قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن نشطاء معنيين بالحفاظ على البيئة في إندونيسيا دفعهم القلق من التلوث البلاستيكي إلى بناء متحف مصنوع من أكثر من 10 آلاف زجاجة وحقيبة ومغلفات الطعام ذات الاستعمال لمرة واحدة.
حيث انتُشلت كميات هائلة من هذه المواد من الأنهار والشواطئ المحلية التي أصبحت مستقراً لهذه النفايات، مع أنها تشكل تهديداً كبيراً للحياة البحرية والنظم البيئية والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
افتتاح المتحف النادر
يضم المتحف، الذي افتُتح في سبتمبر/أيلول 2021، في بلدة غريسيك بمقاطعة جاوة الشرقية في إندونيسيا، آلاف الزجاجات البلاستيكية التي تتدلى من علٍ، فيما يمر زوار المكان عبره، ما يسلط الضوء على الأثر المستفحل للأزمة البحرية.
كذلك وفي حين أنه يصعب حساب كمية البلاستيك التي انتهى بها المطاف في محيطات العالم بدقة، فإن تقديرات الباحثين تشير إلى أن الرقم السنوي للنفايات التي يُتخلص منها قد يصل إلى 12.7 مليون طن متري، وفقاً لبيانات نشرتها دورية Science العلمية.
المواد البلاستيكية غير قابلة للتلف تقريباً، وحتى لو كانت بعض عناصرها قابلة للتحلل البيولوجي، فإن عملية التحلل تستغرق قروناً طويلة.
في المقابل تعد إندونيسيا إحدى كبرى الدول المشاركة في التلوث البيئي بالعالم، الذي يُلقى في محيطاته أكثر من 8 ملايين طن متري من البلاستيك كل عام.
كما حذَّر العلماء من أنه بحلول عام 2050، ستزداد كميات المواد البلاستيكية في المحيطات إلى الحد الذي يصبح وزنها معه أكبر من وزن الأسماك في المياه.
3 أشهر لبناء المعرض
استغرق إنشاء المعرض من مجموعة "المراقبة البيئية والحفاظ على الأراضي الرطبة" في إندونيسيا 3 أشهر، وجاء تحت اسم "Terowongan 4444" أو "نفق 4444".
حيث تسلِّط الصور التي نشرتها الصفحة الرسمية للمجموعة على موقع فيسبوك في الأشهر الأخيرة الضوءَ على فداحة مشكلة التلوث البلاستيكي. وتُظهر إحدى الصور ركام القمامة العالق بأغصان الأشجار المصطفة على مجاري الأنهار، فيما تظهر صور أخرى نشطاء يحملون أكياساً ممتلئة بكميات لا حصر لها من النفايات الملوثة للبيئة.
في قلب المتحف، ينتصب تمثالٌ لـ"ديوي سري"، إلهة الخصوبة والرخاء، التي يقدسها الجاويون على نطاق واسع. يتطلع التمثال للزوار، وقد غُطيت تنورة المنحوتة بنفايات وعبوات طعام وشراب مهملة كانت المجموعة جمعتها على مدار السنوات القليلة الماضية.
تغيير المشكلة
في معرض الحديث عن الهدف من المعرض، قال بريغي أريساندي، مؤسس المجموعة، لوكالة Reuters، إن المعرض أقيم في محاولة لإحداث تغيير لدى الأشخاص الذين قد يكونون جزءاً من المشكلة عن غير قصد.
أضاف أريساندي أنه يريد أن يصبح الزوار "على وعي" بهذه المشكلة؛ حتى يتمكنوا من المساعدة في "تقليل استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستعمال لمرة واحدة".
في المقابل قال أحد الزوار لوكالة Reuters: "عندما أنظر إلى كمية النفايات الموجودة هنا أشعر بالحزن"، فيما قال آخر للوكالة إنه قرر تغيير عاداته الاستهلاكية. وأوضح الزائر الذي يُدعى أحمد زينوري: "سأحمل بعد ذلك أكياساً قماشية، وعندما أشتري مشروباً، سأستخدم كوباً مصنوعاً من مواد بخلاف البلاستيك".
في سياق متصل يقول الخبراء إن بعض المبادرات لتقليل الاستعمال الفردي للبلاستيك، مثل حظر المصاصات البلاستيكية، ليس لها سوى تأثير طفيف في الحد من التلوث البلاستيكي، لذلك من الضروري بذل المزيد من الجهود لضمان جمعٍ أفضل للنفايات واستخدام المواد المعاد تدويرها أو القابلة للتحلل.