أعلنت الشرطة الإسبانية ضبط "أكبر غنيمة كوكايين" على الإطلاق توجد على متن قارب شراعي في أعالي البحار قبالة ساحل البرتغال، وألقت القبض على ثلاثة أشخاص مشتبه بهم، وذلك طبقاً لما أوردته مجلة Newsweek الأمريكية، السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فقد أوقفت شحنة كوكايين يزيد حجمها عن 5.200 كيلوغرام في يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، في قارب شراعي ذي سارية واحدة طوله 23 متراً في المحيط الأطلسي بالقرب من شبه الجزيرة الإيبيرية التي تقع جنوب غرب أوروبا.
تعد هذه الشحنة هي أكبر كمية من الكوكايين تتم مصادرتها على الإطلاق من مركب شراعي على مستوى العالم؛ فعادة ما يتم تهريب مثل هذه الكميات الكبيرة في سفن الشحن والسفن الكبيرة ذات المحركات، بحسب السلطات المحلية.
أسماء وراية مزيفة
رغم أن الشرطة الإسبانية لم تكشف عن هوية الأشخاص الذين اعتقلتهم حينما كانوا على متن القارب، إلا أنها قالت إن الثلاثي قدموا أسماء مزيفة ورفعوا راية مزيفة كذلك "للتستر على فعلهم الإجرامي".
كان بين المعتقلين الثلاثة بحار شهير مطلوب للعدالة لتورطه في حملة كوكايين أخرى أوقفت في مارس/آذار العام الماضي، حسبما أفادت السلطات الإسبانية.
عصابة متعددة الجنسيات
هذه العملية الأخيرة نُفذت بعد تحريات أجرتها الشرطة قالت إنها "بدأت في مطلع هذا العام على منظمة متعددة الجنسيات يُقال إنها تعمل في تصدير كميات ضخمة من الكوكايين من كولومبيا وفنزويلا إلى أوروبا".
فيما أضافت الشرطة: "قالوا إنهم فعلوا ذلك من خلال استخدام القوارب الترفيهية، وخاصة اليخوت والقوارب الشراعية. وفي عملية التحريات التي أجريت، ومن خلال المعلومات التي يتم تبادلها باستمرار بين وكالات مكافحة المخدرات المشتركة، أمكن التعرف على الأشخاص المتورطين في تخزين تلك المخدرات وتصديرها من أمريكا الجنوبية وكذلك المتورطين في توزيعها من إسبانيا والبرتغال إلى أنحاء أوروبا".
في حين عرفت السلطات مقدماً أن القارب، غير المسمى ويرفع العلم الإسباني، كان سينقل شحنة كوكايين في سبتمبر/أيلول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث سيجري تسلمها بقوارب أسرع تنقلها إلى اليابسة.
كان القارب المحمل بالكوكايين قد اقتحمه فريق من القوات البحرية البرتغالية وعملاء الشرطة الوطنية الإسبانية والشرطة القضائية البرتغالية.
السوق الأوروبية
في السياق، ذكرت تقارير إسبانية أن السلطات اكتشفت 183 كيساً من القماش مملوءة بالكوكايين، في طريقها إلى السوق الأوروبية، على متن المركب الشراعي في المحيط الأطلسي، على بعد حوالي 550 كيلومتراً من الساحل البرتغالي.
كما أظهر مقطع فيديو التُقط عقب المداهمة، عملاء يسيرون في ردهات القارب الضيقة المملوءة بحزم الكوكايين، ومقصورات مملوءة بمزيد من الحزم. وظهر في تصوير لاحق جميع الحزم التي حملها القارب معروضة في أحد المراسي.
إضافة إلى السلطات البرتغالية والإسبانية، تضمنت المداهمة الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة، وإدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، وإدارة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة الوطنية الكولومبية، خاصة أن الشرطة الإسبانية تشتبه في أن المتهمين ينتمون لعصابة مخدرات قوية معروفة بنقل المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا.
جدير بالذكر أن السلطات الإسبانية وصفت تلك العملية بأنها أكبر مداهمة على الإطلاق تنفذ على متن "قارب شراعي"، لكنها لا تقارن بأكبر عملية مصادرة جرت على الإطلاق خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وكانت تحتوي على 80.739 كيلوغراماً من الكوكايين.