ابتكر حزب هندي يساري معارض عطراً خاصاً، قال إنه مُشبَّع برائحة "الأخوّة والحب والاشتراكية"، بهدف جذب الناخبين قبل انتخابات إقليمية سيتم إجراؤها خلال العام المقبل، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
حيث طُلِبَ من قادة الحزب ونشطاء حزب ساماجوادي، المعارض الرئيسي في ولاية أوتار براديش، شمالي الهند، أن يستخدموا عطراً جديداً قبل كلِّ اجتماعٍ عام؛ في محاولةٍ واضحة لجذب الناخبين، مؤكدين أنه إحدى أدوات إنهاء "الكراهية".
فيما استغرق إصدار هذا العطر، المُسمَّى "عطر الاشتراكية"، أربعة أشهر من اثنين من العطَّارين في مدينة لكناو لإتقان وصفته. وقد بحث العطَّاران في جميع أنحاء الهند لاختيار 22 نوعاً من الزيوت الأساسية -تمثِّل انتخابات عام 2022- من ضمنها الورد والياسمين والزعفران والصندل.
في حين قُدِّم العطر خلال مؤتمرٍ صحفي للحزب هذا الأسبوع، ضمن الحملة الانتخابية للحزب اليساري. وقد وُزّع على الصحفيين وموظفي الحزب من دون تحديد طريقة حصول الناخبين عليه ولا تاريخه.
"رائحة الكراهية القومية"
تلك الحملة يقول القائمون عليها إنها تهدف بالأساس إلى إبراز التباين بينها وبين ما يصفونه بـ"رائحة الكراهية القومية" من حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتزعَّمه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
يُذكر أن علبة العطر المصنوعة بالأحمر والأخضر، لوني حزب ساماجوادي، تحمل رمزاً انتخابياً يمثل دراجة هوائية.
من جهته، قال زعيم حزب ساماجوادي، أكيليش ياداف، الذي تحمل عبوات العطر مُلصقاً لوجهه: "حيثما ذهب الناس وصادفوا شم هذه الرائحة في أيِّ مكان، سوف يشمون رائحة الاشتراكية. هذا سيُنهي الكراهية في عام 2022".
بينما ردد دينيش شارما، السياسي البارز في حزب بهاراتيا جاناتا، السطر الذي جاء على لسان السيدة ماكبث، في مسرحية شكسبير: "كلُّ العطور العربية…". قائلاً: "لن تزول رائحة الكراهية والطائفية والإجرام والفساد من الحكومات السابقة بأيِّ رائحة".
كما أكد روشان ياداف، المصوِّر الذي حضر حفل إطلاق العطور، أنه لم يعثر حتى على نفحةٍ من الماركسية، مضيفاً: "لا بأس، ليس جيِّداً أو سيئاً. حسناً، إنه نوعٌ لطيف. أعتقد أن الأطفال سوف يحبون ذلك".
تجربة أولى من نوعها
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدَم فيها العطور في الانتخابات الهندية، حيث تكون عادةً الضوضاء، وليس الرائحة، هي الطريقة المُفضَّلة لجذب انتباه الناخبين.
إلا أن هذه الطريقة في السياسة اليسارية كانت قد جُرِّبَت من قبل. ففي عام 2008، حاول الحزب الاشتراكي الكتالوني تعزيز فرصه الانتخابية برائحة البرغموت والشاي الأبيض. واشتكى الصحفيون الذين غطوا الحدث من الرائحة التي تشبه معطِّر السيارات.
جدير بالذكر أن انتخابات ولاية أوتار براديش، التي أعطت البلاد ثمانية من رؤساء وزرائها منذ الاستقلال، تشكّل مقياساً لشعبية الحزب الحاكم في نيودلهي.
في هذا الإطار، يسعى الساسة والأحزاب في تلك الولاية "الهامة" -كما في سائر مناطق الهند- إلى بذل كل جهد ممكن للفوز، بما يشمل تقديم هدايا وحتى مبالغ مالية للناخبين.