تستطيع الطائرة الشبح B-2 Spirit التي يبلغ عرضها 172 قدماً، والتي تكلف ما يقرب من 2 مليار دولار، أن تتسلل عبر الدفاعات الجوية للعدو ليصنّفها الرادار على أنها طائر صغير، إلا أن كل هذه التقنية والتطور لم تمنع جوجل إيرث أو Google Earth من التقاطها بمحض الصدفة.
صاحب قناة My Garden Channel على يوتيوب – وهي قناة مخصصة عادة للبستنة ورعاية النباتات- نشر مقطع فيديو يوضح كيف يمكن للمشاهدين استخدام برنامج Google Earth لاكتشاف القاذفة الشبحية بأنفسهم.
وكشفت لقطة من الشاشة على موقع Reddit صورة الطائرة التي كانت تحلق فوق حقل في ميسوري، ولفتت انتباه الطيارين على مجموعة subreddit غير الرسمية للقوات الجوية الأمريكية.
ولم يكن من الغريب تحليق الطائرة فوق تلك المنطقة، إذ تبعد نحو 30 كلم إلى جنوب عن القاعدة الجوية Whiteman Air Force Base التابعة للجيش الأمريكي.
الطائرة الشبح B-2 Spirit
فما هي خصائص طائرة القاذفة الشبح B-2 Spirit؟
بتصميمها ذي الجناح الطائر وقدرتها الشبيهة بالنينجا على اختراق الدفاعات الجوية للعدو والتحليق ليلاً دون أثر، تعطي الطائرة هالة تجعل اكتشافها في وضح النهار باستخدام أداة بسيطة مثل Google Earth أو خرائط Google أمراً لافتاً.
تميل الحواف الأمامية للأجنحة بزاوية 33 درجة والحافة الخلفية لها شكل W مزدوج. يتم تصنيعها في منشآت نورثروب جرومان في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
تعمل الطائرة بـ4 محركات توربوفان من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100 مثبتة داخلياً في هيكل الأجنحة، حسب موقع Airforce Technology.
44 مليون دولار سنوياً لصيانتها
حسب مقال نُشر عام 2018 في مجلة The Atlantic عن مهمة B-2 ورد أنه: "تم تصميم B-2 للطيران في حالة من الفوضى، أي عندما تحترق لوس أنجلوس وتتعطل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي".
وذكر التقرير أنها: "مصممة لهزيمة أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدماً في العالم. وبالإضافة إلى قدراتها الملاحية التقليدية، لديها أنظمة مستقلة تعمل بشكل مستقل عن أي أجهزة إرسال أرضية أو فضائية".
وأضاف: "داخل الطائرة مرحاض وميكروويف وعدد قليل من المبردات لتخزين الوجبات الخفيفة ومساحة كافية فقط لأحد طياريها للاستلقاء وأخذ قسط من الراحة وحتى مقاعد قمرة القيادة بداخلها (مريحة للغاية) بينما تقصف أهدافها".
ومع ذلك، شكك كاتب التقرير في قرار حكومة الولايات المتحدة استخدام القاذفة الشبح B-2 Spirit واختصارها B-2، والتي تكلف صيانة كل منها سنوياً 44.27 مليون دولار للمحافظة عليها اعتباراً من عام 2018، وهو ما يجعلها أغلى طائرة يتم الاحتفاظ بها في أسطول القوات الجوية، "وتم استخدامها لقصف ما لا يزيد عن 100 رجل يقيمون في الصحراء في بلد ليس لديه حتى دفاعات جوية"، حسب تعبيره.
تعرف الطائرة أيضاً باسم Stealth Bomber، وهي قاذفة أمريكية استراتيجية ثقيلة تتميز بتكنولوجيا شبح منخفضة الملاحظة ومصممة لاختراق الدفاعات الكثيفة المضادة للطائرات.
تم تصميمها خلال الحرب الباردة، وهي عبارة عن طائرة مجنحة لطاقم من شخصين. القاذفة هي دون سرعة الصوت ويمكنها نشر أسلحة تقليدية ونووية حرارية، أي نحو 80 قنبلة من فئة 230 كجم Mk 82 JDAM تلك الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أو 16 قنبلة نووية B83 تزن 1100 كجم.
الطائرة B-2 هي الطائرة الوحيدة المعترف بها التي يمكنها حمل أسلحة مواجهة كبيرة جو-أرض في حالة خفية، حسب موقع Northrop Grumman.
وبسبب تكاليف رأس المال والتشغيل الكبيرة، كان المشروع مثيراً للجدل في الكونغرس الأمريكي.
أدى انتهاء الحرب الباردة في الجزء الأخير من الثمانينيات إلى تقليل الحاجة إلى الطائرات بشكل كبير، والتي تم تصميمها بقصد اختراق المجال الجوي السوفييتي ومهاجمة أهداف عالية القيمة.
خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات، خفض الكونغرس خطط شراء 132 قاذفة قنابل إلى 21، وفي عام 2008، تحطمت طائرة B-2 بعد وقت قصير من إقلاعها، على الرغم من طرد الطاقم بأمان.
واعتباراً من عام 2018، توجد 20 طائرة قاذفة B-2 في الخدمة، والتي تخطط لتشغيلها حتى عام 2032، عندما تحل محلها طائرات الجيل الجديد Northrop Grumman B-21 Raider.
وعلى الرغم من أن القاذفة B-2 كانت مصممة في الأصل كمقاتلة نووية، فقد تم استخدامها لأول مرة لإسقاط الذخائر التقليدية وغير النووية في حرب كوسوفو في عام 1999، استخدمت لاحقاً في قصف العراق وأفغانستان وليبيا.