قالت صحيفة The Independent البريطانية في تقرير نشرته يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 نقلاً عن لورا براند، المتخصصة في دراسة القتلة المتسلسلين، إنها أنتجت فيلماً وثائقياً جديداً تحت عنوان The Toolbox Killer، يتضمن مجموعة من الجرائم ارتكبها اثنان من المجرمين الساديين بطرق غير تقليدية.
كان روي نوريس يقضي عقوبة طعنه لكاتب متجر اتهمه بالسرقة في عام 1974. وسُجن لورانس بيتاكر بتهمة الاغتصاب. وقد اكتشفا نزعة مشتركة نحو السادية وأصبحا صديقين، في سجن مستعمرة سان لويس أوبيسبو للرجال ونشأ بينهما رباط مميت ونسجا خططاً لجرائمهما المستقبلية.
خطط لجرائم جديدة
بمجرد خروجهما، تصرفا وفقاً لتلك الخطط، وقتلا ما لا يقل عن خمس فتيات مراهقات في كاليفورنيا بوحشية لا توصف. لقد أطلق عليهما اسم "Toolbox Killers – قتلة صندوق الأدوات" لأنهما استخدما مجموعة واسعة من الأدوات لإلحاق الألم والموت.
التقرير كشف أن القبض عليهما، أوقف تصاعد الجرائم المروعة التي خططا لها إلى أبعد من ذلك، وفقاً لعالمة الجريمة التي أسست علاقة صداقة مع بيتاكر؛ على أمل الحصول على مواقع جثث الضحايا المفقودين.
في حين قتل بيتاكر ونوريس ضحاياهما على مدى خمسة أشهر، وخطفا المراهقين- وكان بعضهم في طريق عودتهم إلى المنزل أو يتنزهون في ذلك الوقت- واقتادوهما إلى الجبال المحلية، حيث كانا يقومان بتعذيبهم واغتصابهم وقتلهم، وفقاً للسلطات.
تراوحت أعمار الفتيات بين 13 و18 عاماً، وبالإضافة إلى أساليب التعذيب المروعة التي استخدماها، صور الرجلان الجرائم، والتي بدأت في يونيو/حزيران 1979 بقتل لوسيندا لين شايفر، 16 عاماً، وتبعتها أندريا جوي هول، 18 عاماً؛ جاكلين دوريس جيليام، 15 عاماً؛ جاكلين ليا لامب، 13 عاماً، وشيرلي لينيت ليدفورد، 16 عاماً.
إقرار المتهمَين بالذنب
أُلقِيَ القبض عليهما فقط بعد أن أخبر نوريس سجيناً سابقاً آخر عن مآثرهما المنحرفة. وذهب هذا السجين السابق ليخبر الشرطة، مما أدى إلى اعتقالهما. وشهد نوريس في النهاية ضد بيتاكر بعد إقراره بالذنب في جميع التهم مقابل عدم مطالبة المدعين بإنزال عقوبة الإعدام بحقه.
من جانبها، أدانت هيئة محلفين في مقاطعة لوس أنجلوس بيتاكر بخمس تهم بالقتل وخمس تهم بالاختطاف، بالإضافة إلى تهم أخرى بما في ذلك التآمر الجنائي والاغتصاب والجماع الشفوي واللواط وكونه مجرماً سابقاً بحوزته سلاح ناري. وحُكم عليه بالإعدام في 22 مارس/آذار 1981، لكن وبسبب تجنب ولاية كاليفورنيا لتنفيذ أحكام الإعدام لعقود، توفي بدلاً من ذلك في السجن في عام 2019.
حُكم على نوريس بالسجن 45 عاماً مؤبداً وتوفي بعد شهرين. وعلى الرغم من عمليات البحث المكثفة في جبال سان غابرييل، حيث عُثر على الضحايا الآخرين، لم يعثر على جثتي هول وشايفر مطلقاً.
هجمات وحشية
لهذا السبب تواصلت عالمة الجريمة، لورا براند، مع بيتاكر المسجون. وكانت تأمل في أن يقدم لها تفاصيل أكثر تحديداً عن المكان الذي ترك فيه المراهقتين بعد هجماتهما الوحشية.
قالت لورا: "لقد كان وكأنه في حالة حرب مع نفسه. لقد عاش طفولته المعذبة بشخصية معادية للمجتمع.. كان انطباعي الشخصي الأول عنه أنه كان مُحرجاً للغاية. كان خجولاً. حتى إنه لم ينظر في عيني لمدة ساعتين ونصف الساعة".
أضافت: "أعتقد أنه قضى حياته بمفرده وهو مليء بالغضب، خاصة تجاه والدته. كان لديه الكثير من الغضب تجاه النساء. لا أعتقد أنه كان لديه أي إحساس بالعائلة".
كان هذا الغضب واضحاً في التعذيب الذي لا يوصف الذي شرع فيه بيتاكر في إلحاقه بضحاياه مع نوريس.
عندما شُغِّلَ شريط قتل شيرلي لينيت ليدفورد في المحكمة، بكى المحلفون والمحامون. وقال المدعي العام ستيفن كاي وهو يبكي للصحفيين خلال الاستراحة: "لقد أثر هذا الشريط على حياة كل من سمعه. أنا فقط أتخيل هؤلاء الفتيات، كيف كن وحدهن عندما متن".
كذلك فقد شعرت لورا بالمثل، وقالت: "سمعت مقطعاً مدته 32 ثانية فقط من أشرطة ليدفورد وشعرت أن شخصاً ما كان يصل بداخلي ويعتصر دواخلي". "كان الأمر مؤلماً. كانت هذه حالة تعذيب قاسية حتى بالنسبة للقتلة المتسلسلين".
كانت آخر مقابلة للورا مع بيتاكر قبل ثلاثة أسابيع من وفاته، وقالت لـ Fox News إنها تأمل أن يظهر الفيلم للجماهير "جانباً مختلفاً تماماً من الاعتلال النفسي".