توصَّلَت ست دراسات جديدة إلى أن أزمة المناخ تلحق ضرراً بصحة الأجنَّة والأطفال والرُضَّع في جميع أنحاء العالم، فقد اكتشف العلماء أن زيادة الحرارة مرتبطةٌ بسرعة زيادة الوزن عند الأطفال، مِمَّا يزيد من خطر الإصابة بالسمنة في وقتٍ لاحق من الحياة، كما رُبِطَت درجات الحرارة المرتفعة بالولادة المبكرة، والتي يمكن أن يكون لها آثارٌ صحية مدى الحياة، وزيادة دخول الأطفال إلى المستشفيات.
حسب ما نقله تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 15 يناير/كانون الثاني 2022، فقد وجدت دراسات أخرى أن التعرُّض لدخان حرائق الغابات ضاعف من خطر حدوث عيوب خلقية خطيرة، بينما ارتبط انخفاض الخصوبة بتلوُّث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري.
نُشِرَت الدراسات في عددٍ خاص من مجلة Paediatric and Perinatal Epidemiology، وانتشرت في جميع أنحاء العالم من الولايات المتحدة إلى الدنمارك وإسرائيل وأستراليا.
في هذا السياق، قال البروفيسور غريغوري ويلينيوس، الذي قام بتحرير العدد مع أميليا ويسلينك، وكلاهما في مدرسة جامعة بوسطن في الصحة العامة في الولايات المتحدة: "منذ البداية، منذ ما قبل الحمل، ومروراً بالطفولة المبكرة حتى المراهقة، بدأنا في رؤية التأثيرات المهمة لمخاطر المناخ على الصحة".
كما أضاف: "هذه مشكلة تؤثِّر على الجميع في كل مكان. ستصبح هذه الأحداث المتطرِّفة أكثر احتمالاً وأكثر شدة مع استمرار تغيُّر المناخ، وسبب أهميتها بالنسبة لنا ليس في المستقبل، بل اليوم".
إلى جانب ذلك، عُثِرَ على الرابط بين زيادة الحرارة وزيادة الوزن السريعة في السنة الأولى من الحياة، من قِبَلِ علماء قاموا بتحليل 200 ألف حالة ولادة، ووجدوا أن الأطفال الذين تعرَّضوا لأعلى 20% من درجات الحرارة أثناء الليل يتعرَّضون لخطرٍ أعلى بنسبة 5% لاكتساب الوزن.
يقول الباحثون من الجامعة العبرية في القدس المحتلة إن العمل له "آثارٌ مهمة على كل من تغير المناخ ووباء السمنة"، لأن لطفولة أمر بالغ الأهمية في تحديد وزن البالغين، ولأن البدناء قد يعانون أكثر في درجات الحرارة الشديدة. وقال ويلينيوس: "إنها فرضيةٌ مثيرة للاهتمام تستحق المتابعة كثيراً".
على الصعيد العالمي، يعاني 18% من الأطفال الآن من زيادة الوزن أو السمنة. وتتمثَّل إحدى الآليات المحتملة لاكتساب الوزن السريع للرُضَّع في حرق كمية أقل من الدهون للحفاظ على درجة حرارة الجسم عندما تكون درجة الحرارة المحيطة أعلى.
فقد وجدت دراسةٌ في كاليفورنيا أن تعرُّض الأم لحرائق الغابات في الشهر السابق للحمل ضاعف من خطر حدوث عيب خلقي يسمى gastroschisis، حيث تبرُز أمعاء الطفل وأحياناً أعضاء أخرى من الجسم من خلال ثقبٍ صغيرٍ في الجلد.
قام العلماء بفحص مليوني ولادة، 40% منهم لأمهات يعشن على بعد 15 ميلاً من حريق غابات وما نتج عن ذلك من تلوُّث للهواء، والذي كان معروفاً بالفعل أنه ضارٌ بالنساء الحوامل وأجنَّتهن. ووجدوا ارتفاعاً بنسبة 28% في خطر حدوث عيب خلقي لدى الأمهات اللائي عِشنَ بالقرب من حرائق الغابات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. س