حصلت سيدة بريطانية قُتل زوجها في حادث سيارة بمصر خلال رحلةٍ حجزها لهما الفندق الذي كانا يقيمان فيه، على إذن قضائي بمقاضاة الفندق في المحاكم الإنجليزية، في حكمٍ يقول محاميها إنه ستكون له تداعيات كبيرة على إصابة مواطنين بريطانيين أو تعرضهم للقتل خارج البلاد، وذلك حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
كان السير "إيان براونلي كيو سي"، وهو محامٍ دولي بارز، تُوفي عن عمر يُناهز 77 عاماً في حادث وقع بمصر في عام 2010، وقُتلت فيه أيضاً ابنته من زواجه الأول، وتُدعى ريبيكا، التي كان طفلاها الصغيران في السيارة معها، وأُدين السائق بتهمة القتل غير العمد.
تسعى زوجة براونلي، الليدي براونلي، التي تعرضت لإصابات خطيرة، إلى الحصول على تعويضات عن الأضرار والخسائر التي تكبدتها من جراء الحادث الذي تعرضت له أسرتها أمام فندق "الفورسيزونز" Four Seasons القاهرة، ويجادل الفندق بأن المحاكم الإنجليزية لا تملك الولاية القانونية للنظر في هذه القضية.
مع ذلك، وبعد معركة قانونية استمرت 9 سنوات، رفضت المحكمة العليا يوم الأربعاء 20 أكتوبر/تشرين الأول، الاستئناف الذي تقدم به فندق "فورسيزونز" ضد الحكم الصادر من محكمة الاستئناف، التي أيَّدت بدورها قرار المحكمة العليا إمكانية رفع الدعوى بإنجلترا وليس في مصر.
إذ استند قضاة المحكمة العليا إلى قناعة، مفادها أن الليدي براونلي تعرضت لأضرار في إنجلترا، وحتى وإن كانت ناجمة عن حادث تعرضت له في الخارج.
في هذا السياق، قال تيرانس دونوفان، وهو رئيس قسم قضايا الإهمال الطبي والإصابات الشخصية في مكتب محاماة Kingsley Napley LLP: "يوفر هذا الحكم نوعاً من الوضوح الجدير بالترحيب لأي مواطن بريطاني آخر يقوده سوء حظه إلى الإصابة أو القتل في حوادث خارجية، لكنه يرغب في رفع دعواه أمام المحاكم الإنجليزية".
كما أضاف دونوفان: "الليدي براونلي، بشجاعتها وتصميمها، قدمت لـ[المواطنين البريطانيين] خدمة عظيمة، وإسهاماً قانونياً مهماً في قوانين السفر الإنجليزية".
كانت براونلي قد بدأت الإجراءات القضائية ضد شركة Four Seasons Holdings Incorporated الكندية في عام 2012، لكن في عام 2018 قررت المحكمة العليا أنها لا تمتلك الفندق أو تديره في مصر، وأُجبرت براونلي على استئناف الإجراءات القانونية ضد فندق فورسيزونز القاهرة.
يُذكر أن الزوج الراحل إيان براونلي كان أحدَ المحامين الدوليين البارزين في العالم، فقد ترافع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومثَّل منظمة العفو الدولية في الخصومة أمام رئيس تشيلي السابق، أوغستو بينوشيه، الذي حاول نيل حصانةٍ تحميه من الولاية القضائية للمحاكم الإنجليزية في ادعاءات التعذيب ضده.