حتى آبل تكبدت خسائر تتجاوز 6 مليارات دولار.. كيف أثرت كورونا على عملاق التكنولوجيا؟

الأزمة العالمية غير المسبوقة تكلف الشركة العملاقة مليارات الدولارات من الخسائر في المبيعات

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/11 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/11 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
أحد متاجر آبل في الصين - iStock

على الرغم من أن شركة آبل ستكون أكثر من سعيدة لتلبية كافة الطلبات، فإنها لا تستطيع ذلك في الآونة الأخيرة، وذلك يرجع إلى وجود أزمة عالمية في سلسلة التوريد.

الأزمة العالمية غير المسبوقة تكلف الشركة العملاقة مليارات الدولارات من الخسائر في المبيعات، ودفعت بمنتجها الأكثر إقبالاً iPhone بعيداً عن منال المشترين، الذين إذا كانوا سعداء الحظ، سيستلمون هواتفهم الجديدة بعد طلبها بأشهر طويلة من الانتظار.

عملاق التكنولوجيا يقع ضحية الأزمة العالمية بسبب كورونا

انضمت Apple Inc، الشركة الأكثر قيمة في العالم، أخيراً لقائمة متزايدة من الأسماء العملاقة من بينها Toyota وSamsung، التي اضطرت إلى تقليص أعمالها بسبب النقص العالمي في قطع "أشباه الموصلات" أو "semiconductors" التي تُستخدم في التصنيع.

وبحسب وكالة Bloomberg، من المرجح أن تخفض آبل أهدافها المتوقعة لإنتاج iPhone 13 بنهاية عام 2021 إلى ما يصل إلى 10 ملايين وحدة.

وعلى مدار الشهور الأخيرة، ضرب نقص حاد سلسلة توريد الصناعات الإلكترونية وصناعة السيارات وحتى السلع المختلفة، وظلت آبل الشركة الوحيدة التي يمكنها تأمين الرقائق اللازمة لمواصلة بيع أحدث مجموعة من منتجاتها.

ويشير تراجع آبل بهذا الشكل إلى أن اضطرابات الإمداد العالمي لهذا النوع من الأجزاء المستخدمة إلكترونياً في تلك الصناعات تزداد سوءاً، مما قد يعرض توقعات الانتعاش الاقتصادي بعد زوال أزمة الوباء للخطر.

إذ تأثرت جميع الشركات المصنعة الكبرى تقريباً بسبب نقص المواد الأساسية لـ "أشباه الموصلات"، وكذلك بسبب عدم القدرة على إيصال السلع النهائية إلى أيدي المستهلكين بسبب تداعيات أزمة كورونا.

تأخير غير مسبوق لطلبات الشراء بسبب كاميرات الهاتف الجديد

كان iPhone 13 الذي تم طرحه أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، فتيل اندلاع ضغوط الإنتاج لكل من الطرازين الأساسي وPro، مما تسبب في حدوث فترات تسليم أطول للعملاء الذين قدموا طلبات الشراء عبر الإنترنت.

وبحسب تقرير نشره موقع MacRumors، فإن المشكلة قد تكون ناجمة عن موجة COVID-19 الأخيرة في فيتنام، والتي تسببت في انخفاض القدرة التصنيعية لأنظمة الكاميرا التي تم تطويرها لتشكيلة الهواتف الذكية الجديدة.

ونظراً إلى أن شركة آبل قررت تنفيذ تطويرات جديدة في هواتف iphone 13 الأخيرة، فقد واجه الموردون عقبة في محاولة لزيادة الإنتاج دون التضحية بالجودة علاوة على قيود وباء COVID-19 الصارمة في دول تصنيع المعدات أو دول التجميع.

وبحسب ما ورد بموقع  Nikkei Asia التكنولوجي، لا يزال بإمكان المجمعين إنتاج أجهزة iPhone الجديدة، ولكن هناك فجوة في العرض في مخزونات وحدات الكاميرا.

وفي هذه المرحلة، تراقب الشركة الوضع في فيتنام على أمل زيادة الإنتاج في الوقت المناسب.

وقد أثرت تلك المشكلة على طلبات iPhone 13 في جميع أنحاء العالم، إذ واجه العملاء في أمريكا ما يصل إلى 4 أسابيع في وقت الانتظار وفقاً لمتجر آبل عبر الإنترنت.

الوضع ليس أفضل في الصين أيضاً، أحد أكبر أسواق Apple، حيث يقدر وقت الانتظار الحالي لـ iPhone 13 Pro Sierra Blue بسعة 512 جيجا بايت بما يصل إلى خمسة أسابيع. وهي الفترات التي تتجاوز المتعارف عليه بالنسبة للشركة.

وهناك توقعات بأن يتحسن الوضع بنهاية الشهر الجاري عندما يستقر الطلب، مما يخفف الضغط عن الإنتاج. لذلك حتى ذلك الحين، قد يضطر العملاء الذين يتطلعون إلى شراء iPhone 13 الجديد إلى الانتظار لفترة أطول بكثير من المعتاد.

أسباب المشكلة تكمُن في زيادة الطلب المتزامن مع أزمة الوباء العالمي

ينبع النقص في أشباه الموصلات بشكل أساسي من سنوات متتالية من قلة الاستثمار، إلى جانب الفشل في قياس مستوى الطلب العالمي غير المسبوق على الأجهزة الذكية.

حتى إن المطلعين على الصناعة فوجئوا. وقال بيتر وينينك، الرئيس التنفيذي لشركة ASML Holding NV، الذي تبيع شركته الآلات التي تتيح صناعة الرقائق المستخدمة في تصنيع تلك الأجهزة، فإن شركته قللت من تقدير نمو صناعة أشباه الموصلات.

كما أن مقدار الوقت الذي تحتاجه الشركات لانتظار طلبات الرقائق حتى يتم الوفاء بها قد سجل أرقاماً قياسية لمدة تسعة أشهر متتالية هذا العام، مما يشير إلى أن نقص أشباه الموصلات سيواصل تكبيد تلك الشركات الخسائر حتى عام 2022 وما بعده على الأرجح.

وقدرت AlixPartners، وهي شركة استشارية عالمية، أن صناعة السيارات العالمية ستخسر حوالي 210 مليار دولار من مبيعاتها لعام 2021 وحده، بسبب تلك المشكلة.

ويُعد هذا هو التوقيت الأسوأ على الإطلاق بالنسبة لآبل لمواجهة تلك الأزمة، إذ كان من المتوقع أن يكون ربع نهاية العام أكبر حملة مبيعات للشركة حتى الآن، بتوقعات أن تدر عائدات تصل إلى 120 مليار دولار، لكن الرقم يظل فوق التخيلات الواقعية حالياً بحسب Bloomberg.

خسائر بمليارات الدولارات رغم الارتفاع الساحق للمبيعات

قال الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، لشبكة CNBC قبل أسابيع، إن قيود سلسلة التوريد واضطرابات التصنيع بسبب أزمة كورونا العالمية كلفت الشركة حوالي 6 مليارات دولار من الخسائر في المبيعات.

وأدلى كوك بهذه التصريحات في ضوء نشر النتائج المالية للربع الرابع للشركة للسنة المالية، والتي أخفقت أرباح المحللين وتقديرات الإيرادات لأول مرة منذ سنوات.

هذا لا يعني أن Apple لم يكن لديها ربع سنوي ناجح؛ إذ حققت أرباحاً بقيمة 83.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، ونمت في جميع الأسواق وفئات المنتجات بسبب زيادة الطلب.

لكن لم يكن أداء الشركة كما كان متوقعاً، حيث كان أقل بـ85 مليار دولار في الإيرادات للربع الذي توقعه المحللون.

على الرغم من ذلك، تتوقع آبل أن يحقق ربع ديسمبر/كانون الأول أعلى إيرادات في تاريخ الشركة.

وقد يشير هذا إلى أن شركة آبل تشهد ارتفاعاً في الطلب على iPhone 13 ومنتجاتها الأخرى التي تم الإعلان عنها مؤخراً، مثل iPad miniوApple Watch Series 7 والجيل الثالث AirPodsوMacBook Pro، حتى وإن كان ذلك يعني الانتظار لأسابيع طويلة إلى حين استلام المنتج!

تحميل المزيد