زعمة مراهقة هندية تبلغ من العمر 16 عاماً، أنها تعرضت للاغتصاب من قِبل مئات الأشخاص، بينما اعتقلت الشرطة الهندية 7 رجال، وفق ما ذكره تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
من جهتها، أوضحت لجنة رعاية الطفل الهندية، في بيان، أن نحو 400 رجل قد اعتادوا اغتصاب تلك الفتاة المشردة التي تقطن في منطقة بيد، بولاية ماهاراشترا.
حسب بيانات حكومية في الهند، فإن السلطات الهندية تلقت بلاغات تفيد بتعرض امرأة للاغتصاب كل 18 دقيقة، وهو ما يكرس فكرة أن الهند مازالت واحدة من أسوأ البلدان بالنسبة للإناث، حسب موقع "DW" الألماني.
فتاة متسولة أُجبرت على البغاء
قالت رئيسة اللجنة، أبهاي فيتالراو فانايف، إن هناك عنصري شرطة متورطين في قضية الاغتصاب، مشيرة إلى أن الفتاة كانت تتسول بعض المال في إحدى محطات الحافلات، حيث التقت هناك ثلاثة رجال أجبروها على ممارسة البغاء.
لفتت فانايف إلى صعوبة التعرف على عدد الرجال الدقيق الذين اغتصبوا تلك الفتاة القاصر، بيد أن الشرطة استطاعت اكتشاف هوية 25 رجلاً من أولئك الجناة، ليجري اعتقال 7 منهم.
فيما سبق أن حاولت الفتاة تقديم شكوى ضد رجل اتهمته بضربها، لم تأخذ الشرطة قضيتها على محمل الجد، علماً أن شبكة "سي إن إن" حاولت الحصول على تفسير من بعض المسؤولين في المنطقة، دون أن تنجح في ذلك.
بعد أن نجحت الفتاة في إثبات تعرضها للاغتصاب المتكرر، قالت الشرطة في بيان، إن تلك المراهقة كانت قد تزوجت في سن الثالثة عشرة، من رجل يبلغ من العمر 33 عاماً، اعتاد أن يعتدي عليها جنسياً، فيما كشفت تفاصيل التحقيقات أن والد الضحية قد شارك في اغتصابها، ما دفعها إلى الهرب من المنزل والنوم في محطة الحافلات.
"أكثر قضية اغتصاب مأساوية"
اعتبرت الناشطة في مجال حقوق المرأة، يوجيتا بهايان، أن قصة الطفلة تعد "أكثر قضية اغتصاب مأساوية في تاريخ البلاد".
قالت إن تلك الفتاة المراهقة كانت تعاني الأمرين كل يوم من خلال تعذيبها واغتصابها، وإن الشرطة تقاعست عن حمايتها في الوقت المناسب، مضيفة: "يجب اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة بحق كل الجناة".
وفقاً لمكتب سجلات الجريمة الوطني في الهند، فقد جرى الإبلاغ عن أكثر من 28 ألف حالة اغتصاب في العام 2020، بمعدل قضية اعتداء كل 18 دقيقة تقريباً، بيد أن بعض الخبراء يعتقدون أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، إذ لا يتم الإبلاغ عن الكثير من القضايا بسبب الخوف من الفضيحة أو الانتقام.
في العام 2012، ارتفع عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها في السنوات التي أعقبت الاغتصاب الجماعي الوحشي وقتل طالبة في العاصمة الهندية نيودلهي، ويرد بعض النشطاء الحقوقيين السبب في ذلك إلى زيادة الوعي لدى الناس بخطورة هذا الأمر.
تشديد العقوبات لم يوقف الاعتداءات
بينما عمدت السلطات الهندية المختصة إلى إدخال إصلاحات قانونية وعقوبات أكثر صرامة على الاغتصاب في أعقاب تلك الواقعة، بحيث أصبح انعقاد المحاكم أكثر سرعة للنظر في تلك القضايا، وتعديل تعريف الاغتصاب ليشمل الإيلاج في الشرج والفم.
مع ذلك، لا تزال قضايا الاغتصاب البارزة تتصدر عناوين الصحف، ففي سبتمبر/أيلول من هذا العام، ألقت الشرطة، في ولاية ماهاراشترا، القبض على 33 رجلاً شاركوا في الاعتداء على طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً.
في قضية أخرى وقعت في نفس الشهر، توفيت امرأة بعد أن جرى اغتصابها والاعتداء عليها بقضيب حديدي في مدينة مومباي. وفي أغسطس/آب الماضي، تعرضت فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات للاغتصاب الجماعي والقتل في العاصمة دلهي.