مُنِح آلاف الأشخاص المصابين بالخرف الوعائي -وهو ثاني أنواع الخرف الأكثر شيوعاً في بريطانيا- أملاً جديداً بعدما تبين أنَّ عقاراً لضغط الدم يكافح المرض في الأبحاث المبكرة.
صحيفة The Times البريطانية قالت إن الخبراء يقترحون أنَّ عقار أملوديبين قد يعاد توجيه استخدامه يوماً ما لعلاج الخرف الوعائي أو إيقافه في المراحل المبكرة، بعد إثبات قدرته على زيادة تدفق الدم في أدمغة الفئران.
فيما قال البروفيسور متين أفكيران، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية، إنَّ الدراسة كانت "خطوة تطور حيوية نحو إيجاد طرق جديدة لوقف الخرف الوعائي من التقدم".
ويحدث الخرف الوعائي عندما تتلف الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ؛ ما يضيق تدفق الدم ويعيق وصوله إلى مناطق معينة من الدماغ ولا يوجد علاج مُثبّت فاعليته سريرياً.
ويمكن أن تبدأ الأعراض فجأة أو تظهر ببطء بمرور الوقت، وتشمل بطء التفكير ومشكلات في التركيز وتغيرات في المزاج أو الشخصية أو السلوك، وغالباً ما يحدث في نفس الوقت الذي يحدث فيه مرض الزهايمر.
وفي النهاية، يصبح العديد من المصابين غير قادرين على الاعتناء بأنفسهم.
من المعروف أنَّ الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بالخرف الوعائي، لكن لا يُعرَف بالضبط كيف يحدث هذا كما لم تُختبَر فاعلية أنواع مختلفة من أدوية ضغط الدم على الشرايين في الدماغ.
وكان باحثون من جامعة مانشستر جزءاً من الفريق الذي وجد أنَّ الفئران التي عولجت بعقار أملوديبين كان لديها تدفق دم أفضل إلى مناطق الدماغ ذات النشاط الأكثر واتسعت شرايينها؛ ما سمح بمرور المزيد من الأكسجين والمواد الغذائية.
واكتشفوا أيضاً أنَّ ارتفاع ضغط الدم يقلل من نشاط بروتين يسمى Kir2.1، الذي يوجد في الخلايا المُبطِّنة للأوعية الدموية ويزيد من تدفق الدم. وأعاد أملوديبين هذا النشاط.
فيما اقترح الباحثون أنه يمكن أيضاً استهداف البروتين بواسطة أدوية أخرى في المستقبل؛ ما قد يوفر سبلاً أخرى لمحاربة المرض ويأمل الباحثون الآن في تجربة أملوديبين لعلاج الخرف الوعائي لدى البشر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور آدم غرينشتاين، كبير المحاضرين الإكلينيكيين في علوم القلب والأوعية الدموية في جامعة مانشستر، الذي قاد مجموعة الباحثين من الجامعة: "إنَّ الطريقة التي يتطور بها الخرف الوعائي ظلت لغزاً حتى الآن، ولا توجد حالياً علاجات مثبتة إكلينيكياً. ويعاني المرضى من أعراض الخرف الوعائي في وقت أبكر من أي وقت مضى، ومع مزيد من البحث يمكننا أن نقدم لهؤلاء المرضى الأمل في منع تطور هذا المرض الذي يغير حياتهم".
ويُموَّل البحث جزئياً من مؤسسة القلب البريطانية ونُشر اليوم في دورية Journal of Clinical Investigation إذ قالت سارة إيماريسيو، رئيسة الأبحاث في Alzheimer's Research UK: "بينما يحرز الباحثون تقدماً مهماً في أبحاث الخرف، لا توجد حالياً أدوية متاحة لعلاج أعراض الخرف الوعائي أو وقف المرض الأساسي. نحن نعلم أنَّ ارتفاع ضغط الدم يشمل خطر الإصابة بالخرف الوعائي، والنظر في العقاقير الحالية التي تستهدف هذا نهج معقول".
وأضافت أنَّ الطريقة الوحيدة في النهاية لمعرفة ما إذا كان أملوديبين يمكنه مساعدة الأشخاص المصابين بالخرف الوعائي وتحسين أعراضهم هي من خلال التجارب على البشر، لكن "رغم أنَّ هذا البحث أُجري على الفئران وهذه نتائج أولية، تقدم هذه المرحلة المبكرة من الدراسة الأمل في الوصول لطريقة جديدة محتملة لعلاج الخرف الوعائي".