رفع زوجان أمريكيان دعوى قضائية ضد عيادة للخصوبة في لوس أنجلوس، يتهمانها بسوء الممارسة الطبية والإهمال والاحتيال، بعد أن خلطت جنينهما بآخر ينتمي إلى أبوين مختلفين، وزُرع كل منهما في المرأة الخطأ أثناء التلقيح الاصطناعي.
صحيفة The Independent البريطانية أوضحت في تقرير الثلاثاء، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن ألكساندر ودافنا كاردينالي لم يكتشفا حقيقة طفلتهما إلا بعد شهرين من الولادة، وخلال هذه الفترة أثار مظهرها الكثير من الأسئلة.
خطأ في التلقيح الاصطناعي
أخبر كاردينالي مجلة People أنه أصيب بالحيرة لأنَّ الطفلة لا تشبهه لا هو ولا زوجته، وقال: "إذا لم نكن قد أجرينا التلقيح الاصطناعي لكنت سأعزي عدم التشابه إلى الجينات، كنت سأقبل شكلها ولن أبالي، لكن لأننا أجرينا التلقيح الاصطناعي بدأ عقلي بالتفكير في أسوأ الاحتمالات".
في البداية كانت الأم دافنا كاردينالي أقل اقتناعاً بوجود خطأ، قائلة: "لقد شعرت بأنها مألوفة جداً بالنسبة لي لأنني حملتها وولدتها".
لكن أردفت دافنا: "بدت وكأنها يمكن أن تكون في الواقع من أصل عرقي مختلف عنّا، لأنها لم تشبهنا حقاً"؛ لذلك قررت في النهاية إجراء اختبار حمض نووي في المنزل.
قال كاردينالي إنهما شعرا أنَّ العالم ينهار من حولهما عندما ظهرت النتيجة، موضحاً "تلقينا رسالة إلكترونية تفيد بأنَّ الطفلة لا تربطها أية صلة جينية بأيٍّ منّا".
ووجد الزوجان نفسيهما في موقف مؤلم، يتمثل في الخوف من فقدان ابنتهما الجديدة، وفي الوقت نفسه يدركان أنَّ طفلهما البيولوجي في مكان ما.
العائلتان صارتا مُقرّبتين جداً
بعد أيام، أخبر موظفو العيادة محامي الزوجين كاردينالي أنَّ جنينهما اختلط في المختبر مع آخر، وفقاً للزوجين. وأُخبِرا أنَّ العيادة حددت مكان الوالدين البيولوجيين لطفلتهما، اللذين أنجبا طفلة أيضاً مؤخراً.
في ديسمبر/كانون الأول 2019، أجرى الآباء والطفلتان اختبار الحمض النووي، وفي عشية عيد الميلاد تلقوا أخباراً تؤكد أنَّ كل أسرة أنجبت طفلة الأخرى.
بعد أسابيع من الزيارات شبه اليومية بين العائلات، قرر الأزواج تبادل الفتاتين الصغيرتين، وترك كل واحدة للعيش مع عائلتها البيولوجية. وبعد ما يقرب من عامين، يقول كاردينالي إنَّ العائلتين صارتا مُقرّبتين جداً.
أضاف: "انتهى بنا الأمر إلى أننا نحن الأربعة نشكل تجمعاً، وهي نعمة أننا جميعاً منسجمون، لقد أمضينا كل العطلات وأعياد الميلاد معاً منذ ذلك الحين، لقد مزجنا العائلتين نوعاً ما".