قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن ساحر نيوزيلندا الرسمي، وربما الساحر الوحيد في العالم الذي يعمل من خلال تعيينٍ حكومي، تعرض للاستبعاد من الخدمة العامة بعد أن قضى 23 عاماً في وظيفته.
كان مجلس مدينة كرايستشيرش قد تعاقد مع الساحر براكنبيري شانل (88 عاماً)، على مدار العقدين الماضيين؛ من أجل الترويج للمدينة عن طريق "أعمال السحر وغيرها من الخدمات التي يُقدمها السحر"، مقابل 16 ألف دولار سنوياً، مما يعني أنّه تقاضى طوال فترة خدمته مبلغ 368 ألف دولار أمريكي.
أعمال السحر والترفيه
جدير بالذكر أن الساحر وُلِد في إنجلترا، وبدأ يُؤدي أعمال السحر والترفيه في الأماكن العامة بعد فترةٍ وجيزة من وصوله إلى نيوزيلندا عام 1976. وحين حاول مجلس المدينة منعه في البداية؛ احتج العامة. وفي عام 1982، قالت جمعية مديري معرض الفنون في نيوزيلندا، إنّه تحوّل إلى "عملٍ فنّيٍّ حيّ". وفي عام 1990، طلب منه رئيس وزراء البلاد آنذاك مايك مور، أن يُفكر في مسألة التحوّل إلى "ساحر نيوزيلندا".
حيث كتب مور في مقدمة خطابه الرسمي: "أشعر بالقلق، لأن سحرك ليس في متناول الشعب بأكمله. لذا أقترح أن تُفكّر بشكلٍ عاجل في مقترحي بأن تصير ساحر نيوزيلندا وأنتاركتيكا ومناطقها البحرية… ولاشك في أن هذا القرار ستكون له تداعيات على مجالات التعاويذ، والبركات، واللعنات، وغيرها من الأمور الخارقة للطبيعة التي تتجاوز اختصاصات رؤساء الوزراء العاديين".
منذ ذلك الحين، قدّم الساحر عروضه في كرايستشيرش، وأدّى رقصات المطر في نيوزيلندا وأستراليا خلال فترات الجفاف. كما حصل على ميدالية الخدمة من ملكة نيوزيلندا في عام 2009.
بينما أفاد مجلس المدينة بأنّه بعث بخطاب إلى الساحر؛ من أجل شكره على خدمته لكرايستشيرش على مدار عقدين، وإخطاره بإنهاء تعاقده، وفقاً للمتحدثة باسم المجلس لين مكليلاند. وأردفت لين قائلةً إنّه كان قراراً صعباً، لكن الساحر "سيظل جزءاً من تاريخ كرايستشيرش للأبد".
اتجاه سياحي ترويجي
في الوقت ذاته أبحرت مدينة كرايستشيرش في اتجاهٍ سياحي ترويجي جديد يعكس ثقافاتها المتنوعة و"يكشف عن الوجه المفعم بالحيوية والتنوع والعصرية للمدينة. إذ إنّ هذا الاتجاه سيجذب إليها السكان، والزوار من داخل وخارج البلاد، والشركات الجديدة، وأمهر العمال المهاجرين".
حيث قال الساحر إن مجلس المدينة قرر التوقف عن دفع أجره، لأنّه لا يُواكب "حيوية" المدينة، ولأنّه كان أكثر استفزازاً: "قرارهم يعني أنني عجوزٌ ومُمل، لكن ليس هناك أحدٌ آخر يُشبهني في كرايستشيرش. كل ما في الأمر هو أنني لا أُعجبهم، لأنهم مجموعةٌ من العواجيز البيروقراطيين التقليديين، بينما يُحبني الجميع ولا يُحبهم أحد".
كما أفاد الساحر بأنه سيواصل ظهوره المعتاد في مركز كرايستشيرش للفنون، والثرثرة مع السياح وسكان المدينة. ويستضيف المركز معرضاً عن حياته خلال الشهر الجاري، بدعمٍ من مجلس المدينة.
عند سؤاله عما إذا كان سيصب لعنته على المجلس بسبب القرار، قال الساحر إنّه يُفضل البركات أكثر من اللعنات: "أنا أمنح الأطفال أحلاماً سعيدة، وصحةً عامة جيدة، لذا أريد أن أجعل البيروقراطيين أكثر إنسانية".