فنان بريطاني “يسمع الألوان”! وضع لاقطاً هوائياً في جمجمته لعلاج مرض نادر منذ الولادة

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/21 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/21 الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش
الفنان البريطاني نيل هاربيسون/ رويترز

يعاني الفنان البريطاني نيل هاربيسون مرضاً نادراً لا يخوّله أن يرى إلا اللونين الأبيض والأسود، وهو ما دفعه إلى اللجوء لحل غريب لكنه فعال لعلاج مشكلته، بعد أن وضع لاقطاً هوائياً في جمجمته يتيح له تحويل الألوان إلى أصوات؛ لسماعها كنغمات موسيقية.

يجري هذا البريطاني البالغ 39 عاماً والمقيم قرب برشلونة في إسبانيا، تجربة على سوار يتيح له أن يشعر جسدياً بمرور الوقت لتغيير نظرته إليه، وفق ما ذكرته تقارير، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021.

لاقط هوائي لسماع الألوان

للوهلة الأولى، يشبه اللاقط الهوائي الموضوع فوق رأسه، مصباحاً غريباً لكنه يلتقط ترددات الألوان ويحولها إلى اهتزازات تصل عن طريق العظام إلى الأذن الداخلية.

يوضح هاربيسون: "هذا الأمر يتيح لي الشعور بالألوان مما دون الأحمر إلى فوق البنفسجي من خلال اهتزازات في الرأس تتحول إلى أصوات، وهو ما يتيح لي سماع الألوان".

بذلك يستطيع هذا الرجل الاستماع إلى مقطوعات لموزارت من خلال تمرير اللاقط الهوائي أمام رسم مؤلف من سلسلة من النطاقات الملونة تتناسب باللون والعرض مع المقطوعة، ويبدأ برؤية الألوان ذهنياً فور الاستماع للموسيقى، إذ إن دماغه بات مبرمجاً لتفسير هذه التركيبة بين اللون والصوت.

مرض "عمى الألوان" دفعه للابتكار

يعاني نيل هاربيسون منذ الولادة من عمى الألوان التام، وهو مرض نادر يحصر الرؤية لدى الأشخاص باللونين الأسود والأبيض. 

سكنه هاجس تمييز الألوان طوال حياته، لدرجة أنه خضع لتثبيت هذا اللاقط الهوائي في جمجمته، بعد أن صممه خلال دراسته الجامعية وبات جزءاً من جسمه، وهو ما حوّله إلى "سايبورغ" (كائن يمزج في جسمه بين مكونات عضوية وأخرى بيو-ميكاترونية).

هاربيسون: "أن يكون المرء سايبورغ يعني أن التكنولوجيا باتت جزءاً من هويته".

سبق  أن استخدم بيتهوفن هذا التوصيل العظمي للأصوات، عندما بدأ يعاني من الصمم، وهو اكتشف حينها قدرته على تمييز الأصوات من خلال وضع عصا خشبية على البيانو وشدّ الطرف الآخر منها بين أسنانه خلال العزف؛ ليشعر بالاهتزازات. 

بعد نحو قرنين من الزمن، لا تزال الأجهزة السمعية ذات الارتكاز العظمي تعمل بالطريقة عينها.

تجربة الفنان نيل هاربيسون

يستذكر نيل هاربيسون: "في بادئ الأمر، كان كل شيء فوضوياً، لأن اللاقط الهوائي لم يكن يقول لي: أزرق أو أصفر أو زهري، بل كان يرسل لي اهتزازات ولم يكن لدي أدنى فكرة عن اللون الموجود أمامي. لكن بعد فترة من الزمن، بدأ دماغي يعتاد" هذا الأسلوب.

يبدو أن الدماغ تكيّف كثيراً لدرجة أن البريطاني بات يفكر بأحلام "ملوّنة" خلال النوم ويدرك عند الاستيقاظ أن هذه الألوان "أوجدها دماغي" وليس الهوائي. في منزله، ثمة جملة لوحات ملونة مثبّتة على الجدران فيما يمكن رؤية رسوم على شكل تدرجات لونية لوجوه شخصيات عدة من أمثال ليوناردو دي كابريو وتوم كروز وودي آلن قرب السلالم.

ففي إطار مشروع فني، سمح هؤلاء المشاهير لنيل هاربيسون بالاقتراب منهم مع الهوائي لرصد الترددات و"الصوت" المتأتي من جلدهم ولون شفتيهم.

لكن أبعد من تمييز الألوان، يسعى هاربيسون من خلال فنه لإيجاد وسائل جديدة لتطوير حواسه من خلال تغيير نظرة الدماغ إلى الواقع.

تحميل المزيد