قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إن مدينة أوكلاند النيوزيلندية احتلت المركز الأول في تصنيف "أفضل المدن التي ينبغي زيارتها"؛ وهو التصنيف الذي تصدره دار "لونلي بلانيت" Lonely Planet الأسترالية للنشر ويحظى بموثوقية عالمية في هذا المجال.
المفارقة هنا، حسبما قالت الصحيفة، أن المدينة في حالة إغلاق حالياً، وإحدى بؤر التفشي لفيروس كورونا، على نحو جعلها محظورة على بقية البلاد والعالم.
تصنيف يثير التسلية
أثار الإعلان عن ذلك بعض التسلية في نيوزيلندا، لا سيما أن أي شخص يحاول الآن زيارة المدينة المغلقة يواجه خطر التعرض لغرامة كبيرة أو عقوبة بالسجن. وهو ما دعا أحد المواطنين إلى الكتابة عن المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي: "إنها كوكب منعزل (lonely Planet) نوعاً ما تخضع للمستوى الثالث من الإغلاق".
من المفهوم أن التصنيف الصادر يشير إلى المدن الجديرة بالزيارة في عام 2022، ولا بد أن دليل "لونلي بلانيت" متفائل بأنه في مرحلة ما من العام المقبل ستفتح المدينة أبوابها أمام السياح.
من جانبه، قال عمدة أوكلاند، فيل غوف، في بيان صحفي: إن تصنيف المدينة في هذا المركز "يعطي دفعة حقيقية لقطاعي السياحة والضيافة في أوكلاند، خاصة والمدينة مقبلة على التعافي من عمليات الإغلاق وإعادة فتح الحدود بعد جائحة كورونا".
مع ذلك، فإن الأطر الزمنية لتخفيف نيوزيلندا وأوكلاند من القيود المفروضة على حدودهما لا تزال معلقة. وفي الوقت الحالي، لا يُسمح لأي زائر محتمل -حتى أولئك القادمين من أي مكان آخر داخل نيوزيلندا- من دخول أوكلاند إلا بعد الحصول على تصريح قانوني لعبور حدود المدينة الخاضعة للشرطة. فالمدينة تخضع للمستوى الثالث المشدد من الإغلاق، والذي يشمل إغلاق معظم المتاجر والمقاهي والمطاعم، وحظر التجمعات في الأماكن المغلقة.
رحلات محتملة للسائحين
من ثم، فإن أي رحلات محتملة للسائحين الراغبين في زيارة البلاد قد تكون على بعد عدة أشهر. وفي الوقت الحالي، لا يُسمح إلا للمواطنين النيوزيلنديين والمقيمين الدائمين أو أولئك الذين لديهم تأشيرات عمل سارية بالسفر. وحتى أولئك، يظل الدخول إلى البلاد صعباً عليهم للغاية، فهو يتطلب الحجز في مرافق العزل والحجر الصحي التي تديرها الحكومة في البلاد. كما أن الطلب على تلك المواقع يفوق المعروض بدرجة كبيرة، إذ تصل قوائم الانتظار إلى أكثر من 30 ألف شخص.
جدير بالذكر أن الحكومة النيوزيلندية أعلنت أنها ستبدأ في تقصير فترات الإقامة الإلزامية في الحجر الصحي للمسافرين الذين تلقوا التطعيم الكامل، وأنها تعتزم السماح لبعض العائدين بقضاء فترة عزلهم في المنزل قبل شهر مارس/آذار 2021، لكن الحكومة أوضحت أن أولويتها هي تيسير عودة النيوزيلنديين قبل السماح للسياح بالدخول إلى البلاد.
مع ذلك، يبدو أن غياب أوكلاند الطويل عن الساحة الدولية جعل الاشتياق إليها يتعاظم في أوساط صانعي المحتوى السياحي. وهو ما تشير إليه النبذة التي يقدمها دليل "لونلي بلانيت" عن المدينة، بالقول: "لطالما كانت أكبر مدن [نيوزيلندا] وأكثرها تنوعاً جميلة. ولكن ما زاد على ذلك ضمن إحدى النتائج غير المتوقعة لفيروس كورونا هو ازدهار المشهد الثقافي بأوكلاند، مسلطاً الضوء على الإبداعي المحلي المثير للفضول".
معايير تقييم المدن
وفقاً للبيان الذي أصدرته دار "لونلي بلانيت"، يخضع "الحكم على المدن لمعايير تتناول الوضع الداخلي حالياً وعوامل (الإبهار) و(الاستدامة)".
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشق فيها أوكلاند طريقها إلى صدارة التصنيف العالمي: ففي يونيو/حزيران 2021، تصدرت العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون ومدينة أوكلاند تصنيف المدن الأفضل للعيش فيها وفقاً لتصنيفات وحدة "إيكونوميست إنتليجنس" التابعة لصحيفة The Economist البريطانية.
يرجع الفضل في ذلك إلى كونها مدناً خالية من وباء كورونا آنذاك. ومع ذلك، فقد قوبلت هذه الأخبار بالذهول في نيوزيلندا، لا سيما مع ما يعانيه سكان المدينتين من ارتفاع تكاليف الإسكان والبنية التحتية.