الصلع كان مسألة طبية مهمة قبل ألفي عام! الآشوريون سعوا لعلاجه بمسحوق الزيت والسَّرْو

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/11 الساعة 17:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/11 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
الصلع - صورة توضيحية - Istock

كشفت دراسة تاريخية لمحتوى ألواح طينية تعود إلى ما قبل 2600 عام، أن أطباء الملك الآشوري قد شرعوا في محاولةٍ مبكِّرةٍ لعلاج الصلع. 

صحيفة The Times البريطانية قالت السبت 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن ألواحاً قابعةً في المتحف البريطاني بعد تحطيمها خلال عملية نهبٍ في القرن السابع قبل الميلاد، يجري عليها تحليل ودراسات قد تكشف موسوعةً طبية شاملة منذ القدم. 

يأتي ذلك ضمن مشروعٍ يموِّله صندوق "ويلكم" البريطاني المستقل الخيري لتمويل الأبحاث لتحليلها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، لأول مرة. 

في هذه الموسوعة، يمكن العثور على علاجاتٍ لأجزاءٍ مختلفةٍ من الجسم، من الرأس إلى الكلى إلى أصابع القدم. 

أحد الأمثلة، وهو علاج الصلع، يدعو إلى تضميد الرأس بالرشاش والمسحوق لمدة ثلاثة أيام قبل حلقه في اليوم الرابع، ثم يُغسَل الرأس بالقلويات، ثم يُدهَن بالزيت بشكلٍ متكرِّر، يلي ذلك ثلاثة أيام أخرى من المسحوق بزيت الأرز والسرو المطحون. 

وتزعم الموسوعة أنه بمجرد اكتمال هذه الخطوات، سوف يتخلَّص الرجل من الصلع. ويشير علاجٌ آخر إلى أن الرجل "الذي امتلأت عيناه باليرقان" يمكن علاجه بقشر الرمان ونفخه في عينيه. 

بحسب الصحيفة، فقد جاءت الألواح من مكتبة آشور بانبيال، وهو ملكٌ معروفٌ بولعه بالعلم وحَكَمَ الإمبراطورية الآشورية الجديدة بين عامي 669 و631 قبل الميلاد. 

ومع ذلك، ورغم اكتشاف الألواح في القرن التاسع عشر، لم يتمكَّن الباحثون من إعداد مشروعٍ منفصل حتى عام 2018، للتعرُّف على أن الألواح في الحقيقة مرتبطةٌ ببعضها البعض. 

في الأيام الأخيرة، يبني مشروع NinMed على هذا الاكتشاف لتنظيم وتجميع الأجزاء معاً في المتحف البريطاني. وقال الدكتور كريستيان سيمكو، أمين المشروع: "نحن قادرون على الترجمة الصوتية للألواح الكبيرة وكذلك الأجزاء". 

وأضاف: "نحن نعلم الآن أنها متصلة. يمكننا بعد ذلك العثور على المكان المناسب لهذا الجزء وإعادة إنشاء الألواح بالكامل". 

قال البروفيسور مارك غيلر، من جامعة كوليدج لندن: "نظراً إلى كونها من الطين، فإن القطع يمكن وصلها معاً. إنها مثل بانوراما ضخمة بآلاف القطع". 

أول نص طبي

كُتِبَت الألواح باللغة الأكادية باستخدام الكتابة المسمارية، وهي كتابةٌ قديمة بأشكالٍ تشبه الأوتاد. ومع ذلك، لا يوجد اليوم سوى عددٍ قليلٍ من الأشخاص الذين يمكنهم فهم اللغة الأكادية والكتابة المسمارية في سياقٍ طبي، إذ اندثرت هذه الكتابة وهذه اللغة منذ أكثر من ألفي عام. 

وأضاف: "أول نصٍّ طبي حصلنا عليه يعود إلى نحو ألفي عام قبل الميلاد. استمرَّ هذا التقليد وبلغ ذروته في هذه الموسوعة. إنها تحتوي على قدرٍ هائلٍ من المعرفة التي تعود جذورها إلى آلاف السنين". 

قد تبدو العلاجات التي كُشِفَ عنها غريبة، أو حتى مثيرة للاشمئزاز، بالنسبة للقارئ الحديث، ولكن هذا غالباً ما يكون خادعاً. 

يُعتَقد أن الحرب بين الآشوريين والبابليين عام 612 قبل الميلاد أدَّت إلى تفتيت الألواح. ومع ذلك، فإن تدمير المكتبة بأكملها أمرٌ مشكوكٌ فيه. قال الدكتور تايلور: "عندما نقوم بتجميع الأجزاء معاً مرةً أخرى، لا ينتهي بنا الأمر غالباً بألواحٍ كاملة". وأضاف: "ربما نبذل جهدنا الآن بعد أن أخذ البابليون ما يريدون". 

وأضاف: "أعتقد أن الجزء الأكبر من المكتبة في مكانٍ آخر لم يعثر عليه علماء الآثار بعد". 

تحميل المزيد