تم تصوير إحدى أسماك أعماق البحار العجيبة التي نادراً ما تُرصد قبالة ساحل كاليفورنيا الأمريكية، ولها رأسٌ شفاف وعينان خضراوان كبيرتان ومتوهجتان، وهي سمكة عيون البرميل.
مجلة Newsweek الأمريكية قالت، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن سمكة عيون البرميل رُصِدَت أثناء غطسةٍ من تنظيم معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج مونتيري ومتحف الأحياء المائية بخليج مونتيري.
كما أوضح المعهد الأمريكي أنها المرة التاسعة فقط التي يُرصد خلالها هذا النوع من الأسماك، بعد 5600 غطسة و27600 ساعة تصوير في المنطقة.
تصوير سمكة عيون البرميل
التُقِطت صور سمكة عيون البرميل، عظيم الشوكة، في المياه متوسطة العمق أو نطاق الشفق على عمقٍ يتراوح بين 600 و790 متراً تحت سطح المحيط.
في مقطع الفيديو الذي مدته 54 ثانية، تظهر السمكة العجيبة برأسٍ وذيلٍ شفافين وجسمٍ بني اللون، بينما تسبح في الأنحاء. وبتكبير الصورة، يظهر توهُّجين كبيرين داخل الرأس. ويقول المعهد إنّ هذه هي عيون المخلوق العجيب.
أما التجويفان الصغيران في مقدمة الرأس، حيث يفترض أن تقع العينان، فهما في الواقع أعضاء الشم.
أردف بيان المعهد: "تتجه العيون إلى الأعلى لرصد الفريسة المفضلة -التي عادةً ما تكون من القشريات الصغيرة العالقة بين لامسات السحاريات- عن طريق ظل الفريسة الذي يحجب أشعة الشمس الخافتة من الأعلى. ولكن كيف تأكل السمكة وعيونها في الأعلى بينما فمها في مقدمة الرأس؟ وجد باحثو المعهد أن سمكة عيون البرميل يمكنها تدوير عينيها إلى الأسفل داخل قبة الأنسجة الشفافة".
وُصِفت أسماك عيون البرميل للمرة الأولى في عام 1939. ويصل طول هذا النوع إلى نحو 15 سم. وتتواجد عادةً في المحيطات حول العالم، من مياه اليابان وحتى سواحل كاليفورنيا.
خصائص نادرة للسمكة
يُعتقد أنّ أسماك عيون البرميل تحوم أسفل السحاريات حتى تتمكن من سرقة طعامها. والسحاريات هي كائنات بحرية غير عادية يمكنها النمو حتى طول 10 أمتار، والتنقل حول المحيط بآلاف اللامسات اللاسعة التي تُستخدم لاصطياد الحيوانات الصغيرة.
لا تتحرك سمكة عيون البرميل كثيراً في المياه، حيث يستقر جسدها بشكلٍ أفقيٍ وتتجه عيونها إلى الأعلى. وحين ترصد فريسةً عالقة في لامسات السحاريات، تقوم بتدوير عيونها والسباحة في اتجاه الفريسة.
كما لا تُضيء هذه السمكة مثل كائنات أعماق البحار الأخرى. لذا فإن التوهّج الظاهر في مقطع الفيديو هو نتاج الغواصة المسيّرة عن بُعد التي استُخدمت في الغوص وانعكست أنوارها على الأنسجة الموجودة داخل القبة الشفافة بحسب معهد الأحياء المائية.
أردف المعهد في منشورٍ على فيسبوك: "يمكن تشبيه أعضاء الجسم ذات اللون الأزرق المخضر، مع عيون متجهة لأعلى أسفل قبةٍ شفافة، بخوذة رائد الفضاء. واللون الأزرق المخضر في العيون هي صبغات تساعد السمكة في العثور على فرائسها ذات الضيائية الحيوية".