مقاطعة بريطانية تنتصر على مُستعمر من نوع خاص! كلفها أموالاً كثيرة و27 عاماً من المقاومة

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/23 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/23 الساعة 10:18 بتوقيت غرينتش
المقاطعة البريطانية عانت لسنوات من المستعمر الجديد/ Istock

أعلنت مقاطعة ديفون البريطانية انتصارها على مستعمرة كان يسكنها النمل الأبيض الغامض الذي يتغذى على الزراعات، بعد 27 عاماً من بدء الحرب على هذا المخلوق المزعج الذي شكل تحدياً كبيراً أمام مسؤولي المنطقة التي عانت لسنوات منه.

في عام 1994، أبلغت مالكة كوخ في مقاطعة ديفون البريطانية سلطات مكافحة الآفات عن "نمل أبيض" غامض يتغذى على صوبتها الزراعية ويفسد منتجاتها، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2021.

كشفت التحقيقات في النهاية أنَّ الجاني كان في الواقع مستعمرة لملايين الأرَضَات (النمل الأبيض) الجوفي، وهي أول مستعمرة مُسجَّلة على أرض المملكة المتحدة.

ملحمة مواجهة مستعمرة النمل الأبيض

مثّلت الدعوة بداية ملحمة استمرت 27 عاماً تضمنت مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية من المال العام وصداعاً شديداً لمالك العقار وجيرانها في ساونتون على ساحل ديفون الشمالي.

اعتقد العديد من الخبراء أنَّ برنامج مكافحة النمل الأبيض في المملكة المتحدة محكوم عليه بالفشل. 

فبمجرد استيراد هذه الحشرات، الذي يحدث عادةً بسبب شيء بريء مثل صندوق نبيذ خشبي أو خزانة ملابس قديمة من خشب الصنوبر، ينتصر النمل الأبيض العنيد حتماً ويصبح مستوطنة، وذلك بفضل مهاراته الفائقة في الاختباء تحت الأرض والتكاثر.

لكن الآن في ديفون، انتصرت براعة الإنسان والعقلية الدموية البريطانية. وبعد عدم اكتشاف أية علامات على وجود نشاط للنمل الأبيض خلال السنوات العشر الماضية، أعلنت لجنة من الخبراء الدوليين موت مستعمرة النمل الأبيض في ساونتون رسمياً.

مما ينقذ الأمة من مستقبل يضطر فيه مالكو المنازل للقلق بشأن تفشي النمل وكذلك أعشاش الدبابير وارتفاع الرطوبة.

حرب المقاطعة البريطانية دامت 27 عاماً 

قال الدكتور إد سوتي، الذي شارك في برنامج مكافحة النمل الأبيض في المملكة المتحدة منذ بدايته في عام 1998 ويديره منذ عام 2003، إنَّ التفتيش الميداني النهائي في مايو/أيار لم يجد أية علامات على وجود نمل أبيض في منطقة يبلغ طولها 100 متر وعمقها 30 متراً.

كما أشار إلى أنَّ برنامج مكافحة النمل الآن في "وضع إيقاف التشغيل". ولم يفز أي بلد آخر في حرب النمل الأبيض، معلقاً: "هذه سابقة هي الأولى من نوعها في العالم".

لكن في الألفية الجديدة، رُصِدَت هوائيات النمل الأبيض الشبيهة بالخرز مرة أخرى وهي تتجذر في التربة؛ مما أدى إلى تمديد برنامج الاستئصال والمراقبة عدة مرات حتى هذا العام.

توطنت المستعمرة تحت كوخين متجاورين، ودمرتهما بكفاءة. وقال الدكتور سوتي إنَّ مالكَي العقارين أظهرا "تعاوناً مذهلاً" على مدى عقود، إذ مُنعا من معظم عمليات التحسين في المنزلين، وكذلك من إزالة أية تربة أو خشب من الموقع.

الحرب كلّفت الحكومة أموالاً كثيرة

قال سوتي لو أنَّ الحكومات المتعاقبة منذ عام 1998 لم تستثمر مبالغ كبيرة من المال العام في هذا الجهد، لكان من الممكن أن تنتهي القصة نهاية مختلفة تماماً. 

إذ كان من الممكن أن يصبح النمل متوطناً، ويتغذى على الألواح الأرضية وإطارات الأبواب والعوارض في تلك المنازل وينتشر عبر جنوب إنجلترا بأكملها، تماماً كما يحدث في أستراليا وأجزاء من أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا.

تجدر الإشارة إلى أن كل عام، يتسبَّب النمل الأبيض في أضرار في الممتلكات بأكثر من 5 مليارات دولار (3.8 مليار جنيه إسترليني) في الولايات المتحدة، وفقاً للجمعية الوطنية لإدارة الآفات.

بينما يستوطن النمل الأبيض الجوفي -وهو نفس النوع الذي تسبب في الفوضى في شمال ديفون- الآن في جنوب أوروبا، وذلك بسبب العولمة والمناخ الاحتراري. 

إذ ينص القانون في فرنسا على أنَّ من يعيشون في منطقة موبوءة بالنمل الأبيض، يجب عليهم تقديم شهادة "خلو من النمل الأبيض" عند بيع منزل، أو إجراء أي أعمال بناء.

تحميل المزيد