قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن لوحة فسيفساء رومانية لا تقدر بثمن زُيّنت في الماضي سفينة استخدمها الإمبراطور كاليغولا، استُخدمت على مدى حوالي 50 عاماً بوصفها طاولة قهوة في شقة بمدينة نيويورك الأمريكية.
من جهته، تحدث داريو ديل بوفالو، وهو خبير إيطالي في الحجارة والرخام العتيقين، عن كيفية العثور على تلك الفسيفساء "النادرة"، في مقابلة على برنامج 60 Minutes الذي يعرض على قناة CBS يوم الأحد الماضي 21 نوفمبر/تشرين الثاني.
كان بوفالو قد ألقى في عام 2013، محاضرة في نيويورك، وأعطى نسخاً موقعة من كتابه Porphyry، الذي يتناول الحجارة الأرجوانية المائلة للأحمر التي استخدمها الأباطرة الرومان على نطاق واسع.
هذا الكتاب تضمن صوراً للفسيفساء المفقودة منذ عهد طويل، التي شكلت قديماً جزءاً من أرضية "سفينتي حفلات" ضخمتين أمر كاليغولا بأن تطفو كلتاهما في بحيرة قريبة من روما، ثم غرقت عندما قُتل كاليغولا.
استعيدت الفسيفساء والقطع الأثرية الأخرى من البحيرة في ثلاثينيات القرن الماضي، وضُمت إلى متحف بجوار البحيرة. وفي عام 1944، انسحب النازيون من إيطاليا، وأُحرقت السفينة مع كثير من الكنوز الأخرى.
بعد حوالي 70 عاماً من ذلك، عندما كان يوقع على نسخ من كتابه، سمع بوفالو رجلاً وامرأة يقولان إن المرأة تملك الفسيفساء التي كانوا يبحثون عنها في الصفحة. وأردف: "أعتقد أن روحي سوف تشعر شعوراً أفضل قليلاً".
بوفالو أضاف: "كانت هناك امرأة معها شاب يرتدي قبعة غريبة جاءت إلى الطاولة وقال لها: (يا له من كتاب جميل، أوه هيلين انظري تلك هي فسيفساؤك). فقالت: (أجل تلك فسيفسائي)".
بينما تعقب بوفالو الشاب، الذي أكد أن المرأة، التي تدعى هيلين، كان لديها الفسيفساء في شقتها بحي مانهاتن بمدينة نيويورك.
بحسب مقابلة أجرتها مع صحيفة The New York Times في عام 2017، كانت هذه المرأة هي هيلين فيوراتي، تاجرة فنون ومالكة صالة عرض، وقد ابتاعت الفسيفساء هي وزوجها، وهو صحفي إيطالي، من عائلة إيطالية نبيلة في ستينيات القرن الماضي. عندما وصلت الفسيفساء إلى نيويورك، حوَّلها الزوجان إلى طاولة قهوة.
تابعت هيلين: "كانت عملية شراء بريئة. وكانت قطعتنا المفضلة وامتلكناها لـ45 عاماً".
بدوره، أكد مكتب النائب العام في مانهاتن أن الأدلة تشير إلى أن الفسيفساء سُرقت، ربما خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد إعادتها إلى إيطاليا، عُرضت في متحف السفن الرومانية في بلدية نيمي بروما في شهر مارس/آذار هذا العام.
فيما قال بوفالو عن هيلين: "أشعر بالأسف من أجلها، لكني لم أستطِع أن أفعل شيئاً مختلفاً مع علمي بأن متحفي في نيمي يفتقد إلى أفضل جزء عَبَر القرون والحروب والحرائق، ثم مر بتاجرة فنون إيطالية، وأخيراً استطاع العودة إلى المتحف. ذلك هو الشيء الوحيد الذي شعرت أنني يجب أن أفعله".
كما لفت بوفالو إلى أنه أراد صنع نسخة من الفسيفساء الرومانية من أجل أن تحتفظ بها هيلين في شقتها.