قرية لم تعرف شوارعها أسماء قط تواجه حدثاً غير مسبوق! العمدة تريد تغيير الواقع، والسكان يرفضون

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/04 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/04 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
قرية فرنسية/ Istock

أثارت عمدة قرية فرنسية غضب السكان بسبب عزمها تسمية شوارع القرية لأول مرة في تاريخها، وعبروا عن مخاوفهم من أن تستغل الشرطة ذلك لمراقبتهم بسهولة، وأيضاً من شأن ذلك أن يسهل مهمة الشركات الدولية غير المرغوب فيها مثل أمازون.

حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية نُشر الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لم تضطر قرية فو-لا-مونتاني في وسط فرنسا إلى تسمية شوارعها من قبل قط. 

إذ كان سعاة البريد جميعاً من السكان المحليين، ويعرفون أين يعيش الجميع؛ مما يعني أنهم ينجحون في تسليم الرسائل على الرغم من أنَّ العنوان لا يحتوي على أية تفاصيل غير اسم القرية ورمزها البريدي.

مع ذلك، تقول عمدة القرية كاثرين مولين إنَّ أسماء الشوارع وأرقام المنازل ستكون مطلوبة لأول مرة في تاريخ فو-لا-مونتاني لمساعدة جيل جديد من عمال البريد، وهم في الغالب أجانب بعقود مؤقتة؛ مما أثار معارضة وانقساماً في القرية الواقعة في مقاطعة لا كروز الريفية.

مخاوف من تسمية شوارع القرية

وُزِّع خطاب مجهول على نطاق واسع على القرويين، وجاء فيه أنَّ هذه الخطوة ستساعد المجموعات الدولية غير المرغوب فيها مثل أمازون، الذي قال الخطاب إنَّ سائقي التوصيل التابعين لها منزعجون للغاية من عدم وجود أسماء الشوارع؛ لذا يظلون بعيدين عن القرية.

كما زعمت الرسالة أيضاً أنَّ عمليات مراقبة الشرطة ستصبح أسهل إذا كان لدى القرويين عناوين كاملة.

يأتي هذا الادعاء في أعقاب مزاعم العام الماضي بأنَّ الشرطة اجتهدت في التحقق مما إذا كان 430 شخصاً يحترمون الإغلاق خلال الأزمة الصحية. 

لكن قال بعض القرويين إنَّ دوريات التحقق كانت شكلاً من أشكال الانتقام من قِبَل الضباط الغاضبين من دعمهم لمهاجر سوداني انتقل إلى القرية قبل عامين.

تطمينات من عمدة قرية فرنسية

على الجانب الآخر، يرفض أنصار العمدة مثل هذه الحجج، قائلين إنَّ أسماء الشوارع لن تحدث فرقاً في عمليات الشرطة، أو في الواقع بالنسبة إلى أمازون، التي لم يردعها قلة العناوين.

تقول عمدة القرية كاثرين إنَّ سائقيها يميلون إلى ترك الطرود في قاعة البلدية في القرية لتوزيعها إذا لم يتمكنوا من العثور على المنزل الذي يبحثون عنه.

كما حثت القرويين على التحرك مع الزمن، وقالت: "حتى الآن، لدينا سعاة بريد قضوا حياتهم المهنية كلها هنا. كانوا يعرفون القرية وسكانها جيداً. المشكلة هي أنه خلال السنوات العشر الماضية، تغير ذلك. إذ يوظف مكتب البريد المزيد من الأشخاص بعقود مؤقتة الذين ينتقلون كل 18 شهراً".

بدأت كاثرين عملية استشارة للعثور على أسماء الشوارع المناسبة. قد يكون أحد الخيارات هو إضفاء الطابع الرسمي على الأسماء غير الرسمية التي يستخدمها القرويون بالفعل، مثل "Old Ladies Street- شارع السيدات العجائز"؛ الذي يحمل هذا الاسم "لأنَّ الكثير من السيدات المسنات يعشن فيه"، وفقاً لمحطة الإذاعة المحلية. 

هناك اقتراح آخر بتسمية الشوارع تيمناً بالأبطال الفرنسيين، ويُفضَّل الذين لديهم روابط بالقرية. وطرح بعض القرويين خياراً ثالثاً يدعو إلى الابتعاد عن التقاليد الأبوية الفرنسية من خلال تسمية الشوارع بأسماء النساء.

تحميل المزيد