ابتكر مزارعو المحار الفرنسيون طريقةً جديدة لإيقاع لصوص الصيد الجائر للمحار في الفخ، من خلال وضع رسائل داخل الأصداف تعدهم بمكافآت مجزية إذا اتصلوا بأرقام الاتصال المرفقة.
جاء هذا المخطط من أفكار كريستوف جينوت، وهو مزارع محار يبلغ من العمر 60 عاماً ويقيم في بلدة ليوكات، بالقرب من مدينة بيربينيا الفرنسية، وتقوم الخطة على إفراغ محارة واحدة في كل مرة، ووضع رسالة ملفوفة بالبلاستيك داخل قشرتها قبل إغلاقها بالغراء، ثم يُترك "المحار الوهمي" بين بقية المحار في سِلال التكاثر التي تكون تحت الماء.
وقالت صحيفة The Times البريطانية إن الرسالة تُخبر من يفتح القشرة أنه قد فاز بوزنه محاراً، وتدعوه إلى الاتصال برقم الهاتف المدرج للمطالبة بجائزته.
كان الصيد الجائر للمحار وصل إلى مستويات غير مسبوقة في أماكن أخرى في فرنسا هذا الموسم، حيث نجح مجرمون مهرة في سحب عشرات الأطنان من المحار من المياه وتحميلها على شاحنات والهروب بها. وهو ما جعل مزارعي محار آخرين يتبنون الآن فكرة جينوت، بالتنسيق مع الشرطة كلما اتصل "الفائز بالجائزة" بالرقم الموضوع في المحار.
يقول جينوت عن طريقته: "لقد كان لها تأثير رادع، وبهذه الطريقة أصبحت أستطيع النوم براحةٍ، على خلاف ما كان عليه الأمر من قبل".
وأشار جينوت إلى أن هذه الطريقة أرخص بكثير من "محار التجسس" عالي التقنية المستخدم في أماكن أخرى، وهي محار مزيفة مزودة بأنظمة تتبُّع وتحديد للموقع والاتصال الخلوي بأرقام محددة، وقد استخدمها منتجو المحار لعدة سنوات لتتبُّع المحار المسروق. ويقول جينوت إن "المحار الوهمي" يتمتع بميزة أخرى، إلى جانب تكلفته الرخيصة، ألا وهي الاعتماد على أصداف حقيقية.
يُذكر أن محار الساحل الفرنسي المطل على البحر المتوسط ثمين للغاية، لأنه يزرع في محيط بيئي مُحكم في سِلال متصلة بالسلاسل، ويحمل تسميته التجارية الخاصة.
وفرنسا هي أكبر منتج للمحار في أوروبا، فإنتاجها السنوي يبلغ ما يقرب من 90 ألف طن، وتزيد أرباحها من المحار على 400 مليون يورو. ومع ذلك يُسرق نحو 200 طن من الكميات المزروعة كل عام.
فيما تعمد قوات الدرك إلى تسيير دوريات برية وبحرية وجوية لردع اللصوص في موسم الأعياد، الذي تُباع فيه 40% من المبيعات السنوية. ويتولى هذه السرقات عصابات تستخدم معدات احترافية للاستيلاء على المحار في الليل، ثم بيْعه لتجار جملة مشبوهين.