وجد باحثون أن النساء اللواتي يُرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية يكنّ أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب أو الموت بسبب السكتة الدماغية، عند مقارنتهن بالأمهات الأخريات اللواتي لا يُرضعن أطفالهن، وذلك بناءً على دراسة أُجريت على أكثر من مليون أُم وأكدت أن الرضاعة الطبيعية تقلّص على ما يبدو، خطر الإصابة بهذه الأمراض بنسبة 11%.
من المعروف أن الرضاعة الطبيعية ترتبط بالفوائد الصحية للطفل، وضمنها انخفاض خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وانخفاض خطر الوفاة بالأمراض المعدية. أما بالنسبة للأم، فقد ارتبطت كذلك بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وسرطان المبيض، وسرطان الثدي.
تفاصيل الدراسة
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، فقد حلل باحثون بجامعة إنسبروك الطبية في النمسا السجلات الصحية لـ1.2 مليون امرأة كان متوسط أعمارهن عند ولادة الطفل الأول 25 عاماً، وفحصوا العلاقة بين الرضاعة وخطر إصابة الأمهات بأمراض القلب.
من خلال المقارنة بالأخريات اللواتي لم يُرضعن قط، كانت النساء اللواتي أبلغن أنهن أرضعن أطفالهن أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 11%.
كذلك، اختبر الباحثون مدة لاحقة بمتوسط 10 سنوات، وكانت النساء اللواتي أَرضعن أقل عرضة للإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 14%، وأقل عرضة للتعرض للسكتة الدماغية بنسبة 12%،، وأقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17%.
نُشرت هذه النتائج في المجلة العلمية Journal of the American Heart Association، لتضيف إلى مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن الرضاعة مفيدة لصحة قلب الأم. تجدر الإشارة إلى أنه ليس معروفاً سبب تحسينها أيضاً صحة القلب والأوعية الدموية، لكن العلماء يشيرون إلى أنها ربما ترتبط بإفراز هرمون الأوكسيتوسين خلال الرضاعة، مما يؤدي إلى إراحة الأوعية الدموية.
توصيات بضرورة الرضاعة الطبيعية
فضلاً عن أن كثيراً من النساء يفقدن أوزانهن خلال السنوات الأولى من الأمومة؛ نظراً إلى أن الرضاعة تستهلك كثيراً من السعرات الحرارية، وهو ما قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بسبب الفوائد الصحية المصاحبة للرضاعة، فإن غالبية المنظمات الصحية العالمية والوطنية توصي بها.
إذ توصي المملكة المتحدة بعدم إطعام الرضع في الأشهر الستة الأولى أي شيء ما عدا حليب الأم، مع بدء إضافة الأطعمة الأخرى التكميلية إلى حمية الرضع بعد مرور هذه المدة ولكن بجانب لبن الثدي.
لكن المملكة المتحدة تعاني من انخفاض نسبة رضاعة الأطفال من حليب الأمهات، إذ إن 19% من الأطفال لم يرضعوا قط من ثدي أمهاتهم، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن منظمة اليونيسف عام 2018. وفي السويد، تنخفض النسبة إلى 2%.
في هذا السياق، قال بيتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة السريري بجامعة إنسبروك وكبير مؤلفي الدراسة: "من المهم للنساء أن يكنَّ على دراية بفوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الأطفال وكذلك لصحتهن الشخصية. هذه النتائج القادمة من دراسات عالية الجودة أُجريت في أنحاء العالم، وتسلط الضوء على الحاجة إلى تشجيع الرضاعة الطبيعية ودعمها، مثل توفير بيئات عمل تتيح الرضاعة الطبيعية، والتعليم والبرامج المتعلقة بالرضاعة الطبيعية من أجل الأسر قبل الولادة وبعدها".
وقد استعرض الباحثون المعلومات الصحية الواردة من ثماني دراسات أُجريت بين عامي 1986 و 2009 بأستراليا واليابان والنرويج والولايات المتحدة، إضافة إلى دراسة متعددة الجنسيات.