قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني 2022، إن ما يُعرف ببرج الألفية سيئ السمعة (ناطحة سحاب كبرى) في مدينة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا الأمريكية يواصل الغرق، ويميل أحد جانبيه بمعدل 3 بوصات (7.5 سم) سنوياً، وذلك حسبما أفاد المهندس المسؤول عن إصلاح البناية المحاطة بالمشاكل.
فيما اشتهرت ناطحة السحاب بأنها بناية فاخرة كان سكانها من نجوم الرياضة وموظفي شركة جوجل المتقاعدين الذين دفعوا ملايين الدولارات لشراء هذه الشقق قبل أن يدركوا أن ناطحة السحاب تغرق، وهو الأمر الذي يثير قلقاً متزايداً بين السكان.
من جهته، قال المهندس رون هامبرغر إنه في حالة استمرار الميل بنفس المعدل الحالي، ففي غضون سنوات قليلة قد يصل المبنى الفاخر ذو الـ58 طابقاً إلى مرحلةٍ لن يكون من الممكن فيها استخدام المصاعد وأنظمة الصرف.
كان برج الألفية قد افتُتح في 2009 وصاحَب افتتاحه ضجة كبيرة، وبيعت جميع الشقق البالغ عددها 400 شقة بسرعة كبيرة، إذ وصل إجمالي المبالغ المتحصل عليها من بيع هذه الشقق إلى 750 مليون دولار.
لكن بحلول عام 2016، غاص المبنى بمقدار 40 سم في التربة الطرية ومكب النفايات الموجود في المنطقة المالية لسان فرانسيسكو.
في حين أوضحت صحيفة The Guardian أنه برغم ميزانية إصلاح خُطط لها بقيمة 100 مليون دولار، فإن استمرار ميل البناية اجتذب مقارنات بينها وبين برج بيزا المائل في إيطاليا، ودفع سكان ناطحة السحاب إلى رفع دعاوى ضد مطوري المبنى ومصمميه، فضلاً عن الاتهامات التي تدور بين المطورين ومسؤولي المدينة.
غرق البناية
في دعوى سابقة، جادل بعض السكان بأن الوحدات السكنية التي كانت من قبل تقدر بسعر 5.1 مليون دولار، صارت لا تساوي شيئاً الآن. وفي عام 2020، تضمنت تسويةٌ سريةٌ خطةً لإصلاح المبنى، وأخرى لتعويض أصحاب الشقق المتضررين عن خسائرهم المالية.
إلا أن غرق البناية وميلها استمر خلال عملية الإصلاح.
يشار إلى أن أعمال تدعيم قواعد المبنى توقفت في الصيف الماضي، بعد أن اكتشف المهندسون أن المبنى غرق بوصة أخرى في الشهور التالية لبدء محاولة إصلاح المبنى.
بدورها، ذكرت قناة NBC Bay Area في الصيف الماضي أن ميل القواعد بوصة واحدة يعادل ميلها 5 بوصات عند قمة ناطحة السحاب، مما جعل إجمالي ميل البناية يصل إلى 22 بوصة.
بينما صار اليوم إجمالي ميل المبنى عند قمته 26 بوصة، أي بزيادة 10 بوصات منذ الإصلاح المزعوم الذي بدأ في العام الماضي، وذلك وفقاً لما نقلته قناة NBC Bay Area.
"المبنى لا يزال آمناً"
فيما أبلغ هامبرغر مجلس مشرفي سان فرانسيسكو في جلسة حول تحديثات الوضع خلال الأسبوع الماضي، أن المبنى لا يزال آمناً، وأن إضافة 18 عموداً خرسانياً لتثبيتها مع قواعد المبنى هي أفضل طريقة لمنع الميل، وربما اعتدال المبنى قليلاً عن الميل الحالي.
كما أبلغ المهندس مجلس المشرفين أن المبنى يواصل السقوط إلى أسفل بمعدل نصف بوصة سنوياً ويميل بمعدل 3 بوصات سنوياً، وقال: "يحدث ذلك سواء أجرينا أعمالاً في الموقع أو لم نفعل".
يشار إلى أن قائمة السكان المشاهير في ناطحة السحاب تضمنت لاعب كرة القدم الأمريكية السابق جو مونتانا، ورجل الأعمال الأمريكي الراحل توماس بيركنز، ولاعب البيسبول الأمريكي السابق هانتر بينس.
في حين تضمنت المزايا الإضافية في المبنى قبواً للنبيذ، وغرفة لعرض الأفلام، وزرّاً تَعَهَّد بأن يسمح للسكان باستدعاء المساعدة "الهندسية" خلال 15 دقيقة.