تعتزم الصين إصدار قانون جديد قريباً، يُعاقب بموجبه آباء الأطفال الذين ينجم عنهم تصرفات شديدة السوء، أو يرتكبون جرائم في البلاد، مثيرةً بذلك آراءً متضاربة.
صحيفة The Independent البريطانية قالت الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الآباء والأوصياء سيتعرضون للتوبيخ، وقد يُطلب منهم الخضوع لبرامج توجيه تثقيفية للأسرة، إذا وجد المدعون أي سلوك إجرامي أو "شديد السوء" يأتي به أبناؤهم.
مشروع القانون هذا تقول عنه السلطات إنه يهدف إلى "تعزيز الثقافة الأسرية"، وستراجعه الحكومة الصينية هذا الأسبوع.
سيُشجَّع الآباء أيضاً على توفير جزء من وقتهم لعدد من الأنشطة اليومية لأبنائهم، مثل الراحة واللعب والتمارين الرياضية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
أيضاً سيتعين على آباء القاصرين أيضاً تعليم أبنائهم طاعة الأعراف الاجتماعية، وتعليم القاصرين احترام كبار السن والعطف على الصغار، ويتعين عليهم أيضاً تعليم القاصرين "حب الحزب والبلاد والشعب والاشتراكية".
ينص مشروع القانون أيضاً على حثّ الآباء والأوصياء على أن يكونوا "مقتصدين ومدبرين، وأن يتحدوا ويساعدوا بعضهم بعضاً لتشكيل شخصية إيجابية".
كذلك يُحظَر على الآباء اللجوء إلى "العنف" لتعليم الأبناء طريقة التصرف، ورغم حظر العقاب البدني في الصين عام 1986، فلا تزال هذه العادة منتشرة، خاصة في المناطق الريفية من البلاد، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
فكثيراً ما تقول العائلات الصينية إنهم يضربون أبناءهم لتأدبيهم وتعليمهم الطريقة الصحيحة للتصرف، وقد ينجم عن ذلك في بعض الحالات أذىً جسدي كبير.
من جانبه، قال زانغ تيوي، المتحدث باسم لجنة الشؤون التشريعية التابعة للمجلس الوطني لنواب الشعب (NPC) التي ستراجع مشروع القانون: "أسباب كثيرة تجعل المراهقين يسيئون التصرف، وغياب الثقافة العائلية أو قصورها هو السبب الرئيسي"، وفقاً لما أوردته شبكة CNN الأمريكية.
قوبل خبر التشريع الجديد بردود فعل متباينة، إذ أصبح الآباء في حيرة من أمرهم وهم يحاولون معرفة كيف ستؤثر القواعد الجديدة على أبنائهم.
كانت السلطات الصينية قد أصدرت في أغسطس/آب الماضي قرارات تتعلق بتربية الأطفال، وقالت الهيئات التنظيمية الصينية لألعاب الفيديو، إنها ستسمح للأطفال دون سن 18 عاماً بممارسة ألعاب الإنترنت لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم.
أشارت الهيئة أيضاً إلى أن الأطفال يمكنهم ممارسة ألعاب الإنترنت في أيام الجمعة وعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية فقط، وفي الشهر نفسه، وصفت وسائل الإعلام الصينية التابعة للدولة ألعاب الإنترنت بأنها "أفيون الروح".
كذلك خففت السلطات من الواجبات المنزلية وحظرت الدروس الخصوصية للمواد الرئيسية خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطلات، خوفاً من العبء الأكاديمي الثقيل على الأطفال، ودعت في الوقت نفسه شبابها، لأن يكونوا "أقل أنوثة" و"أكثر رجولة".