عندما نفكر في الأساليب التي تستخدمها الحكومات للتجسس علينا أو التي يمكن للآخرين اختراق معلوماتنا الشخصية من خلالها، غالباً ما نفكر في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وربما كاميرات المراقبة.
لكن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والكاميرات ليست الأشياء الوحيدة التي يمكن استخدامها لاختراق معلوماتك السرية، اليوم أصبح من الممكن للمخترقين الوصول لكلمات السر الخاصة بك عن طريق فرشاة أسنانك أو إشعال حريق في منزلك عن طريق إبريق تسخين الماء أو التجسس عليك ليلاً عن طريق مكنستك الروبوتية.
ويؤسفنا أن نخبرك أنه حتى ألعاب طفلك البريئة يمكن أن تتجسس عليك.
تعرف معنا في هذا التقرير على أغرب الأشياء التي يمكن من خلالها أن تصل الشركات أو المخترقون إلى كلمات مرورك ومعلوماتك الشخصية وتعرضك لخطر التجسس والاختراق.
اقرأ أيضاً
المكانس الروبوتية
يمكن أن تكون المكانس الروبوتية مريحة للغاية، ولكن يمكنها أيضاً التجسس عليك ومراقبتك.
في عام 2018 تم التعاون بين شركة رومبا للآلات الروبوتية وجوجل وإطلاق مكنسة Roomba iRobot i7 القادرة على عمل خريطة لمنزلك عندما يتم تنظيفه، ولكنها تستطيع أيضاً مشاركة خريطة منزلك مع الأجهزة الذكية الأخرى؛ وبالتالي أي شخص يمكنه الدخول لنظام المكنسة أو حسابك المرتبط بها على جوجل!
لكن لماذا تحتاج المكنسة الكهربائية إلى مشاركة خريطة منزلك؟ لم تشرح شركة رومبا السبب بوضوح ولكنها عزت ذلك إلى أهداف تحسين الخدمة، بينما تصر Google على أن المشاركة هي فقط للسماح للروبوت بالاندماج مع مساعد جوجل الرقمي الخاص به.
أما بالنسبة للمكنسة الصينية، Dongguan Diqee 360، فتتمتع بخاصية واي فاي وكاميرات 360 درجة قادرة على الرؤية الليلية حتى! والأسوأ من ذلك، يمكن لقراصنة الإنترنت اختراق الكاميرات والتجسس عليك حتى إن كانت المكنسة لا تتجسس عليك بنفسها.
اقرأ أيضاً
قد يتم اختراق سيارتك أيضاً والتحكم بها!
قد تكون القيادة على الطريق السريع أو المزدحم أمراً مخيفاً بحد ذاته للبعض. لكن أن تصبح السيارة التي تقودها فجأة تحت سيطرة شخص آخر هو الأمر الأكثر رعباً.
قال تروي جيل، مدير الأبحاث الأمنية في شركة AppRiver الأمنية التي تتخذ في فلوريدا لموقع CNBC الإخباري، إن القرصنة على السيارات لم يصبح أمراً سائداً بعد، لكنه مع ذلك مرعب.
وفي مقال نُشر في يوليو/تموز 2015 في مجلة Wired، تمكن اثنان من المخترقين الذين يعملون لصالح الحكومة في تجربة من السيطرة على سيارة جيب شيروكي، بينما كان المراسل خلف عجلة القيادة.
تمكن المخترقون من السيطرة على الراديو والتيار المتردد والمساحات والإرسال. كما تمكنوا من تعطيل التسارع أثناء قيادة السيارة على الطريق السريع على بعد أميال من موقعهم الحالي.
فرشاة أسنانك الإلكترونية قد تسبب اختراق معلوماتك..
في عام 2014، أصدرت Oral B فرشاة أسنان ذكية تتصل بتطبيقات Android و iOS المتخصصة عبر البلوتوث، وتقدم تقريراً له في نهاية كل جلسة تنظيف مع اقتراحات حول كيفية قيام المستخدم بتحسين عادات تنظيف الأسنان بالفرشاة ويمكنه حتى إرسال المعلومات إلى طبيب الأسنان.
كما أصدرت شركة كوليبري فرشاة أسنان مماثلة في نفس الوقت تقريباً زعمت أنها ساعدت المستخدمين على "التفوق على طبيب أسنانهم". وأضافت أيضاً أنه يمكن للمستخدمين مشاركة معلومات تنظيف الأسنان الخاصة بهم مع "أطباء الأسنان والعائلة". وذلك يعني إمكانية استخدام فرشاة الأسنان لإرسال المعلومات إلى المعلنين عن منتجات طب الأسنان.
إذا تمكن المخترق من استخدام نقطة ضعف في جهاز متصل للوصول إلى شبكة منزلية أو كمبيوتر أو جهاز محمول لشخص ما، فقد يكونون في خطر التعرض لخطر سرقة معلوماتهم.
المساعد الرقمي من أمازون، أليكسا، يتجسس عليك
قد لا تعرف هذا، لكن شركة Amazon توظف حالياً آلاف الأشخاص لمراجعة الأوامر الصوتية التي يقولها المستخدمون للمساعد الرقمي "أليكسا".
يعمل المراجعون تسع ساعات في اليوم، يقومون خلالها بتحليل أكثر من 1000 أمر صوتي لكل منهم، وقد استمع هؤلاء المراجعون إلى الأوامر الصوتية التي لم يعتقد المستخدمون أبداً أن "أليكسا" يمكن أن تسمعها أو حتى أي شخص آخر مثل التفاصيل المصرفية، والمحادثات الخاصة التي من الواضح أنها لم تكن موجهة إلى إليكسا.
أدى كل هذا إلى خلق مخاوف تتعلق بالخصوصية والتجسس بشأن أليكسا، ومع ذلك، فإن أمازون لا تسمي ذلك تجسساً وتقول إنها تقوم فقط بمراجعة الأوامر الصوتية لتحسين أليكسا.
جهاز الراوتر قد يتسبب باختراق حاسبك الشخصي
إذا كان من الممكن اختراق والسيارة وفرشاة الأسنان، فمن المتوقع أن يكون من الممكن أيضاً اختراق جهاز الراوتر. وقد كشف نيك بيلوجورسكي، المدير الأول لعمليات التهديد في شركة الأمن Cyphort، كيف يكون ذلك ممكناً.
قال بيلوجورسكي: "يتصل المخترق بواجهة الويب الخاصة بك أو أي خدمة أخرى متصلة بالإنترنت ويستخدم ثغرة في جهاز التوجيه للسيطرة الكاملة. أو يمكنه اختراق جهاز كمبيوتر يستخدمه الشخص الذي في المنزل".
حتى غلايات الشاي والقهوة قد يتم اختراقها!
بينما تستمتع صباحاً بإعطاء الأمر لغلاية الماء الإلكترونية لتحضير فنجان الشاي أو إلى آلة تحضير القهوة المتصلة بشبكة الإنترنت يمكن لأحد ما في الوقت نفسه اختراق نظام الجهاز والوصول إلى معلوماتك!
ما نخبرك به ليس افتراضاً خيالياً! ففي عام 2015، تم اختراق نوع من غلايات الشاي التي تعمل بتقنية Wi-Fi في المملكة المتحدة من قبل المتسللين واستخدامها للحصول على أسماء المستخدمين وكلمات المرور الخاصة بالأشخاص.
وقد يستطيع المخترقون حتى إشعال الغلاية عندما تكون خارج المنزل والتسبب بحريق!
ألعاب الأطفال الإلكترونية قد تلتقط صورهم وتسجل حديثهم!
غالباً ما يتحدث الأطفال إلى ألعابهم كما لو كانوا بشراً ويمكن أن يكشفوا عن معلومات خاصة عنهم أو عن أهلهم خلال ذلك خاصة مع ظهور الألعاب الذكية المزودة بكاميرات وميكروفونات.
ترسل الألعاب المزودة بالكاميرات والميكروفونات أحياناً معلومات إلى الخوادم التي يديرها صانع الألعاب. وقد تمت محاكمة شركة الألعاب جينيسيس، بعد أن تم إثبات أنها تتجسس على الأطفال بدميتها التي تسمى My Friend Cayla.
الغريب عندما سأل الأطفال اللعبة، "هل يمكنك الاحتفاظ بسر؟" كانت تجيب دائماً: "أعدك ألا أخبر أحداً؛ إنه فقط بيني وبينك".
يمكن لقراصنة الإنترنت أيضاً اختراق هذه الألعاب للتجسس على الأطفال، وسرقة الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، أو تحديد إحداثيات GPS التي يمكن أن تكشف عن موقع الطفل.
وقد تم تحديد لعبة Smart Toy Bear من فيشر برايس أنها عرضة للاختراق بعد أن اكتشف باحثون في جامعة إنديانا ثغرة أمنية سمحت لهم بالوصول إلى الكاميرا.
فأرة الكمبيوتر أيضاً قد تتجسس عليك!
يعلم الجميع أن أجهزة الكمبيوتر تستطيع أن تتجسس عليهم عن طريق الشاشات أو الميكرفون أو الكاميرا، ولكن قد لا يخطر ببال أحد قدرات التجسس للأجهزة الملحقة مثل لوحات المفاتيح والفئران.
لقد حدث ذلك فعلاً في سنغافورة في عام 2012، عندما تم الإبلاغ عن قيام أصحاب إحدى الشركات في سنغافورة بالتجسس على عمالهم بأدوات مختلفة، بما في ذلك الآلات الحاسبة والساعات المنبهة وفئران الكمبيوتر الخاصة بهم عن طريق تزويدها بميكروفونات وبطاقة SIM مدمجة لتسجيل أي محادثة على مسافة 10 أمتار.