أعلنت وزارة الدفاع المكسيكية أن جيش البلاد ألقى القبضَ على زوجة إمبراطور المخدرات المكسيكي "إل مينشو"، زعيم كارتل المخدرات شديد الخطورة "خاليسكو الجيل الجديد"، الذي يشار إليه اختصاراً باسم CJNG أو Jalisco New Generation cartel، في عملية وصفتها بأنها تشكل "ضربةً كبيرة للهيكل المالي للجريمة المنظمة في الولاية".
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإن الجيش المكسيكي اعتقل روزاليندا غونزاليس فالنسيا في بلدية زابوبان الواقعة بولاية خاليسكو الغربية.
تهم خطيرة
أضافت الوزارة أن غونزاليس اعتُقلت؛ للاشتباه في ارتكابها جرائم مختلفة، وتشير الأدلة إلى تورطها في "تسهيل عمليات مالية غير مشروعة لمصلحة جماعة إجرامية منظمة".
يُشار إلى أن زوجها، واسمه الحقيقي نيميسيو أوسيغيرا سيرفانتس، شرطي سابق أصبح زعيماً لإحدى أقوى مجموعتين إجراميتين في المكسيك.
فيما يُعتقد أن أوسيغيرا، الذي أعلنت السلطات الأمريكية مكافأةً قدرها 10 ملايين دولار، على رأسه في عام 2018، كان العقل المدبر لصعود عصابة "خاليسكو الجيل الجديد" إلى إمبراطورية إجرامية تمتد عبر خمس قارات، وهو واحد ضمن قلة من قادة الكارتل الذين تزعموا عصاباتهم لفترة طويلة دون أن تنجح السلطات في القبض عليهم.
فيما يقال إن كارتل خاليسكو هو أقوى كارتلات المخدرات في المكسيك وأشدها عنفاً، واكتسب الكارتل صيته الواسع من خلال هجماته الجريئة على قوات الأمن في البلاد، ومنها محاولة اغتيال القائد العام لشرطة مدينة مكسيكو سيتي العام الماضي والتي أسفرت عن إصابته وخلفت ثلاثة قتلى، إضافة إلى قيام مسلحين من الكارتل بإسقاط طائرة عسكرية مكسيكية بقذيفة صاروخية في عام 2015.
تشير البيانات الأمريكية إلى أن كارتل خاليسكو متهم بتهريب كميات هائلة من المخدرات، تشمل مادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية، إلى الولايات المتحدة، وهو ما أدى في الغالب إلى ارتفاع وفيات الجرعات الزائدة المرتبطة بالفنتانيل إلى أكثر من 93 ألف شخص في عام 2020.
ليس الاعتقال الأول
تخوض المنظمة الإجرامية معركة شرسة على مناطق النفوذ وطرق التهريب مع كارتل سينالوا، الذي كان يقوده في السابق خواكين "إل تشابو" غوزمان، وكثيراً ما يشتبك مسلحون من الجماعتين المتنافستين في بعض بؤر التوتر المنتشرة بجميع أنحاء البلاد.
سبق أن قُبض على روزاليندا في مايو/أيار 2018، لكن أُفرج عنها بكفالة بعد بضعة أشهر.
في هذا السياق، وصف مايكل فيغيل، الرئيس السابق لوحدة العمليات الدولية التابعة لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، روزاليندا بأنها "ملكة المخدرات" في البلاد، وأشار إلى أن عائلتها لديها تاريخ طويل مع تجارة المخدرات.
عن أهمية الاعتقال، قال فيغيل إن روزاليندا "لديها كل المفاتيح، وتحظى بالثقة التامة من إل مينشو، ويقع تحت يدها كل المعلومات الخاصة بالكارتل، إضافة إلى أنها مسؤولة عن غسل أموال الكارتل".
إضافة إلى اعتقال روزاليندا، فإن اثنين من أبنائها مسجونان في الولايات المتحدة، فقد حُكم على جيسيكا جوانا أوسيغيرا سيرفانتس، وهي مواطنة أمريكية مزدوجة الجنسية، في يونيو/حزيران، بالسجن لمدة عامين ونصف العام؛ لتورطها في أعمال غسل أموال لمصلحة الكارتل.
كما دفع شقيقها روبين، المعروف باسم "إل مينشيتو"، ببراءته من تهم تهريب المخدرات الموجهة إليه، لكنه لا يزال مسجوناً في انتظار المحاكمة.
ولفت فيغيل إلى أن روزاليندا قد تدخل في "مفاوضات للتوصل إلى صفقة ما؛ لمساعدة أبنائها".