلاً (نحو 42 كم) والمؤدي إلى الميناء في شاطئ سيل باستخدام صور الأقمار الصناعية والتقييمات على الأرض. 

كما فحصوا ارتفاع الجسور، وحسبوا زاوية المنعطفات التي ستحتاجها الشاحنة التي يبلغ طولها 130 قدماً (نحو 41 متراً) لإقامة وتخصيص "ملاذات آمنة" يمكنها أن تتوقف بها لإجراء صيانة أو أي تعديلات طارئة، وأصلحت حُفر الطريق التي قد تضر بالبضاعة الحساسة. 

كذلك، أزيلت إشارات الطرق وإشارات المرور التي قد تعيق طريق الشاحنة التي كانت تسير بسرعة 5 أميال (8 كم) إلى 10 أميال (16 كم) في الساعة؛ حفاظاً على ثبات حمولتها.

وأخرجت EFM تلسكوب ويب عبر ميناء عسكري؛ حتى لا يتأخر إطلاقه.

مسؤوليات معقدة

يذكر أن الطيران لم يكن من ضمن الخيارات المتاحة، فالحركة قد تفوق قدرة ويب على احتمالها، والجسور السبعة على الطريق الذي يبلغ طوله 40 ميلاً (64 كم) من مطار كايين في غويانا الفرنسية إلى الميناء الفضائي، لا يمكن أن تتحمل وزنه.

بوصوله إلى غويانا الفرنسية في 5 أكتوبر/تشرين الأول، انتهت مسؤولية EFM عن تسليم "ويب". 

ولكن كان أمامها مهام أخرى احتاجت ناسا إلى مساعدتها فيها، مثل حجوزات الفنادق لعامليها الـ300 الذين سيسافرون للمشاركة في الإطلاق. 

آلان كارترايت، رئيس العمليات في شركة EFM، قال بهذا الخصوص: "لم يرغبوا في ليلة أو ليلتين بالفندق، وإنما 17 ألف ليلة".

تحميل المزيد