ناسا تدرس إعادة تأهيل “الزهرة”.. الكوكب شديد الحرارة ذو الغيوم السامة قد يصبح موطناً للبشر يوماً

عربي بوست
تم النشر: 2022/01/08 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/08 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
كوكب الزهرة - Pixabay

يدرس العلماء في وكالة ناسا فرضية جنونية، تقضي بتحويل كوكب الزهرة إلى وطن يُمكن العيش عليه، رغم سطحه الساخن لدرجة يتحول معها الرصاص إلى سائل، وغيومه السامة التي تغلّفه وتفوح منها رائحة البيض الفاسد. 

الفكرة التي طرحها عالم الفلك كارل ساغان عام 1961، عادت إلى الواجهة بعد أن نالت استحسان كبير العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، جيم غرين، حسبما قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 8 يناير/كانون الثاني 2022. 

حيث قال جيم غرين: "أعتقد أنه يمكننا تغيير كوكب الزهرة أيضاً بدرع مادي يعكس الضوء، وتنخفض معه درجة الحرارة تدريجياً".

وكوكب الزهرة، الذي يُعتقد أنه كان كوكباً مائياً ومناخه يشبه الأرض منذ أكثر من ملياري عام، ضغطه الجوي أعلى من ضغط الأرض 90 مرة، ودرجة حرارة سطحه تصل إلى 475 درجة مئوية (887 درجة فهرنهايت).

رحلات مستقبلية 

أُرسلت إلى الزهرة العديد من المركبات الفضائية منذ عام 1962 لالتقاط صور ورسم خريطة له، وتُخطط ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لثلاث رحلات آلية تهدف إلى فهم كيف ضاعت بيئته التي ربما كانت صالحة للسكن، وتحول إلى عالم يشبه الجحيم.

تبريد كوكب الزهرة لن يكون سوى إحدى الصعوبات الكثيرة في طريق تحويله إلى كوكب صالح للسكن، فبعد أن تبخّرت محيطاته في الفضاء أصبح جافاً ويتطلب الماء ليكون صالحاً للسكن، ويمكن توصيل المياه له عن طريق تحويل مسار الكويكبات والمذنبات الجليدية لتصطدم بالكوكب، بالطريقة نفسها التي تشكلت بها محيطات الأرض منذ مليارات السنين.

يقول الدكتور ديفيد غرينسبون، من معهد علوم الكواكب في توسون، بولاية أريزونا: "تبدأ جميع الأفكار الكبيرة بشيء يبدو جنونياً، ولكن إذا فكرنا في القفزة التي تحوّلنا بها من صيادين إلى مشيّدي مدن وراكبي طائرات أسرع من الصوت، فإعادة تأهيل الكواكب لا تبدو فكرة مستحيلة".

ولدى سؤاله عن السبب وراء ضرورة انتقالنا لكوكب آخر، أضاف: "الإجابة الخاطئة التي يفترضها بعض الناس هي أننا ندمر الأرض، ولذا من الأفضل أن نسرع إلى تهيئة مكان جديد لنعيش فيه، ولكن من السخف الاعتقاد بأنه يمكننا نقل الجنس البشري بأكمله إلى مكان آخر، فهذا يخالف  قوانين الفيزياء ومشكوك في صحته أخلاقياً".

كما قال: "ولكن يمكننا القول إنه من الأفضل على المدى الطويل ألا يكون الجنس البشري في مكان واحد في حالة وقوع كارثة، فمن طبيعتنا الاستمرار في التنقل والاستكشاف. هذا ما نفعله نحن البشر، سواء كانت الظروف المحيطة مناسبة أم لا، ونستعين بالتكنولوجيا للتكيف، هذا ما فعلناه ونفعله منذ أجيال".

تحميل المزيد