هل تعلم أن فزعك من أفلام الرعب ما هو إلا مسألة وراثية؟ هكذا تتحكم جيناتك بمشاعر الخوف لديك

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/26 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/26 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
أفلام الرعب iStock

هل أنت من هواة مشاهدة أفلام الرعب أم أنك تنفر منها؟ حسناً هل تعلم أن جيناتك تلعب دوراً هاماً في تحديد الإجابة عن هذا السؤال؟

من الناحية الوراثية فإن الحمض النووي يحدد ما إذا كنت تحب المشاهد المرعبة والمثيرة للفزع أو ما إذا تنتفض ذعراً بمجرد التفكير فيها.. كيف؟ دعونا نشرح لكم.

أفلام الرعب.. لماذا يحبها البعض ويكرهها آخرون؟ الإجابة في مورثاتنا

إذا كنت تشعر بالإحراج من ردة فعلك عند مشاهدة أفلام الرعب، فلا داعي لذلك إذ تمتلك سبباً بيولوجياً بحتاً للإتيان بردة الفعل هذه.

تقول شانا فيبل، أستاذ مساعد الطب النفسي وعلم الأعصاب السلوكي في كلية الطب بجامعة "سينسيناتي" الأمريكية: "يُفرز هرمون "الأدرينالين"، المعروف أيضاً باسم "الإبينفرين"، في الدم عندما يشاهد شخص ما فيلماً مرعباً، وهو ما يحفز الجهاز العصبي الودي ليخلق استجابة نفسية للشعور بالخطر وتعرف هذه الاستجابة باسم ردة فعل "المواجهة أو الفرار"، الأمر الذي يهيئ الجسم للاستجابة إلى التهديد الذي نتخيل وجوده عند متابعة مشهد مرعب".

وتضيف شانا أنَّ أفلام الرعب قد تزيد من معدل تتنفسك وسرعة ضربات قلبك، وهو ما يمنح ساقيك مزيداً من الطاقة حتى يتسنى لك الركض بشكل أسرع في حالة جود الخطر الفعلي.

كذلك تلعب مستويات هرمون "الأوكسيتوسين" دوراً في تحديد ردات فعلنا تجاه أفلام الرعب، والأوكسيتوسين هو هرمون وناقل عصبي يفرزه الوطاء في الدماغ لكي يهدئ من روعنا عند الشعور بالخوف، مما يعني أن إفراز مستويات أعلى من هذا الهرمون تساعد في التقليل من شدة الخوف، بينما إذا كان جسمك لا يفرز سوى مستويات قليلة منه فهذا يعني أن الخوف سيسيطر عليك بسهولة.

أفلام الرعب \iStock
أفلام الرعب \iStock

لكن لماذا بعض الناس لديهم مستويات "الأوكسيتوسين" أقل من غيرهم؟

هنا يأتي دور الجينات.. فكلما كان الجين "OXTR"، وهو الجين المستقبل لهرمون "الأوكسيتوسين"، أقل حساسية، زادت احتمالية إصابتك بالقلق ونوبات الخوف والهلع.

وبصرف النظر عن هرمون "الأوكسيتوسين"، توجد هرمونات أخرى في الجسم مسؤولة عن قشعريرة البدن، بحيث يقف شعر جلدك، عند الشعور بالخوف. ثمة 3 هرمونات أساسية مسؤولة عن شعورك بالتوتر والقلق والخوف، وهي الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول، تعمل جنباً إلى جنب مع "الأوكسيتوسين". 

يقول جو كوهين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "SelfDecode" الأمريكية المتخصصة في تقديم خدمة التقارير الصحية بمدينة ميامي إنَّ "هذه الهرمونات تجعل جسمك في حالة تأهب قصوى لتنفيذ الاستجابة الدفاعية المعروفة باسم "المواجهة أو الفرار" من خلال تنشيط جهازك العصبي، كما هو الحال في حالة اندفاع الأدرينالين، التي تحدث عندما تكون خائفاً".

ويوضح كوهين أنَّ "هناك بعض الأشخاص لديهم جينات ترفع مستوى هرمون "الكورتيزول" في أجسادهم أو تجعله لا ينخفض ​​بسهولة بعد ارتفاعه. نتيجة لذلك، لا يعرف هؤلاء الأشخاص كيفية العودة إلى حالتهم الطبيعية بعد تعرضهم لموقف مُسبّب للخوف أو القلق".

كذلك، ثمة 3 مواد كيميائية ينتجها الجسم، هي: "الأوكسيتوسين" و"السيروتونين" و"حمض غاما -أمينوبيوتيريك (GABA)" تساعد  في الحد من استثارة الخلايا العصبية وتقليل مستوى "الكورتيزول" في الجسم.

ووفقاً لعدد من الدراسات، إذا كان جسمك لا ينتج ما يكفي من هذه المواد الكيميائية، فسيكون لديك مستويات أعلى من مشاعر القلق الخوف.

أفلام الرعب \iStock
أفلام الرعب \iStock

دور مركبات "كانابينويد" في مستوى الشعور الخوف

يعد إنتاج مركبات "كانابينويد" طريقة طبيعية أخرى يحقق بها الجسم التوازن النفسي المطلوب عند الشعور بالخوف.

وهي مواد طبيعية يفرزها الجسم تساعد في تهدئة استجابتنا للضغط والتوتر، وفقاً لما ورد في موقع WebMD الأمريكي. 

يلجأ بعض الأشخاص إلى تدخين المنتجات المشتقة من نبات القنب (الماريجوانا أو الحشيش) بسبب احتوائها على هذه المواد المهدئة. لكن هذا لا يعني أنَّ مركبات "كانابينويد" ليس لها آثار جانبية لمجرد ثبوت دورها الإيجابي في تهدئة القلق والخوف.

تقول ريبيكا أبراهام، ممرضة معتمدة ومؤسسة مجموعة "Acute on Chronic" المتخصصة في تقديم إرشادات متعلقة بمركبات "كانابينويد" والعلاجات البديلة،  إنَّ جرعة زائدة من "الكانابينويد" ستؤدي إلى تنشيط استجابة الإحساس بالخطر في الجهاز العصبي الودي، ما يجعلك تشعر بالخوف دون داعٍ.

أفلام الرعب \iStock
أفلام الرعب \iStock

وراثة من العائلة

يعتبر الخوف أيضاً سمة وراثية، ما يعني إمكانية انتقاله من الآباء إلى الأبناء. حتى التوائم الذين نشأوا بعيداً عن بعضهم البعض يميلون إلى الإصابة بنفس أنواع الرهاب لأنَّهم يتشاركون نفس الحمض النووي المسؤول عن المخاوف.

في هذا الصدد، توضح إيدي موسر، أخصائية اجتماعية وصحفية مرخصة في ولاية بنسلفانيا، أنَّها ورثت مخاوف معينة من والدها.

تقول إيدي: "نشأ والدي في أسرة محدودة الدخل وكان قلقاً دائماً بشأن إمكانية تأمين احتياجاتنا المادية. نتيجة لذلك، داوم على العمل لساعات طويلة. ورثت هذا الخوف عنه. أصبحت شخصاً مدمناً على العمل يحاول باستمرار شغل العديد من الوظائف في آنٍ واحد لضمان تلبية احتياجاتي المالية".

على الرغم من أنَّ الأدوية يمكنها المساعدة في إدارة الخوف، يتعامل كل شخص مع خوفه بطريقة مختلفة عن غيره.

توصي شانا فيبل، أستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب بجامعة "سينسيناتي"، باستخدام العلاج القائم على التعرّض كوسيلة للتغلّب على المخاوف والتوتر، قائلة إنّ "العلاج بالتعرّض هو أفضل أنواع العلاجات، إذ يساعد الشخص في التعوّد على مواجهة ما يخشاه رويداً رويداً، ومن ثمَّ، تقل حدة هذا الخوف والقلق في كل مرة".

تحميل المزيد