وجدت دراسة نشرتها صحيفة The Times البريطانية الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أن أقرب سن يتفاعل فيها الأطفال مع الفكاهة حوالي أربعة أسابيع، وأن حوالي نصف الأطفال الرضع يتفاعلون مع المزاح حين يبلغون شهرين.
الدراسة العالمية أُجريت على حوالي 700 طفل، وراجع باحثون في جامعة بريستول أنواع الفكاهة التي ينمِّيها الأطفال مع تقدمهم في العمر؛ من خلال استطلاع رأي.. ووجد الباحثون أن الأطفال الأقل من عام يفضلون أشكالها المادية والبصرية والسمعية مثل لعبة البيكابو والدغدغة والعبث بالأشياء والحركات المضحكة بالوجه والتحدث بأصوات غريبة.
فيما وجد الباحثون أن من يبلغون من العمر سنة واحدة يضحكون حين يشاكسهم الآخرون أو يتظاهرون بتخويفهم، ويضحكهم أيضاً تقليد الحيوانات.
وخلصوا إلى أن الأطفال في عمر عامين يستمتعون بالعبارات التي لا معنى لها مثل "الكلاب تقول موو"، وهو ما يعكس تطور اللغة، بالإضافة إلى السخرية من الآخرين أو العدوانية.
أما الأطفال البالغون من العمر ثلاث سنوات الذين شملهم الاستطلاع فكانوا يفهمون الحيل والتوريات المضحكة ويستمتعون بالكلمات البذيئة.
وتقول الدكتورة إيلينا هويكا، الأستاذة المساعدة في الجامعة: "نتائج بحثنا تُظهر أن الفكاهة عملية معقدة ومتطورة في السنوات الأربع الأولى من الحياة" وأضافت: "نظراً لشموليتها وأهميتها في العديد من جوانب حياة الأطفال والبالغين، من المهم أن نخرج بأدوات تحدد كيفية تطور الدعابة أولاً حتى نتمكن من فهم لا ظهور الدعابة نفسها فحسب، وإنما كيف يمكن أن تساعد الصغار في الإدراك المعرفي والاجتماعي وفي صحتهم العقلية".
وأضافت: "استطلاع (الفكاهة في السنوات الأولى) يملأ فجوة مهمة في تحديد أوقات تطور أنواع مختلفة من الدعابة". كما أشارت إلى أنه "يمكن الاستعانة بها، مع أبحاث أخرى، لتشخيص اختلافات النمو، ولتثقيف المعلمين في السنوات الأولى ووضع المناهج الدراسية في المملكة المتحدة لمن تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات".
وقال الباحثون إن نمو دماغ الأطفال يمكن مراقبته من خلال درجة تعقيد المزاح، من ألعاب بيكابو في مرحلة الرضاعة إلى التوريات المضحكة في مرحلة الطفولة المبكرة.
ووجدت الدراسة أيضاً أن العنصر الأساسي المطلوب لتطور الدعابة عند الأطفال هو الاندماج الاجتماعي حتى يفهموا أنهم يشاركون تجربة مع شخص آخر.
وقال العلماء إن القدرة على سرد قصة مضحكة تتطور بعد ذلك من خلال المهارات المعرفية مثل الخيال، والقدرة على تبني وجهة نظر ولغة مختلفتين. وقد نُشرت الدراسة في مجلة Behavior Research Methods.