في حادث مأساوي، يقبع رجل إيطالي، أمضى 24 عاماً في البحث عن شقيقه الأكبر المفقود، بالمستشفى وهو في حالة خطيرة، وذلك بعدما اقتحم شقيقه، الذي افترق عنه منذ فترة طويلة، منزله وطعنه وهو نائم في الفراش، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
حيث قال مارتن رابانسر (35 عاماً)، إنه استيقظ ليجد شقيقه إيفو ينقضُّ عليه مراراً وتكراراً بسكين صيد كبيرة.
من جهته، ذكر محامي مارتن، نيكولا نيتيس: "بعد 24 عاماً، لم يتعرف مارتن على مهاجمه وصرخ: مَن أنت؟ ماذا تريد؟ وردَّ إيفو: أنا شقيقك، ألا تعرفني؟".
فيما حدث "لمُّ شمل الأسرة الدموي" في مدينة سيلفا دي فال غاردينا بجبال الألب الإيطالية، وكان أول اتصال بين الأخوين منذ أن غادر إيفو، البالغ من العمر الآن 42 عاماً، المنزل في سن 18 بعد وفاة والدهما.
شروط الميراث
نيتيس أضاف: "إحدى النظريات هي أنَّ إيفو كان غاضباً بسبب شروط ميراثهم من والدهم، التي شملت المنزل الذي لايزال مارتن يعيش فيه، وظل يشعر بالضغينة منذ ذلك الحين".
بينما استدرك قائلاً: "لكن معظم الناس يتعاملون مع مثل هذا الأمر من خلال المحامين؛ فهم لا يختفون لمدة عقدين ثم يظهرون بسكين صيد".
بعد اختفاء إيفو في عام 1997، أصدرت عائلته نداءات على التلفزيون الإيطالي؛ من أجل عودته، لكنها لم تتمكن من تعقُّبه.
ظروف قاسية
في حين اكتشفت الشرطة الآن أنه كان ينام في ظروف قاسية بمدينة فيرونا (شمالي إيطاليا)، في أثناء عمله بوظائف غريبة وقضاء الوقت في القراءة بمكتبة محلية حيث اكتسب معرفة واسعة بالأدب.
إلا أنه في الآونة الأخيرة، يُعتقَد أنه عاد إلى مسقط رأسه على دراجة هوائية وعاش في الغابات القريبة، وكان يراقب سراً المنزل الذي كان يعيش فيه شقيقه، الذي أصبح الآن موظفاً بمنتجع للتزلج، مع زوجته وابنه البالغ من العمر تسع سنوات.
كما أردف نيتيس: "لقد انتظر حتى هطول الليل، واقتحم المرآب مرتدياً ملابس مموهة حاملاً سكينتين على الأقل. وذهب إلى غرفة النوم وبدأ بطعن شقيقه في صدره. لم يتكلم ولم يوجه تهديدات".
عندما حاولت زوجة مارتن التدخل، رشَّ إيفو على وجهها رذاذ الفلفل. لكنها هربت واستدعت الشرطة.
بدوره، قال إيفو للشرطة: "شعرت بغضب كبير داخلي تجاه أخي، لكنني لم أرغب في قتله. بقيت وحدي معه بينما كان يتألم على السرير، وكان بإمكاني أن أنهي حياته، لكن بدلاً من ذلك ذهبت إلى المطبخ، حيث عثرت الشرطة عليّ".
كذلك أشار محامي مارتن إلى أنَّ موكله تلقى طعنات في الرئة، لكنه الآن خارج دائرة الخطر. وأضاف: "قد يكون إيفو يقلل من شأن الأمر، لكنَّ طعن شخص ما في صدره مراراً هو محاولة قتل. اللغز هو سبب قيامه بذلك".