ذكر تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن علماء الفلك رصدوا كوكباً بحجم زحل في مجرة الدوامة، قد يكون أول كوكب يُكتشف خارج مجرة درب التبانة، وهو الاكتشاف الذي قد يفتح نافذة جديدة للبحث عن الكواكب الخارجية، على مسافات كبيرة لم نشهدها من قبل.
وفق الصحيفة نفسها، فإنه يبدو أن هذا الكوكب الخارجي المحتمل يدور حول نجم من فئة ثنائي أشعة إكس- الذي يتكون من نجم عادي ونجم منهار أو ثقب أسود- والمسافة بينه وبين هذا الثنائي تعادل تقريباً المسافة بين كوكب أورانوس والشمس.
صحيح أنه تم اكتشاف ما يقرب من 5000 كوكب خارج المجموعة الشمسية حتى الآن، إلا أن جميعها داخل مجرة درب التبانة، على بُعد نحو 3000 سنة ضوئية من الأرض.
كوكب خارجي في مجرة مسييه 51 (M51) الحلزونية- وتسمى أيضاً مجرة الدوامة بسبب شكلها المميز- سيكون على بُعد نحو 28 مليون سنة ضوئية.
في هذا السياق، تقول الدكتورة روزان دي ستيفانو من مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد وسميثسونيان في كامبريدج بالولايات المتحدة، والتي تشرف على البحث: "منذ خمسينيات القرن الثامن عشر، يُعتقد أن السدم البعيدة المعتمة، التي تسمى الآن مجرات، أكوان منعزلة: هائلة الحجم، ومجموعات نجمية مرتبطة بالجاذبية تشبه وطننا، درب التبانة".
كما أضافت: "اكتشافنا لهذا الكوكب المحتمل… يعطينا أول نظرة خاطفة على المجموعات الخارجية لمنظومات الكواكب، وهذا يوسع نطاق عمليات البحث عن الكواكب على مسافات أبعد بنحو 10 آلاف مرة".
فقد اكتشفت الدكتورة روزان وزملاؤها هذا الكوكب باستخدام مرصد الأشعة السينية "شاندرا" التابع لوكالة ناسا، من خلال البحث عن انخفاض مميز في سطوع الأشعة السينية الناجم عن مرور كوكب أمام ثنائي أشعة إكس.
يُذكر أن اكتشافاً مثيراً كهذا يتطلب مزيداً من البيانات لتأكيد أن هذا الجسم بالفعل كوكب خارج مجرة المجموعة الشمسية، وأحد التحديات التي يواجهها العلماء يتمثل في أن المدار الكبير الذي يقطعه هذا الجسم يعني أنه لن يعبر أمام ثنائي أشعة إكس مرة أخرى إلا بعد 70 عاماً تقريباً.
من جهتها، تقول الباحثة المشاركة في الدراسة نيا إيمارا، من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز: "للأسف، ربما يتعين علينا الانتظار عقوداً كي نرصد عبوراً جديداً لهذا الجسم والتأكد من أن ما نراه كوكب. ولعدم وضوح المدة التي يستغرقها هذا الجسم في الدوران بمداره، فلن نعرف بالضبط الموعد القادم لرؤيته".