اندلعت النيران بصورة مروعة في مخزنٍ يحتوي على آلاف غالونات الزيوت فجأة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام، لكن المفاجأة أن مضرمة النيران في المخزن الذي يقع في محافظة ناخون باتوم التايلندية، كانت موظفة فيه منذ وقت طويل، وتضمر في صدرها ضغينة.
حسب تقرير لموقع All That's Interesting الأمريكي، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإن المشتبه بها تبلغ من العمر 38 عاماً وتدعى آن سريا، ويزعم أن إحباط آن بلغ مداه بسبب التذمر الدائم من جانب مديرها وظروف العمل، مما دفعها إلى إشعال قطعة ورقية بقداحةٍ وإلقائها إلى داخل حاوية زيوت محركات.
حريق مهول وخسائر فادحة
تسببت الانفجارات في خسائر قُدِّرت بـ 1.2 مليون دولار، وتطلبت 40 سيارة إطفاء للسيطرة عليها، وقد تضررت أكثر من 10 منازل، ودخلت إحدى القرويات المستشفى بسبب الإصابات التي لحقت بها نتيجة الانفجار.
من حسن حظ المحققين أن الحادث التُقط برمته عن طريق كاميرات المراقبة، وبحسب صحيفة The Daily Mail، فقد شوهدت موظفة بالمخزن تشبه آن بينما تدخل المخزن وتحمل شيئاً في يدها يشبه قطعة ورقية، وبعد ذلك سارت هذه الموظفة خلف مجموعة من حاويات زيوت المحركات قبل أن تختفي.
بعد لحظات، التقطت كاميرات المراقبة تصاعد النيران من موقعين منفصلين خلف الوحدات المصطفة في المشهد. ظهرت المشتبه بها مرة أخرى ومعها قطعة الورق في يدها قبل أن تبتعد عن المشهد، ولم تستغرق الانفجارات وقتاً طويلاً قبل أن تهز المكان، وتغمر المنطقة بالدخان.
وُثِّق المشهد الكارثي عن طريق المتفرجين الممسكين بهواتفهم الجوالة، وأظهرت اللقطات التي صوَّروها ورُفعت على منصات التواصل الاجتماعي تصاعد النيران، وموكباً من خدمات الطوارئ التي استجابت للحريق، قضى عمال الإطفاء ساعات للسيطرة على النيران قبل أن تصل إلى المنازل المتضررة.
عانت إحدى القرويات من حروق في ذراعها ودخلت المستشفى على إثر ذلك. وفي المقابل نُشرت وحدة متخصصة في عمليات حماية البيئة، حيث انصبَّ كل تركيزها على منع تسرب الزيوت إلى قناة خلونج أوم ياي المتاخمة للمخزن ومراقبة جودة المياه.
تحقيقات الشرطة
من جانبها، بدأت قوات الشرطة الملكية التايلندية تحقيقاتها فور تحييد مخاطر الحريق. واستغرقت التحقيقات يومين فحسب لإلقاء القبض على المشتبه بها، التي التقطتها الكاميرات قبل الانفجار. أُلقي القبض على آن في منطقة سام فران في 1 ديسمبر/كانون الأول، ويُزعم أنها اعترفت بتعمد إشعال الحريق خلال التحقيقات.
في هذا السياق، قال اللواء تشومشاوين بورثانونون: "كانت المرأة تعمل في شركة Prapakorn Oil لتسع سنوات، وقالت إن صاحب العمل تذمر منها وتسبب لها في ضغوط يومية، ولم تتوقع أن يتسبب الحريق الذي أشعلته في هذا المستوى من الدمار".
ادَّعت آن أن رئيسها بيبات أونغبراباكورن حذرها كثيراً لأنها موظفة غير ماهرة. ولم يعلق صاحب الـ65 عاماً على المسألة. وذكرت السلطات أن هذه لم تكن الحادثة الوحيدة التي تحدث لمخزن الزيوت بصورة غامضة خلال الشهور الأخيرة.
بينما صرخ اللواء بورثانونون: "هذه هي المرة الثانية التي تندلع فيها النيران في هذا المصنع".
ولا تزال آن محتجزة لدى الشرطة، بينما تواصل السلطات التحقيقات، وتواصل وحدة حماية البيئة مراقبتها لجودة المياه في القناة القريبة.