حيتان الاستثمارات العالمية يفقدون ثرواتهم خلال 2021.. 10 مليارديرات عالميين خسروا ثروات هائلة

لقد كان 2021 عاماً حافلاً بالخيبات والخسائر بالنسبة لأثرياء العالم، بخسارة إجمالية بلغت نحو 1.6 تريليون دولار!

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/29 الساعة 16:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/14 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش
أبرز المستثمرين كان صاحب شركة علي بابا - iStock

لقد كان 2021 عاماً حافلاً بالخيبات والخسائر بالنسبة لأثرياء العالم. إذ مُنِي أصحاب المليارات عالمياً، والبالغ عددهم 2660 مليارديراً، على ما يقدر بنحو 1.6 تريليون دولار من الثروات والأرباح خلال الفترة الممتدة من شهر يناير/كانون الثاني إلى أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وعلى الرغم من تلك الأرباح، إلا أن خسائر تلك الفئة المحدودة من حيتان عالم البيزنس والاستثمار والتجارة عالمياً، فاقت بكثير ما حققوه من أرباح.

يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال أزمة الوباء العالمي (Covid-19) تفتك بكافة القطاعات في مختلف دول العالم إلى يومنا هذا.

شهد أكبر المليارديرات الخاسرين هذا العام- العشرة الأثرياء الذين خسروا من أكبر ثروات في عام 2021- انخفاض صافي ثرواتهم بنحو 152 مليار دولار.

الغالبية العظمى من المستثمرين كانوا من الصين - iStock
الغالبية العظمى من المستثمرين كانوا من الصين – iStock

أثرياء الصين حظوا بنصيب الأسد من الخسائر

إلى حد بعيد، تلقى أثرياء الصين أكبر قدر من الضربات في إجمالي ثرواتهم، حيث جاء ستة مستثمرين صينيين ضمن عشر مليارديرات شهدوا أكبر انخفاض في صافي ثرواتهم هذا العام.

وأدت الحملة التنظيمية المتصاعدة من قبل الحكومة الصينية على الصناعات، التي تتراوح من التجارة الإلكترونية إلى الدروس الخصوصية بعد المدرسة إلى عمليات بيع مكثفة للأسهم، إلى القضاء على مئات المليارات من الدولارات من الشركات الصينية.

على سبيل المثال، فقدت أسهم شركة الإنترنت الصينية العملاقة Pinduoduo ما يقرب من ثلثي قيمتها هذا العام، وفق بيانات الشركة التي صدرت يوم الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

بينما تراجعت أسهم مجموعة علي بابا وAliexpress بنحو 50% خلال نفس الفترة.

تتنافس هذه الشركات وغيرها مع قائمة من القوانين الصينية الجديدة الصارمة والغرامات المرتبطة بأمن البيانات والممارسات الاحتكارية.

وقد فقد مؤسسو هاتين الشركتين ثروة أكثر من أي شخص آخر على هذا الكوكب على مدار عام 2021، حيث انخفض إجمالي ثروة كولين تشينغ هوانغ صاحب شركة Pinduoduo، بمقدار 40.2 مليار دولار مطلع هذا الشهر، كما رصيد انخفض جاك ما، المالك السابق لشركة Alibaba إلى نحو 21.4 مليار دولار.

المليارديرات الصينيون- الذين تصدروا أثرياء العالم في نمو ثرواتهم خلال عام 2020- حققوا ثراء بنسبة 4% فقط عن العام الماضي إجمالياً، مقارنةً بمكاسب بلغت 60% العام الماضي.

الأزمة المتضخمة لدى مجموعة تشاينا إيفرجراند للتطوير العقاري في الصين، والتي تهدد بتداعيات أوسع في الوقت الذي تكافح فيه للخروج من أكثر من 300 مليار دولار من الالتزامات.

إذ خسر مؤسسها هوي كا يان 18 مليار دولار في عام 2021، ليحتل المرتبة الأولى بين المليارديرات الخاسرين في العالم للعام الثاني على التوالي.

وبلغت ثروته نحو 9.1 مليار دولار مطلع الشهر الجاري، انخفاضاً من 36 مليار دولار في مارس/آذار 2019.

عام 2021 شهد أكبر خسائر لمليارديرات العالم

جاء في القائمة أيضاً أنتوني هسيه، عملاق الرهن العقاري الأمريكي الذي كان لفترة وجيزة واحداً من أغنى 10 أشخاص على هذا الكوكب، قبل أن يخسر 13.2 مليار دولار هذا العام.

إضافة للملياردير الياباني صاحب مشروع بيع ملابس بالتجزئة تاداشي ياناي، الذي هبطت أعماله التجارية بمتاجر Uniqlo نفسها في وسط العديد من الفضائح العالمية للخسائر الضخمة المنوطة باستمرار أزمة كورونا.

وقد تجاوز الخاسرون هذا العام خسائر مستثمري العام الماضي، التي تراجعت بشكل إجمالي بلغ 41.6 مليار دولار، بمقدار ثلاثة أضعاف العام الماضي.

فيما يلي نستعرض قائمة فوربس لتغييرات صافي ثروات 2660 مليارديراً بين 31 ديسمبر/كانون الأول 2020 و10 ديسمبر/كانون الأول من 2021.

وقد تم حساب الخسارة من حيث القيمة الدولارية، مع الأخذ في الاعتبار فقط أولئك الذين لديهم استثمارات في الشركات المتداولة علناً بعيداً عن حيتان الاستثمارات السرية غير المُعلنة في وسائل الإعلام المختلفة.

1- كولين تشنغ هوانغ – الصين

انخفض إجمالي ثروته خلال 2021، إجمالي 40.2 مليار دولار، ليبلغ صافي ثروته 22.4 مليار دولار.

لم تؤثر الحملة التنظيمية الصينية على ثروة مستثمر أكثر من هوانغ، مؤسس منصة التجارة الإلكترونية Pinduoduo. إذ فقد الملياردير 64% من ثروته هذا العام فقط، وانخفضت أسهم شركته بنفس المقدار تقريباً.

تعرضت الشركة البالغة من العمر 6 سنوات إلى مزيد من الخسائر بسبب استقالة هوانغ المفاجئة كرئيس مجلس إدارة في مارس/آذار الماضي، بعد التحقيقات الواسعة لمكافحة الاحتكار التي تهدد عمالقة الإنترنت في الصين.

2- جاك ما – الصين

انخفض إجمالي ثروته خلال 2021 ما بلغ 21.4 مليار دولار، وبلغ صافي ثروته 37 مليار دولار.

أمضى "ما" الذي كان في يوم من الأيام أغنى شخص في الصين وأحد أباطرة المال في العالم، معظم عام 2021 بعيداً عن أعين الجمهور بعد أن اتخذ المنظمون الحكوميون إجراءات قاسية ضد شركاته.

وألغى المنظمون الصينيون لأول مرة طرحاً أولياً للاكتتاب الأولي العام لشركة Alibaba fintech ذراع شركة Ant Group بقيمة 35 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ثم ضربوا علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية الذي شارك ما في تأسيسه، بغرامة قدرها 2.8 مليار دولار في أبريل/نيسان.

وكانت تلك أعلى عقوبة لمكافحة الاحتكار على الإطلاق فُرضت في الصين- زاعمين أن علي بابا انتهك قواعد مكافحة الاحتكار.

وقد انخفضت القيمة السوقية لشركة علي بابا بأكثر من 46% حتى الآن هذا العام، مما قلص 37 مليار دولار من ثروته ، بانخفاض 37%.

3- هواي كا يان – الصين

انخفض إجمالي ثروته 18 مليار دولار، ليبلغ صافي ما يملكه اليوم 9.1 مليار دولار.

ويُعد هواي أحد أكبر المليارديرات الخاسرين للعام الثاني على التوالي. 

إذ نزف المليارات وسط الأزمة المالية المستمرة في China Evergrande Group. وتخلف عملاق العقارات، الذي أسس وترأس الشركة، عن سداد ديونه للمستثمرين العالميين.

وفي محاولة لإبقاء الشركة على قيد الحياة، ورد أن هواي قد ضخ مؤخراً مليار دولار من ثروته الشخصية في الشركة، واضطر أيضاً إلى بيع الأسهم التي تعهد بها.

4- تشانغ يونغ – سنغافورة

انخفضت ثروته المقدرة بمبلغ 15.9 مليار دولار خلال عام 2021، ليبلغ صافي ثروته 7.6 مليار دولار.

وتشانغ هو مؤسس ورئيس Haidilao، أكبر سلسلة مطاعم Hotpot في الصين، والتي لها أيضاً أفرع في جميع أنحاء العالم.

وبعد سنوات من النمو السريع، قام المطعم العملاق برهان محفوف بالمخاطر بالمرور بأكبر توسع دراماتيكي حتى الآن خلال الوباء، حيث ضاعف عدد مواقعه إلى ما يقرب من 1600.

ولكن مع موجات الوباء، وحذر المستهلك بشأن تجربة تناول الطعام الجماعي، لم يكن هناك طلب مطابق على المطاعم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الشركة أنها ستعلق أو تغلق 300 متجر بحلول نهاية العام، لتنخفض الأسهم بنسبة 71% بحلول هذا الشهر، مما جعل تشانغ- التي كانت قيمتها 23 مليار دولار في أبريل/نيسان الماضي – تخسر 68% من قيمتها.

رغم الأرباح لكن الخسائر كانت أكبر بكثير بنهاية العام - iStock
رغم الأرباح لكن الخسائر كانت أكبر بكثير بنهاية العام – iStock

5- تاداشي يناي – اليابان

خسر رجل الأعمال الياباني 14 مليار دولار خلال 2021 وحده، ليبلغ صافي ثروته اليوم 30.4 مليار دولار.

وفقد ياناي نحو ثلث ثروته هذا العام بعد أن تراجعت أسهم إمبراطوريته للملابس ومقرها طوكيو، صاحبة العلامات التجارية الشهيرة Uniqlo and Theory، بنحو 34%.

وعلى الرغم من نمو الإيرادات هذا العام حتى أغسطس/آب 2021 بنسبة 6%، وارتفعت أرباح ما قبل الضرائب بأكثر من 70% من عام 2020، إلا أن بائع التجزئة لا يزال متأثراً بشدة بقيود Covid-19 المتقطعة وعمليات الإغلاق هذا العام، بما في ذلك إغلاق مصانع الشركة في فيتنام.

كما تصارع مشاكل مع منشآت مورديها في ميانمار، حيث أثار انقلاب عسكري اضطرابات عنيفة في رأس مال الشركة، إضافة إلى ادعاءات بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب مزاعم اعتمادها على العمل القسري للأقليات في منطقة شينجيانغ الصينية، في حين تنفي الشركة ذلك.

6- ليو جون – الصين

انخفاض ثروته بلغ 14 مليار دولار خلال عام 2021، بصافي ثروة يبلغ اليوم 16.3 مليار دولار.

وتراجعت ثروة ليو، مؤسس ورئيس شركة Xiaomi التكنولوجية وإحدى أشهر العلامات التجارية للهواتف الذكية في العالم، إلى النصف تقريباً هذا العام.

وعلى الرغم من أنها تجنَّبت التدقيق التنظيمي الذي أضر بعمالقة التكنولوجيا الصينيين الآخرين، فقد كافحت Xiaomi مع مشكلات سلسلة التوريد – أي نقص الرقائق العالمية – إضافة للمنافسة الشديدة التي قلصت حصتها في السوق

وسجلت الشركة أبطأ وتيرة في نمو المبيعات منذ أوائل عام 2020 في أرباح الربع الثالث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مشيرة إلى أن عجز الرقائق سيستمر لديها حتى عام 2022.

7- ماسايوشي الابن – اليابان

انخفض إجمالي ثروته 13.6 مليار دولار خلال عام 2021، ليبلغ صافي ثروته 25.1 مليار دولار.

نتيجة لحالة عدم اليقين التي تزعج الشركات الصينية مؤخراً، تأثر ماسايوشي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Softbank اليابانية العملاقة للاستثمار.

وتمتلك Softbank العديد من شركات التكنولوجيا الصينية من بين استثماراتها الرئيسية، مثل Alibaba، أكثر شركاتها قيمة، وتطبيق Didi Global لخدمات النقل.

وأدى هجوم الحكومة الصينية على هذه الشركات بدعوى مكافحة الاحتكار، إلى انخفاض قيمة بعض الاكتتابات العامة الأولية للشركة، مسببة خسارة قياسية قدرها 7.3 مليار دولار.

8- دانيال غيلبرت – الولايات المتحدة الأمريكية

بلغت خسائر شركته خلال عام 2021 وحده ما يبلغ 13.2 مليار دولار، ليصل  صافي ثروته إلى 29.6 مليار دولار.

إذ كان عاماً مضطرباً بالنسبة لسعر سهم شركة Rocket Companies التي يملكها المستثمر الأمريكي.

وأصبح الملياردير العقاري لفترة وجيزة واحداً من أغنى 10 أشخاص في العالم عندما ارتفعت ثروته إلى 80 مليار دولار خلال فترة قصيرة في مارس/آذار الماضي.

لكن أسهم المقرض العقاري عبر الإنترنت انخفضت بنسبة 62% منذ تلك الذروة وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وسط تباطؤ الإيرادات والأرباح من الأعمال.

وسجلت Rocket صافي دخل 1.4 مليار دولار على إيرادات 3.1 مليار دولار من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول من هذا العام، مقارنة بـ3 مليارات دولار في صافي الدخل و4.6 مليار دولار في الإيرادات خلال نفس الفترة من عام 2020.

9- تشانغ بانجكسين – الصين

بلغ الانخفاض في ثروته 11.3 مليار دولار، ليبلغ صافي ما يملك 1.2 مليار دولار فقط.

بالفعل هذه الفترة لا تعد وقتاً رائعاً بمجال الاستثمار في مجال التدريس في الصين. ويمكن أن يشهد على ذلك تشانغ، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الخدمات التعليمية TAL Education.

إذ كثفت الحكومة الصينية هجومها ضد شركات التدريس بعد المدرسة هذا العام، بحجة أن تلك الصناعة- التي ازدهرت أثناء الوباء- كانت تمارس ضغطاً كبيراً على الأطفال والآباء، وتمكنت من "اختطاف رؤوس أموال كثيرة".

وتراجعت أسهم الشركات مثل TAL Education بشكل حاد خلال 2021، حيث كشف المنظمون عن قواعد جديدة صارمة، بما في ذلك حظر زيادة رأس المال من المستثمرين الأجانب، ومن خلال القوائم العامة ومتطلبات تعليم الشركات التي تدرس المواد الدراسية للتسجيل كمؤسسات غير ربحية.

وفي حين انهار صافي ثروة Zhang بنسبة 90%، إلا أن أداء بعض رواد الأعمال المدرسين كان أسوأ أيضاً من ذلك، مثل Larry Xiangdong Chen، الرئيس التنفيذي لشركة GSX Techedu التعليمية، التي انخفضت ثروتها إلى 250 مليون دولار فقط، من ذروة بلغت 15.8 مليار دولار.

إجمالي خسائر رجال الاعمال ناهز الاثنين تريليون دولار خلال العام - iStock
إجمالي خسائر رجال الاعمال ناهز الاثنين تريليون دولار خلال العام – iStock

10. زونغ هويغوان – الصين

انخفضت ثروتها 10.4 مليار دولار، ليبلغ صافي الثروة هذا العام 10 مليارات دولار فقط.

وتُعد زونغ هي المؤسس والرئيس والمدير التنفيذي لشركة الأدوية الصينية Hansoh Pharmaceutical، والتي أصبحت واحدة من أغنى النساء في العالم بعد أن قادت الشركة من خلال الاكتتاب العام 2019، وبعد ذلك ارتفع سهمها بأكثر من 130%.

لكن الأسهم تراجعت بأكثر من 50% من قيمتها في عام 2021، وهي الآن أقل من سعر إدراج الاكتتاب العام البالغ 14.26 دولار في هونغ كونغ للسهم.

نتيجة لذلك، انخفضت ثروة زونغ بنسبة 51% هذا العام. وهي متزوجة من الملياردير الصيني سون بياويانغ الذي يدير شركة Jiangsu للأدوية.

تحميل المزيد