باتت قوات الشرطة في مدينة روما الإيطالية على بُعد خطوات من الكشف عن عالَم سري يربط تجارة المخدرات وعشائر المافيا والفاشية الجديدة وكرة القدم، بعد القبض على قاتل محترف متهم بقتل أحد أشهر مشجعي كرة القدم في إيطاليا.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الأربعاء، 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن السلطات الإيطالية تتهم راؤول إستيبان كالديرون، وهو حامل للجنسية الأرجنتينية ويبلغ من العمر 52 سنة، بإطلاق النار على فابريزيو بيسكيتيلي (53 سنة)، في مؤخرة رأسه، بمسدس من عيار صغير، في حديقة بالعاصمة الإيطالية في عام 2019.
كما أوضحت الصحيفة أن الشرطة تريد من كالديرون الكشف عمّن دفع له لقتل بيسكيتيلي، وسط شكوك في أن زعماء العالم السفلي المتنافسين في المدينة اتحدوا لقتله، لأنهم ضاقوا ذرعاً بغطرسته.
جريمة قتل تكشف عن شبكة مافيا
كان بيسكيتيلي، الملقب بـ"ديابوليك"، تيمناً باسم شخصية مجرم في مسلسل رسوم متحركة إيطالي، مؤسساً لرابطة مشجعي ألتراس "إيريدوسيبيلي" Irriducibili، التي تشجع نادي لاتسيو الإيطالي لكرة القدم، وكثيراً ما يُتهم أفرادها بتأييد الفاشية الجديدة.
اتُّهم بيسكيتيلي في عام 2015 بالعمل مع مافيا كامورا في نابولي، ضمن محاولة فاشلة للاستيلاء على ملكية النادي.
ثم انتقل إلى عالم المخدرات، وكان أحد المقربين من ميشيل "المجنون" سينيسي، وهو زعيم عشيرة إجرامية في نابولي، وأسس المقر الرئيسي له بالقرب من جسر ميلفيان في روما، مستعيناً بعصابات ألبانية وألتراس نادي لاتسيو لتأمين القوة لنفسه.
تعتقد الشرطة في إيطاليا أن بيسكيتيلي جلب على نفسه عداوات كثيرة عندما أراد تقوية نفسه في عام 2017، بمحاولة التوسط في اتفاق سلام بين مافيا "سباداس" الغجرية في روما ورجل العصابات الملقب بـ"ليتل بودل".
كما تصادم مع عشيرة متحالفة مع سينيسي كانت تدير تجارة المخدرات في منطقة تور بيلا موناكا، ما دفع المحققين إلى الاعتقاد بأنه ربما يكون قد أثار غضب راعيه السابق سينيسي.
رغم العداوات التي جلبها على نفسه، تجلت ثقة بيسكيتيلي المفرطة بنفسه، في أغسطس/آب 2019، عندما جلس في إحدى حدائق روما بدون حراس، ما سمح لقاتله بإطلاق النار عليه.
الشرطة تنتظر اعتراف القاتل
بعد أشهر من التكهنات، استمعت الشرطة في إيطاليا عبر ميكروفون تنصت إلى إنريكو بيناتو، وهو رجل عصابات مسجون في روما، وهو يزعم أن كالديرون قتل بيسكيتيلي.
ثم اعتقلت الشرطة زوجة كالديرون السابقة بعد أن استمعت إلى تسجيل لها تتهمه فيه بسرقة مسدسها لإطلاق النار على بيسكيتيلي، وهو ادعاء كرّرته عندما استجوبتها الشرطة.
ثم راقب المحققون كالديرون، وصوَّروه وسلَّموا مقاطع فيديو له إلى خبير درسَ مشيته وحركاته، وخلص إلى أنه الرجل نفسه الذي يُرى وهو يقترب من بيسكيتيلي في مقطع فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة القريبة من الحديقة التي شهدت جريمة القتل.
الآن كالديرون رهن الاحتجاز، وينفي أي تورط له في الجريمة، لكن الشرطة في إيطاليا تأمل في اعترافه قريباً، وتضم قائمة المحرِّضين المحتملة على ارتكاب الجريمة عصابات متنافسة عديدة في سوق المخدرات والابتزاز وتقاسم الإتاوات في روما، من عشيرة سينيسي أو بيناتوس أو كاسامونيكا وعصابات الغجر، إلى عشيرة جامباكورتا والعصابات التي تدير تجارة المخدرات في تور بيلا موناكا.