يبدأ يوم رأس السنة الجديدة في معظم دول العالم حينما تدق ساعة منتصف الليلة الأولى من شهر يناير/كانون الثاني. لكن بالنسبة للجزء الأكبر، يعمل العالم بالتقويم الغريغوري، لمدة 365 يوماً، أو 12 شهراً في السنة، مع استثناء السنوات الكبيسة.
وتنتهي السنة في 31 ديسمبر/كانون الأول، وتبدأ في الأول من يناير/كانون الثاني، يوم رأس السنة الجديدة.
لكن هناك العديد من الثقافات التي تحتفل أيضاً بيوم رأس السنة الجديدة في وقت لاحق من العام. وتتبع هذه الثقافات التقويمات القمرية والشمسية والتقاويم الهجينة الأخرى لمعرفة الوقت وفقاً للديانات والمعتقدات والتقاليد.
فيما يلي بعض أشهر ثقافات الاحتفال بيوم رأس السنة الجديدة، والتي لا تحل في الأول من يناير/كانون الثاني.
1- العام القمري في الصين أو Lunar Year
يُطلق عليه أيضاً عيد الربيع أو السنة القمرية الجديدة، وتشير السنة الصينية الجديدة إلى بداية موسم حصاد الربيع.
ويتغير اليوم المحدد للسنة القمرية الجديدة كل عام ولا يتوافق مع التقويم الغريغوري، لكنه عادة ما يكون في شهر فبراير/شباط من كل عام.
هناك العديد من الأعراق في الصين، كل منها يحتفل بالسنة القمرية الجديدة بطريقته الفريدة. لكن استعداداً للعطلة، يتم بشكل عام تعليق المقاطع المزدوجة التي تحمل الأمنيات بالصحة الجيدة والثراء والحظ في كل مكان، خاصة في مداخل المنازل.
كما تُضاء الألعاب النارية والألعاب النارية لإبعاد الأرواح الشريرة المتراكمة من العام السابق، مما يفسح المجال للعام الجديد بدون حظ سيئ أو مشكلات.
ويتم في العيد القمري عادة تقديم المظاريف الحمراء المليئة بالمال لأفراد العائلة والأصدقاء المقربين، ويتمتع الجميع بالمأكولات الحلوة التقليدية مثل كعك القمر المملوء بالبيض.
ويمكن رؤية التنانين الملونة وعروض الفوانيس والشموع الطائرة في جميع أنحاء الأحياء الصينية حول العالم، أو في أرجاء المدن الصينية، بحسب BBC Culture.
وعادة ما تتم تسمية كل عام جديد على اسم واحد من 12 حيواناً في دائرة الأبراج الصينية. على سبيل المثال، 2021 هو عام الثور وفقاً للمعتقد الصيني.
2- شهر محرم وبداية العام الجديد في الدول الإسلامية
شهر مُحرم، الذي يعني "ممنوع"، يمثل الشهر الأول من التقويم الإسلامي المُسمى بالتقويم الهجري، نسبة إلى هجرة النبي محمد في بداية الدعوة الإسلامية من مدينة مكة إلى المدينة المنورة.
ويُعد مُحرم هو ثاني أقدس شهر عند المسلمين بعد شهر رمضان. وهو يختلف تدريجياً كل عام في موعده، لكنه في عام 2021 حل في أغسطس/آب.
وعادة ما تختلف التقاليد والعادات الخاصة بالسنة الإسلامية الجديدة بالنسبة للمسلمين الشيعة والسنة، وهما الطائفتان الرئيسيتان في الإسلام حالياً. كذلك تختلف الطقوس باختلاف ثقافة وطقوس كل دولة.
لكن بشكل عام يتم الاحتفاء ببداية العام وفقاً للتقاليد الإسلامية المستقاة من السنة. إذ يحتفل غالبية الناس بالسنة الهجرية من خلال أداء الصلاة في المسجد وقضاء الوقت مع العائلة، بحسب موقع SBS News.
ويصوم بعض المسلمين في اليوم العاشر من شهر محرم، المعروف أيضاً باسم "يوم عاشوراء". وبالنسبة للسنَّة، فإن عاشوراء يمثل اليوم الذي أنقذ الله فيه موسى وأتباعه من فرعون مصر.
وبعد الصيام، يُفطر المسلمون بالماء وأطعمة مثل المكسرات والتمر والزبادي.
3- رأس السنة العبرية.. روش هاشناه عند اليهود
تبدأ السنة اليهودية الجديدة في شهر سبتمبر/أيلول. ولأن الأعياد اليهودية تتبع التقويم القمري، لذلك تختلف التواريخ في التقويم الغريغوري من عام لآخر.
وفي عيد الروش هاشناه يتم تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الرمزية في العطلة كتعبير عن الأمنيات الطيبة للعام الجديد.
مثلاً تؤكل بذور الرمان الناضجة بقصد الحصول على عام مليء بالعديد من الأعمال الصالحة، بحسب SBS News.
وبما أن كلمة "رأس السنة" في العبرية تعني حرفياً رأس السمكة، فإن رأس السمكة أيضاً يؤكل على أمل أن يكون "مثل رأس سمكة وليس ذيلًا"- أي تقدُّماً في مختلف المجالات وليس تابعاً أو متأخراً.
كما يؤكل الجزر أيضاً؛ على أمل أن يتم تمزيق أي قرارات شريرة ضد الشعب اليهودي؛ لأن الكلمة العبرية للجزر "جيزر" تبدو هي نفسها الكلمة العبرية التي تعني "جزار".
حتى إن بعض الناس يحبون إضافة أطعمة رمزية خاصة بهم مع تفسيرات خاصة بكل عائلة.
أيضاً يتم غمس التفاح في العسل لسنة جديدة "حلوة". وقبل أن تؤكل التفاحة المغموسة بالعسل، تتلى صلاة قصيرة: "عسى أن تجدد لنا سنة طيبة حلوة، يا الله". وتُقرأ الصلاة من كتاب خاص يسمى "ماشزور".
4- احتفال ديوالي لرأس السنة الهندوسي
يحل عيد ديوالي أو أعياد النور في الديانة الهندوسية تزامناً مع شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، نظراً لأنه يتبع التقويم القمري وعدم مواكبته للتقويم الجريجوري الميلادي المعروف.
يحدث العيد في أحلك ليلة من الشهر وتُسمى "amāsvasya"، عندما لا يكون القمر مرئياً في السماء. ويدور عيد ديوالي على مفهوم انتصار الخير على الشر في صورة احتفالات صاخبة ومهرجانات مليئة بالألعاب النارية والطقوس.
وبالرغم من أن العطلة الرسمية لعيد الأنوار ليست سوى يومين في دولة الهند صاحبة أكبر مركز للديانة الهندوسية، لكن هناك الكثير من الاحتفالات والاستعدادات التي تسبق الحدث الكبير.
وبحسب موقع Insider الأمريكي للمنوعات، يمتلك الناس اعتماداً على المنطقة التي تقام فيها شعائر الاحتفال، عادات وطقوساً مختلفة و"آلهة" مختلفة يصلون من أجلها.
في يوم ديوالي، يقوم الناس بتنظيف منازلهم للترحيب بآلهة الرخاء. وتتزين المنازل بالأضواء الملونة الساطعة، ويتم ارتداء ثوب جديد.
كما يصنع الناس تصميمات تسمى "رانجولي" عند مداخل المنازل من الرمال الملونة أو مسحوق الأرز المطحون والملون. وجنباً إلى جنب مع رانجولي، تضاف الزهور والأوراق الملونة والأرز إلى المزيج.
وبعد زيارة الأهل وإقامة الصلوات للآلهة، ينهي الناس الاحتفال بإطلاق المفرقعات النارية، وهو أهم ما يميز اليوم.
رأس العام الفارسي نوروز
احتفالاً ببدء فصل الربيع، يحتفل كل من الزرادُشتية والبهائية بعيد النوروز. يتزامن التاريخ نفسه مع الاعتدال الجوي لفصل الربيع، والذي يصادف منتصف شهر مارس/آذار من كل عام.
وعادة ما يتم الاحتفال باليوم مع الأبواق للاحتفال بالعام الجديد، والبيض الملون وأواني الحبوب المزروعة مثل الحلبة والفول للدلالة على النمو والازدهار.
ولمدة 13 يوماً، يحتفل حوالي 75 مليون شخص في إيران و30 مليون شخص في أفغانستان بإعادة إحياء فصل الربيع والطبيعة والحياة في عيد النوروز، والذي يعني "يوماً جديداً".
ويُعرف عيد النوروز أيضاً بالسنة الفارسية الجديدة، وهو أحد أقدم الاحتفالات في التاريخ، حيث يتم الاحتفال به منذ حوالي 4000 عام، بحسب موقع Ancient Origins للمعلومات التاريخية.
وفي إيران، تجتمع العائلات على الولائم وللتواصل والاحتفال وتقديم الهدايا. كما يتم التسوق وارتداء ملابس جديدة.
وجزء كبير من احتفالات رأس العام الفارسي أن يتم تنظيف المنازل بعمق ودقة قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الاعتدال الربيعي، حيث يتم ترتيب المنازل وتنظيفها من الفوضى؛ لإفساح المجال لبداية جديدة وخفيفة خالية من الطاقة السلبية.
على أن يتم قضاء اليوم الثالث عشر من الاحتفالات تقليدياً بالتنزه في الهواء الطلق مع كل أنواع المعجنات؛ التي من المفترض أن تأخذ شكل الرقم 13.
وفي أفغانستان، فإن مهرجانات النوروز تستمر ثلاثة أيام ويحتفل فيها بالرقص والموسيقى وتطيير الطائرات الورقية.