قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن شركة "آبل" Apple قد تخفِّض إنتاجها من هواتف iPhone 13 التي كان يُفترض إنتاجها هذا العام، بنحو 10 ملايين هاتف، بسبب نقص تعانيه في الحصول على رقائق الكمبيوتر اللازمة للإنتاج، وسط أزمة سلسلة التوريد العالمية.
هذه الأزمة العالمية دفعت البيت الأبيض إلى التحذير علناً من أن "الناس لن يستطيعوا أن يحصلوا على بعض الأشياء التي رغبوا في شرائها" بعطلات أعياد الميلاد.
كان المتوقع أن تنتج شركة آبل ما يصل إلى 90 مليون وحدة من هواتف "آيفون 13" الجديدة هذا العام، لكنها أخبرت مُصنّعيها بأن العدد سيكون أقل، لأن الشركات المسؤولة عن توريد الرقائق، مثل شركة Broadcom وشركة Texas Instruments، تواجه صعوبات جمَّة في تسليمها، حسبما ذكرت وكالة Bloomberg يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول.
تراجع أسهم آبل
في غضون ذلك، تراجعت أسهم شركة آبل بنسبة 1.2% في تعاملات ما بعد ساعات التداول يوم الثلاثاء، ما يدل على تراجعاتٍ أوسع نطاقاً في سوق الأسهم الأمريكية، وفي آسيا خاصةً، بسبب المخاوف من أن يؤدي استمرار التداعيات المرتبطة بجائحة كورونا ومشكلات سلسلة التوريد العالمية إلى تضخم اقتصادي مفرط وإعاقة محاولات النمو الاقتصادي بعد الجائحة.
كانت شركة آبل توقعت في يوليو/تموز 2021، تعسراً في نمو الإيرادات، وقالت إنَّ نقص الرقائق الذي بدأ تأثيره ينال من مبيعاتها لأجهزة "ماك" Mac و"آيباد" iPad، سيمتد أثره لتعطيل إنتاجها من هواتف آيفون. كما أن شركة Texas Instruments المنتجة للرقائق كانت كشفت عن توقعات بتراجع إيراداتها لهذا الشهر، ما يدل على مخاوف قائمة بشأن المعروض من الرقائق لبقية العام.
من جانبها، رفضت شركة آبل التعليق على تقرير Bloomberg الأخير، كما لم تردّ شركة Broadcom ولا شركة Texas Instruments فوراً على طلبات التعليق.
يعد هذا التعسُّر أحدث علامة على الاختناقات الجسيمة التي يعانيها تدفق التجارة العالمي، فقد أدت التضاربات الناشئة عن محاولات الخروج من أزمة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا إلى نقص في الطاقة ومكونات الإنتاج والسلع الجاهزة والعمالة والنقل.
إلى جانب شركات التكنولوجيا، كانت الشركات المُصنعة للسيارات من بين الأشد تضرراً بالنقص في مكونات الإنتاج -لاسيما في أشباه الموصلات- وهو ما أدى إلى تراجع التوقعات الخاصة بإنتاج السيارات إلى نحو 7.7 مليون سيارة هذا العام. ويأتي ذلك بعد أن أوقف عدد من المصانع الأمريكية الإنتاجَ هذا العام بسبب النقص في قطع الغيار.
نقص الطاقة
كما أدى نقص الطاقة وارتفاع أسعارها حين توافرها إلى إغلاق مصانع في مراكز التصنيع الكبيرة بدول آسيا، مثل الصين وكوريا الجنوبية في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم التأخيرات التي كانت قائمة بالفعل في جميع أنحاء النظام اللوجستي العالمي.
على أثر ذلك، حذَّر مسؤولو البيت الأبيض من أن الأمريكيين قد يواجهون أسعاراً أعلى ونقصاً في بعض المنتجات التي اعتادوا شراءها في موسم أعياد الميلاد، وأشاروا إلى الجهود الحثيثة المبذولة لتخفيف اختناقات الإمدادات، التي بدت آثارها واضحة في الموانئ والطرق السريعة والسكك الحديدية الأمريكية.
في المقابل قال مسؤولون بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن المستهلكين الأمريكيين، الذين اعتادوا وجود السلع بوفرة في هذه المواسم، قد يتعين عليهم التحلي بالمرونة والصبر.