نقلت صحيفة The Times البريطانية قصة مواطن أمريكي من أصل صيني قضى حياته في تناول الطعام في ما يقرب من 8000 مطعم صيني في أمريكا، لكنه اعترف بأنه لا يزال لا يعرف كيفية استخدام عيدان تناول الطعام.
بدأ ديفيد آر تشان (72 عاماً) رحلته في الستينيات بعدما ألهمته حركة الحقوق المدنية لاستكشاف تراثه. ومنذ أوائل التسعينيات، عندما اشترى أول جهاز حاسوب له، احتفظ بجدول بيانات للمطاعم التي زارها.
لا تزال شهية تشان لطعام أسلافه- وهو ثالث جيل من عائلته الصينية يُولَد في الولايات المتحدة- قوية كما كانت دائماً، وهو يشارك تحديثات منتظمة عبر حساباته على الشبكات الاجتماعية. وقال تشان لشبكة BBC: "بدأ الأمر بمجرد بحث عن الهوية. فقد دفعني اهتمامي بتاريخ الصينيين في الولايات المتحدة إلى تناول الطعام الصيني ومعرفة ما يعنيه أن تكون صينياً في أجزاء مختلفة من البلاد".
ولم ينبهر بالطعام الصيني عندما تذوقه لأول مرة في الخمسينيات: "كنا نذهب إلى المآدب، كنت أتناول صلصة الصويا على الأرز ولا شيء غير ذلك".
لكن وصل المطبخ الصيني إلى الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر بفضل المهاجرين الذين تدفقوا إلى كاليفورنيا خلال حمى الذهب. وافتُتِح مطعم Canton، وهو أول مطعم صيني معروف في الولايات المتحدة، في سان فرانسيسكو عام 1849.
كما يوضح تشان في مدونته، فإنَّ التعديلات على الهجرة إلى الولايات المتحدة في الستينيات قد مهَّدت الطريق للازدهار الذي أعقب ذلك. وقال: "تقدم المجتمعات الصينية الأمريكية اليوم مجموعة كاملة من المأكولات الإقليمية الأصيلة، لكن الوصول إلى هذه النقطة تكلّف طريقاً طويلاً من الخيارات المحدودة".
وقال تشان لشبكة BBC إنَّ وادي سان غابرييل في لوس أنجلوس، الذي يضم جالية صينية كبيرة، هو أفضل مكان للعثور على أكثر الأطعمة الأصيلة تنوعاً، مضيفاً أنَّ سان فرانسيسكو هي موطن وجبة ديم سوم الرائعة.
لا يزال أمام تشان طريق طويل ليقطعه إذا كان يريد تناول العشاء في جميع المطاعم الصينية في الولايات المتحدة.
إذ تُقدِّر جمعية المطاعم الصينية الأمريكية أنَّ هناك أكثر من 45000 مطعم من هذا النوع.